كلمة عمان

مبادئ جلية ودور معترف به

02 يوليو 2017
02 يوليو 2017

الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبد الله، من معالي ركس تيلرسون وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، يوم السبت، هو الثاني خلال أسبوعين، حيث كان الاتصال الهاتفي الأول بين الطرفين في منتصف شهر يونيو الماضي، وجرى فيه بحث تعزيز التعاون بين البلدين والأوضاع الراهنة في المنطقة.

وفي اتصال أمس الأول، فقد جرى استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة والأزمة الخليجية الراهنة، كذلك الوضع في اليمن الشقيق، وسبل الوصول لحل الأزمة فيه.

ومما لا شك فيه أن مثل هذه الاتصالات الدورية تدل على عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، ورغبتهما في مناقشة مختلف القضايا المتعلقة بالتعاون المشترك في كافة مجالات وقطاعات الحياة الإنسانية، وكذلك ما يتعلق بأمن المنطقة بشكل عام، إذ أن الاستقرار والأمان هو السبيل إلى تعزيز سبل التعاون في كافة الأوجه المنشودة.

ومعروف أن سياسة السلطنة تركز على أن السبيل إلى التعاون والصداقة في عالم اليوم، تأتي في المقام الأول عبر ترسيخ علاقات اقتصادية قوية بين الأطراف، يكون فيها تبادل المنافع وتحقيق الفائدة لكل طرف، ومن خلال تعزيز هذه الجوانب ذات المنفعة المتبادلة، يكون للجميع جني الثمرات، وبالتالي الانتقال لمزيد من الخطوات الإيجابية التي يمكن تحصيلها سواء في الوقت الراهن أو المستقبل.

وتربط السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية، شراكة راسخة وتعاون بنّاء، يمكن الرجوع به تاريخيا إلى الربع الثاني من القرن التاسع عشر، عندما أبحرت السفينة سلطانة إلى ميناء نيويورك واستقبلت هناك في عهد السلطان سعيد بن سلطان، حيث رست بتاريخ 13 من أبريل 1840م، ورسمت بذلك أول فجر للتواصل بين الشرق العربي والغرب الأمريكي، وحيث وصل أول سفير عربي إلى بلاد العم سام، وهو العماني أحمد بن النعمان الكعبي.وهذا يشير إلى دور السلطنة المتأصل في التجارة البحرية وتقريب المسافات بين الشرق والغرب منذ فجر مبكر، هذه الخبرة العمانية التي ترسخت في عصر النهضة الحديثة، مع بزوغ فجر 23 يوليو بتولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، حيث أسس لسياسة عمانية تقوم على أسس واضحة في التعامل مع كافة دول العالم.

إن الدبلوماسية العمانية هي نسيج فريد من جذور عميقة في الماضي، ورؤية حديثة لجلالته، بحيث تعانقت الجذور مع هذه الرؤية وصاغا معا المعاني الأكثر حداثة للتعامل مع الدول والشعوب، في وفاق بين أفكار السياسة الرسمية والشعبية، وبحيث تعزز ذلك بالتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والمعرفي وكافة السبل الممكنة لرسم أفق الازدهار بين كافة الأطراف.

وقد أكد وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون على أهمية الدور الذي تقوم به السلطنة لدعم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، التي تخدم الأمن والاستقرار، وهو دور معترف به عالميا حيث طالما أثبتت السلطنة أنها تعيش على المبادئ الجلية والواضحة والمتوازنة في احترام الجميع والمضي نحو ما يجعل المسافات أقرب، والأمن هو الحقيقة المنشودة لسعادة الشعوب وتعاونها الإيجابي.