الاقتصادية

46.02 دولار لبرميل «برنت» - النفط يرتفع ونمو المعروض الأمريكي يحد من المكاسب

26 يونيو 2017
26 يونيو 2017

لندن - سول -(رويترز): ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي امس مع استفادة المضاربين من هبوطه الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر لكن الزيادة المستمرة في الإمدادات الأمريكية وعدم ظهور دلائل تذكر على انخفاض المخزونات العالمية كبح مكاسب الخام.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 48 سنتا إلى 46.02 دولار للبرميل . ولا يزال السعر متجها لتكبد خسارة تقارب 20 بالمائة في النصف الأول من العام الحالي بعد بلوغه أدنى مستوى له منذ نوفمبر 44.35 دولار للبرميل في 21 يونيو الجاري .وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 47 سنتا ليبلغ 43.48 دولار للبرميل.

وزاد المستثمرون في العقود الآجلة وعقود الخيارات للخام الأمريكي مراهناتهم على عدم تسجيل الأسعار المزيد من الارتفاع مع زيادة عدد منصات الحفر النفطية العاملة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات.

وزاد إنتاج النفط الصخري الأمريكي نحو عشرة بالمائة منذ العام الماضي ليهدد، مع نمو إنتاج دول مثل البرازيل، بتقويض جهود منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركائها لخفض مخزونات الخام العالمية من خلال تقليص الإنتاج. واتفقت أوبك مع 11 منتجا خارجها في مايو على تمديد خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا إلى نهاية مارس 2018 أملا في تحقيق التوازن بين العرض والطلب العالميين.

ـــ وفي التعاملات المبكرة ارتفعت أسعار النفط أمس نتيجة هبوط الدولار ولكن زيادة عدد منصات حفر النفط في الولايات المتحدة أثارت مخاوف من أن التخمة العالمية من المعروض من النفط ستستمر على الرغم من جهود بعض المنتجين لخفض الإنتاج.

وارتفعت أسعار التعاقدات الآجلة لخام برنت 24 سنتا أو 0.53 في المائة إلى 45.78 دولار للبرميل. وارتفعت أسعار التعاقدات الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتا أو 0.49 في المائة إلى 43.22 دولار للبرميل.

وظل مؤشر الدولار الأمريكي منخفضا أمام سلة من العملات وسط تضاؤل التوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي ) الأمريكي أسعار الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من العام الحالي. ويؤدي تراجع الدولار إلى جعل النفط أرخص بالنسبة للدول التي تستخدم عملات أخرى.

وعلى الرغم من أن أسعار النفط انتعشت بعد هبوط استمر عشرة أشهر فإنها مازالت متراجعة نحو 13 في المائة منذ أواخر مايو عندما اتفقت منظمة أوبك وبعض المنتجين الآخرين على تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس المقبل.

ولكن إمدادات النفط في الولايات المتحدة التي لم تكن جزءا من الاتفاق الذي قادته أوبك قوضت تأثير التخفيضات.

وأشارت بيانات من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إلى إن شركات الطاقة الأمريكية أضافت 11 منصة حفر نفطية في الأسبوع المنتهي في 23 يونيو ليصل العدد الإجمالي إلى 758 منصة، وهو الأكبر منذ أبريل 2014.

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية على التوالي من أدنى مستوياتها في عشرة أشهر وسط الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.

إغلاق الأسبوع الماضي

وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي «نيمكس» تسليم 16 من أغسطس القادم 0.26% لتتداول حالياً عند مستويات 42.85 دولار للبرميل مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 42.74 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 16 أغسطس المقبل 0.33% لتتداول عند 45.37 دولار للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 45.22 دولار للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.34% ليتداول حالياً عند مستويات 97.26 دولار مقارنة بالافتتاحية عند 97.59 دولار.

الاقتصاد الأمريكي يقلص اتساع مؤشر مديري المشتريات الصناعي والخدمي بصور فاقت التوقعات وفقاً للقراءة الأولية لشهر يونيو الجاري، قبل أن نشهد ارتفاع مبيعات المنازل الجديدة بصورة فاقت التوقعات خلال مايو الماضي. وفي نفس السياق، تتوجه أنظار المستثمرين الآن لما سوف يسفر عنه حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح جيروم باول في ندوة نقاشة داخل بنك شيكاجو الاحتياطي الفيدرالي للمقاصة المركزية تحت عنوان «المقاصة المركزية والسيولة».

ونود الإشارة إلى ارتفاع القعود الآجلة لأسعار النفط الخام يأتي ضمن عمليات تصحيحية في أعقاب انخفاضها خلال الأسبوع الجاري للأسبوع الخامس على التوالي ضمن أطول مسيرات خسائر أسبوعية منذ عام 2015 في ظلال تسعير الأسواق لبقاء مخزونات النفط العالمية أعلى متوسط خمسة أعوام السابقة خلال الآونة الأخيرة ووسط تسارع نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي والإنتاج الليبي وارتفاع إنتاج أوبك في مايو الماضي.

بخلاف ذلك فقد أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء الماضي اتساع العجز في مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى نحو 2.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 16 من هذا الشهر مقابل عجز بنحو 3.3 مليون برميل في القراءة السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى عجز بنحو 1.2 مليون برميل، لنشهد بذلك ارتفاع المخزونات إلى نحو 509.1 مليون برميل وبقائها ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

وفي نفس السياق، فقد أظهر التقرير أيضا تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة بنحو 0.6 مليون برميل، في حين لا تزال المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام، بينما ارتفعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة بنحو 1.1 مليون برميل لتظل المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام.

نمو واردات إسبانيا من النفط في أبريل

ــــ وعلى صعيد الإمدادات أظهرت بيانات حكومية امس أن واردات إسبانيا من النفط الخام ارتفعت نحو واحد بالمائة على أساس سنوي في أبريل إلى 5.32 مليون طن وسجلت الشحنات السعودية والعراقية والجزائرية أكبر زيادات بالنسبة المائوية. وقالت الهيئة المعنية باحتياطيات الطاقة الاستراتيجية بإسبانيا في نشرتها الشهرية إن منطقة الشرق الأوسط باتت أكبر مورد لإسبانيا في أبريل للمرة الأولى منذ يناير 2012.

وتراجعت الشحنات من دول أوبك، التي اتفقت على خفض الإنتاج هذا العام، 4.4 بالمائة إلى 2.538 مليون طن.

لكن واردات السعودية ارتفعت 63.5 بالمائة إلى 682 ألف طن وقفزت الواردات العراقية 243 بالمائة إلى 495 ألف طن في حين صعدت الشحنات الجزائرية 220 بالمائة إلى 96 ألف طن. وزادت الواردات من الدول غير الأعضاء في أوبك 5.9 بالمائة إلى 2.785 مليون طن. وفي الفترة بين يناير وأبريل ارتفع إجمالي واردات إسبانيا من النفط الخام 1.1 بالمائة إلى 21.66 مليون طن.