العرب والعالم

وزير الدفاع الأمريكي يرفض الكشف عن موعد انتهاء العمليات في أفغانستان

30 يونيو 2017
30 يونيو 2017

مقتل 18 شخصا في 3 حوادث متفرقة -

كابول - بروكسل - (د ب أ) - رفض وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس تحديد موعد لانتهاء العمليات العسكرية في أفغانستان قائلا إن الحروب هي في جوهرها «ظاهرة لا يمكن التنبؤ بها».

وقال ماتيس عقب اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل وافقوا خلاله على إرسال آلاف الجنود إلى أفغانستان، حيث تقاتل القوات الحكومية كلا من طالبان وتنظيم داعش «لا يمكننا القول بأننا تعبنا من الحرب»، مضيفا أنه لم يكن هناك أحد مستعدا لدفع ثمن عدم خوض الحرب. ومع ذلك اعترف ماتيس بأنه ربما تم سحب القوات في الماضي بسرعة كبيرة.

وفي الوقت الذي يتعين فيه على الناتو كشف العدد النهائي للقوات الإضافية التي تم التعهد بنشرها، قال ماتيس إن الحلف تمكن من ملء 70% من هذه الفجوة، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تأمين القوات المتبقية في غضون الأسابيع المقبلة.

ومن المتوقع نشر قرابة 4 آلاف جندي.

وعقب الاجتماع قال وزير الدفاع الأفغاني طارق شاه باهرامي إنه متفائل بأنه سيتم تحقيق «إنجازات عظيمة» قريبا وإنه سيتم إلحاق الهزيمة بأعداء افغانستان. وأضاف باهرامي: «إنني أؤمن بشدة بالاحترافية التي تعمل بها قواتنا». كان الناتو قد وافق في وقت سابق على إرسال آلاف الجنود إلى أفغانستان وذلك بعد أكثر من عامين من إنهاء التحالف مهمته القتالية في البلد الذي مزقته الحرب. واتفق وزراء دفاع دول الحلف العسكري على إرسال جنود إضافيين غير قتاليين، حيث تغلب التمرد المتنامي في أفغانستان على القوات المحلية، وترك الحكومة لا تسيطر إلا على 60 % فقط من الأراضي. وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، أمس الأول:» أستطيع أن أؤكد أننا سنزيد من تواجدنا في أفغانستان. لقد تعهدت 15 دولة بالفعل بمساهمات إضافية». تجدر الإشارة إلى أن انتشار الناتو في أفغانستان، وهو أكبر عملية عسكرية من نوعها بالنسبة للحلف، استمر 11 عاما، ووصل في ذروته إلى 130 ألف جندي. وانتهت العملية في ديسمبر2014 ومنذ ذلك الحين واصل حوالى 12 ألف جندي من الناتو تدريب القوات الأفغانية ومساعدتها وتقديم المشورة لها.

ومن خلال نحو سبعة آلاف جندي، كانت المساهمة الأمريكية هي الأكثر عددا ضمن مهمة الناتو، بالإضافة إلى مهمة منفصلة على الأرض تضم حوالى 8400 جندي من المتوقع أن تزداد أعدادهم هم أيضا.

وقال ستولتنبرج إن دعم الناتو سيركز على 3 مجالات هي: تعزيز قوات العمليات الخاصة الأفغانية، ودعم تطوير القوات الجوية الأفغانية؛ ودعم قيادة وتعليم الضباط الأفغان.

وذكر الأمين العام للناتو أنه بينما يؤمن بالحل التفاوضي في أفغانستان، فإن الزيادة ضرورية لإجبار طالبان على تقديم تنازلات على مائدة المفاوضات.

وقال ستولتنبرج «طالما اعتقدت طالبان أن بإمكانها كسب الحرب، فلن تتفاوض». وفي الأسبوع الماضي حذرت■zطالبان، الولايات المتحدة والناتو، من إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، في رسالة أصدرها زعيمها هيبة الله اخوندزاده، قبيل عيد الفطر.

واتهم الولايات المتحدة وحلفاءها بـ «زعزعة استقرار المنطقة بأسرها» من خلال وجودهم، لكنه عرض «علاقات بناءة وجيدة» إذا «انتهى الاحتلال غير الشرعي». ومن المقرر أن يمول الناتو قوات الأمن الأفغانية حتى عام 2020. وكان ستولتنبرج، قال، في وقت سابق إن نفقات الدفاع - وهى قضية شائكة بين الحلفاء الأوروبيين للناتو وكندا - من المتوقع أن تزيد بمقدار 46 مليار دولار أو ما يوازي 3ر4% هذا العام.

غير أن أرقام التحالف الجديدة تبين أن ستة بلدان فقط هي التي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدف الإنفاق البالغ 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وأوضح الناتو أن ست دول فقط حققت هذا الهدف في العام الحالي وهذه الدول الست هي أمريكا واليونان وإستونيا وبريطانيا ورومانيا وبولندا.

وتعهد الحلفاء في عام 2014 بالوفاء بنسبة 2% من الإنفاق، المستهدفة، بحلول عام 2024، كرد فعل على الأزمة الأوكرانية. وفى مؤتمر قمة قادة الناتو الذي عقد الشهر الماضي، وبخ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، علنا، القادة الأوروبيين ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بسبب تقصيرهم في تحقيق هذا الهدف.

وقال ستولتنبرج أيضا إن قمة الناتو المقبلة ستعقد في بروكسل خلال صيف عام 2018 دون ذكر موعد محدد. ميدانيا قتل 18 شخصا أمس في ثلاثة حوادث عبر أفغانستان، فيما تأخذ الحرب وتيرة أشد في البلاد. وقال متحدث باسم الشرطة الافغانية لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) إن ستة من رجال الشرطة قتلوا بعد أن اقتحمت عناصر من حركة طالبان موقعا أمنيا بإقليم فرح غرب أفغانستان. وقال إقبال باهر المتحدث باسم شرطة فرح إن الهجوم وقع صباح أمس ببلدة «شاه كاريز» بالإقليم، مضيفا أنه تم صد الهجوم ونشر قوات أمن جديدة في المنطقة.

وأضاف المتحدث أن خمسة من مسلحي طالبان قتلوا أيضا بعد بضع ساعات فقط من وقوع اشتباك منفصل بمنطقة أخرى بإقليم فرح. وأصيب تسعة أشخاص.

وتابع أنه لم تقع أي خسائر بشرية بين أفراد القوات الحكومية في الاشتباك الثاني.

وفي حادث ثالث، قتل سبعة مدنيين وأصيب خمسة آخرون جراء اصطدام سيارة بقنبلة زرعت على جانب طريق عصر اليوم في مقاطعة آخين بإقليم نانجارهار بشرق البلاد، بحسب بيان رسمي. وتلقي سلطات نانجارهار باللائمة على مسلحي داعش في زرع القنبلة. وتعد مقاطعة آخين أحد عدة مناطق قليلة في البلاد حيث تسيطر داعش على الأرض. وأفاد البيان بأنه لا يوجد نساء أو أطفال بين الضحايا. يشار إلى أن العبوات الناسفة أحد الأسباب الرئيسية في مقتل المدنيين، حيث يقوم المتمردون بزرعها في الطرق لتستهدف قوات الأمن، ولكن على الأغلب تقتل القنابل أو تصيب المدنيين. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، في عام 2016، سقط 2156 مدنيا بين قتيل أو جريح، جراء العبوات الناسفة.