روضة الصائم

فـــتاوى

20 يونيو 2017
20 يونيو 2017

هل يجوز للمعتكف في بيت الله الحرام أن يخرج من الحرم لتناول وجبة العشاء والسحور وكذلك هل يجوز له الخروج للاتصال بأهله ؟

ينبغي أن نعرف معنى الحرم، ما هو الحرم، الحرم ليس هو المسجد الحرام فحسب كما يظن الكثير من الناس أن الحرم إنما هو المسجد الحرام، الحرم هو البقعة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم ووضع حدوداً لها بحيث لا يجوز للإنسان فيها أن يجز شيئاً من حشيشها، ولا يجوز له أن يقلع شيئاً من شجرها، ولا يجوز الاصطياد فيها، الحرم هو الذي لا يعضد شجره، ولا يختلى خلاه، وهو الذي لا ينفر صيده، وهو الذي لا يجوز لأحد أن يسفك فيه دماً قط، اللهم أنه أبيح إذا اعتدي على المسلمين أن يردوا العدوان فقط، مجرد رد العدوان، أما ما عدا ذلك فلا، هذا هو الحرم، معنى ذلك أن حدود الحرم حدود واسعة، فحدود الحرم تصل إلى ذي الحديبية وإلى نمرة وإلى التنعيم، والتنعيم أقرب حل إلى الحرم، أقرب حل إلى المسجد الحرام، ولذلك من أراد الاعتمار يذهب إلى التنعيم .

ليس الحرم هو المسجد الحرام، فقد كان حرياً بالسائل أن يقول هل يجوز له الخروج من المسجد الحرام من أجل أن يتناول الطعام ؟ لا أن يقول هل بأنه يجوز له أن يخرج من الحرم . فهل قوله : هل يجوز له أن يخرج من الحرم ؟ يعني أنه يخرج مثلاً إلى التنعيم أو يخرج مثلاً إلى ذي الحديبية أو يخرج إلى نمرة أو يخرج إلى أي مكان آخر من أماكن الحل؟ لا . وإنما هو في مكة لا يتجاوز مكة، بل لا يتجاوز عراص المسجد الحرام، الأماكن القريبة من المسجد الحرام، فإن كان لا يجد من يقرّب له الطعام في المسجد فله أن يخرج من أجل أن يتناول الطعام، أما إذا كان يجد من يأتي إليه بالطعام الكافي لفطوره وسحوره في المسجد الحرام في هذه الحالة لا يباح له أن يخرج لأنه وجد من يكفيه مؤنة تقريب الطعام. والله تعالى أعلم.

المصدر: موسوعة فتاوى سماحة الشيخ احمد الخليلي