النفط يرتفع طفيفا ويسجل أكبر هبوط للنصف الأول في 200 عاما

45.15 دولار لبرميل «برنت» -

( رويترز) : ارتفعت أسعار النفط مع افتتاح السوق الأمريكية أمس للمرة الأولى في أربعة أيام، ضمن محاولات التعافي من أدنى مستوى في عشرة أشهر، لكن تظل الأسعار تحت ضغط سلبي وسط تصاعد احتمالات فشل أوبك والمنتجين المستقلين في تحقيق التوازن بالسوق، خاصة مع استمرار تسارع الإنتاج بالدول غير المشاركة في اتفاق خفض المعروض العالمي.

وصعد خام برنت إلى مستوى 45.15 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 44.78 دولار وسجل أعلى مستوى 45.31 دولار، وأدنى مستوى 44.52 دولار. وارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 42.75 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 42.53 دولار وسجل أعلى مستوى 42.88 دولار وأدنى مستوى 42.26 دولار.

أنهى النفط الخام الأمريكي «تسليم يوليو» تعاملات الأمس منخفضا بنسبة 2.0 بالمائة، في ثالث خسارة يومية على التوالي، مسجلا أدنى مستوى في عشرة أشهر 42.04 دولار للبرميل، وفقدت عقود برنت «عقود أغسطس» نسبة 3.2 بالمائة، وسجلت أدنى مستوى منذ نوفمبر 2016 عند 44.35 دولار للبرميل.

انخفضت أسعار النفط بأكثر من 20 بالمائة منذ بلوغها مستويات مرتفعة في يناير الماضي، لتبدد جميع المكاسب التي تحققت بعد اتفاق أوبك والمنتجين المستقلين على خفض المعروض العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا. وانخفضت الأسعار وسط تصاعد احتمالات فشل اتفاق أوبك والمنتجين المستقلين في تحقيق التوازن المطلوب بالسوق، خاصة مع استمرار تسارع الإنتاج بدول غير مشاركة في الاتفاق مثل ليبيا والولايات المتحدة.

قفز الإنتاج في ليبيا هذا الأسبوع إلى 900 ألف برميل يوميا من 820 ألف برميل الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى للإنتاج بنحو أربع سنوات، وسط توقعات ارتفاع الإنتاج إلى نحو مليون برميل يوميا الشهر المقبل.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية مؤخرا إلى صعوبة تحقيق التوازن في توقعات ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا قرب أعلى مستوى في أربع سنوات، وأكدت أيضا على استمرار مخزونات الخام العالمية أعلى متوسط خمس سنوات.

في الولايات المتحدة أعلنت إدارة معلومات الطاقة بالأمس انخفاض مخزونات الخام في البلاد بنحو 2.5 مليون برميل، للأسبوع المنتهي 16 يونيو، وتوقع الخبراء انخفاضا بنحو 1.2 مليون برميل، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي. وعلى حسب هذه البيانات وصلت إجمالي المخزونات 540 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي 3فبراير الماضي، في علامة إيجابية لتحسن مستويات الطلب في أكبر مستهلك للنفط بالعالم.

ــــ وفي التعاملات الآسيوية انخفضت أسعار النفط امس بعد مكاسب حققتها في وقت سابق من الجلسة مع استعداد المتعاملين على ما يبدو لاختبار مستويات منخفضة جديدة لأسعار الخام في ظل استمرار المخاوف من تخمة المعروض العالمي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 15 سنتا إلى 44.67 دولار للبرميل بعد أن ظلت مرتفعة خلال معظم التداولات الآسيوية. وهبطت العقود الآجلة للخام 2.6 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر. وهبطت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي 14 سنتا إلى 42.39 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت في معظم الجلسة. وانخفضت العقود عند التسوية أمس الأول إلى 42.53 دولار للبرميل بعد أن لامست أدنى مستوياتها خلال التعاملات منذ أغسطس 2016. وانخفض الخام نحو 20 في المائة منذ بلوغه المستوى المرتفع الذي سجله في أواخر فبراير، ليبدد جميع المكاسب التي حققها في نهاية العام الماضي عقب الاتفاق المبدئي على تخفيضات الإنتاج الذي قادته أوبك.

إغلاق الأربعاء

■ وهبطت أسعار عقود النفط أكثر من 2 بالمائة يوم امس الأول بعد أن سجلت أدنى مستوى في عشرة أشهر في تعاملات متقلبة مع تزايد القلق من استمرار وفرة الإمدادات العالمية بفعل تنامي إنتاج الخام الأمريكي وانخفاض نشاط التكرير في الصين. وأنهت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط جلسة التداول منخفضة 98 سنتا أو ما يعادل 2.3 بالمائة لتبلغ عند التسوية 42.53 دولار للبرميل بعد أن لامست أدنى مستوى لها منذ أغسطس 2016 عند 42.13 دولار. ومنذ أن بلغ ذروته في أواخر فبراير هبط الخام الأمريكي أكثر من 20 بالمائة. وجرى تداول أكثر من مليون من عقود الخام الأمريكي لأقرب استحقاق في جلسة امس وهو ما يفوق بفارق كبير المتوسط اليومي البالغ 560 ألف عقد. وانخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 1.20 دولار أو 2.61 بالمائة لتبلغ عند التسوية 44.82 دولار للبرميل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل. وأعطت هذه البيانات دعما للأسعار لفترة وجيزة لكن السوق سرعان ما تخلت عن مكاسبها واتجهت للهبوط. وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة أيضا أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ارتفع إلى 9.35 مليون برميل يوميا مقتربا من مستويات السعودية وروسيا أكبر المنتجين في العالم.

وهبط النفط 20 بالمائة في النصف الأول من 2017 وهي فترة تميل فيها الأسعار للارتفاع. وهذه هي أكبر خسارة لعقود برنت للنصف الأول من العام منذ 1997 . وعلى مدى تلك الفترة صعدت عقود برنت في النصف الأول من كل السنوات عدا ستة أعوام.