روضة الصائم

الشيخ العلامة سيف بن حمد الأغبري

22 يونيو 2017
22 يونيو 2017

د. ناصر بن علي الندابي -

علمنا لهذا اليوم هو من علماء القرن المنصرم، عالم فذ، كشف نبوغه وعلمه علامة عصره نور الدين السالمي حينما اطلع على تعليق له على بعض المسائل، فطلب منه القدوم إليه وحين وصل أدناه منه فكان من أقرب الطلاب مجلسا، إنه الشيخ العلامة الفقيه سيف بن حمد بن شيخان الأغبري، ولد شيخنا العلامة في 28 من ذي القعدة لعام 1309هـ الموافق له : 23 /‏‏ يونيو /‏‏ 1892م، في بلدة سيما إحدى قرى ولاية إزكي بداخلية عمان.

توفي والده وهو لم يتجاوز سن الرابعة من عمره، فكفله عمه أحمد بن شيخان الأغبري، فأولاه اهتماما منقطع النظير، فأرسله للدراسة على يد الأستاذ سليم بن ناصر العلوي، فأتم حفظ القرآن وهو لم يتجاوز سن السادسة من عمره، لم يلبث شيخنا طويلا في بلدته فقد توجه إلى مدينة العلم والعلماء زمن الإمام سالم بن راشد الخروصي، فدرس على يد الشيخ حامد بن ناصر بن وجد الشكيلي النزوي ولكنه لم يلبث طويلا، فعاد إلى بلدته، وبعدها توجه نحو مدينة القابل من شرقية عمان حيث عالم عمان وقطب الرحى فيها الشيخ نور الدين السالمي الذي طلبه بنفسه حين أخبره تلميذه الشيخ حمود بن قسور الراشدي عن تعقيبه على مسألة فقهية، أعجب منها نور الدين، فبقي علامتنا هناك ملازما لنور الدين السالمي.

عينه الإمام سالم بن راشد الخروصي واليا وقاضيا على ولاية دما عام 1333هـ، ثم عين واليا على ولاية إبراء، وفي عهد الإمام محمد بن عبدالله الخليلي عينه قاضيا على ولاية الرستاق، ثم استقدمه الإمام إليه في نزوى وعينه قاضيا للإمامة فيها، وفي عام 1354هـ عينه واليا وقاضيا على ولاية إزكي، وبقي بها إلى أن أصيب بمرض توجه على إثره إلى مستشفى الرحمة في مسقط، وفي مسقط طلب منه السلطان سعيد بن تيمور أن يكون قاضيا بالمحكمة الشرعية بمسقط فوافق، ثم نقله إلى المصنعة قاضيا ونائبا لواليها ثم أعيد إلى مسقط رئيسا للمحكمة الشرعية، وطلبه الشيخ عيسى بن صالح ليكون واليا وقاضيا على وادي بني خالد، ولكن المرض منعه من مزاولة عمله، فتوجه إلى مسقط فعين رئيسا للمحكمة الشرعية، ثم نقل إلى نزوى ومكث بها حتى وفاته.

كان شيخنا العلامة ذا أخلاق عالية رفيعة شديد التواضع تربطه مع مجتمعه علاقة تعاون ومحبة، وكان كريما سخيا يقدم ما بوسعه لضيفه، وكان يبش في زوّاره ويعاملهم معاملة تبعد عنهم السأم وتقربهم منه وتحببهم إليه، فكان لين الجانب ولكنه في المقابل شديد البأس على أهل الباطل.

من نتاجه العلمي : أرجوزة فتح الأكمام عن الورد البسّام، وكتاب عقد الدر المنظوم في الفقه والأدب والعلوم، وكتاب عقد اللآلئ في الأجوبة على المسائل، وكتاب البدر السافر في أحكام صلاة المسافر وغيرها . توفي شيخنا العلامة يوم الاثنين 22 من شهر ذي القعدة عام 1380هـ/‏‏ 8/‏‏مايو/‏‏1961م.