صحافة

اعتماد : بين النقد السياسي والتسقيط السياسي .. بون شاسع

02 يوليو 2017
02 يوليو 2017

بهذا العنوان طالعتنا صحيفة «اعتماد» بمقال جاء فيه: يخطئ البعض عندما يعتقد بأن التسقيط السياسي هو نوع من النقد المباح، في حين يؤكد المتخصصون في هذا المجال أن الفرق بين الاثنين شاسع جداً، حيث يهدف الأول إلى الانتقاص من الشخصيات الفاعلة في الساحة في حين يرمي الثاني إلى التقويم وإبداء النصح الإيجابي والبنّاء للانطلاق نحو التكامل والرقي في شتى المجالات.

وأشارت الصحيفة إلى بعض الشعارات التي أطلقت ضد الرئيس حسن روحاني في الآونة الأخيرة، معتبرة هذا النوع من السلوك يتنافى مع الذوق الاجتماعي، فضلاً عن تعارضه مع القوانين السائدة في البلاد والتي تؤكد على ضرورة احترام الأشخاص وعدم التعرض لحيثياتهم والالتزام بالنقد البنّاء الذي يسهم في دفع حركة التقدم والازدهار إلى الأمام، خصوصاً وأن الرئيس روحاني وأعضاء حكومته لا يرفضون النقد شريطة أن يكون سليماً وبنّاءً وضمن الأطر الدستورية الصحيحة. ونوّهت الصحيفة إلى ضرورة الاستفادة القصوى من التجارب السابقة التي برهنت أن النقد الجارح ومحاولة إثارة الغبار وخلط الأوراق لن يسهم إلاّ في تعقيد الأوضاع، في حين أن الحوار الهادئ واعتماد الأساليب الحضارية في توجيه النقد وحده الكفيل بتوضيح الحقائق وتسليط الضوء على الخلل دون الحاجة للتعصب الحزبي أو الفئوي الذي لا ينتج سوى الاحتقان بين الأطراف التي يفترض أن تكون صفاً واحداً لبناء البلد وحفظ أمنه واستقراره في كافة الظروف حتى وإن كان هناك تباين في الرؤى والأفكار حيال القضايا التي هي مورد الخلاف أو النقاش.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس روحاني حائز على غالبية أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وهو بالتالي لا يمثل نفسه أو مؤيديه فقط، بل يمثل جميع أبناء الشعب حتى الذين لم ينتخبوه بحكم الدستور، وهذا يستدعي من الجميع التعامل مع هذه الشخصية من منطلق الحرص على القوانين، فضلاً عن ضرورة التقيد بالضوابط الأخلاقية والاجتماعية التي تمثل في الحقيقة الضمان الأساس لأي مجتمع يسعى للعيش بألفة وانسجام ويمارس حياته بودٍ واحترام بعيداً عن الاحتقانات والاختلافات السياسية التي باتت ملازمة في كثير من الأحيان لأي مجتمع مهما اختلفت مشاربه وميوله. وشددت الصحيفة كذلك على أهمية احترام الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية باعتباره منجزاً كبيراً حققته حكومة روحاني حتى وإن كانت هناك مثالب في هذا الاتفاق الذي ساهم في نزع فتيل الأزمة السياسية بين إيران والغرب إلى حد بعيد والذي من المؤمل أيضاً أن يسهم في رفع الحظر عن البلاد بشكل كامل في حال تنفيذ جميع بنوده، داعية إلى التحلي بالحكمة والصبر وعدم استعجال النتائج في هذا المجال.