روضة الصائم

فـــتاوى

19 يونيو 2017
19 يونيو 2017

ما حكم العطر والبخور ومعجون الأسنان في نهار رمضان ؟

أما بالنسبة إلى الطيب في نهار رمضان فإن كان هذا الطيب طيباً مشموماً ولم يكن يلج إلى الخياشيم أو يلج إلى الفم شيء منه فلا حرج فيه، أما إذا كان بخوراً بحيث يتصاعد ويدخل من الخياشيم أو يدخل من الأنف فهو كالدخان الذي يمنع استعماله، لأن كل داخل إلى الحلق يمنع استعماله، فإن كان هذا البخور يصل إلى الحلق ويلج إلى الجوف فهو يمنع استعماله وإلا فلا مانع من شم رائحته، أي شم رائحة البخور بالنسبة إلى الصائم، وكذلك سائر أنواع الطيب لا حرج في شم رائحتها. وأما معجون الأسنان فالاحتياط في تركه، وإنما يباح السواك بغير معجون، ينبغي للإنسان أن يستاك بالأراك، وقد اختلف العلماء في السواك، هناك عدد كبير من العلماء قالوا بأنه يكره السواك للصائم، وهناك طائفة قالت بأنه يكره السواك للصائم بالرطب دون اليابس، ومنهم من قال يكره ذلك من بعد الزوال لا قبل الزوال، ولكن القول الصحيح بأنه لا يمنع السواك، أي لا يمنع الصائم من السواك ويباح له السواك، سواء كان ذلك في أول النهار أو في آخره، وسواء كان ذلك بالرطب أو باليابس لأجل الأحاديث التي دلت على الترغيب في السواك من غير تفرقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، وعند كل وضوء . والحديث في مسند الإمام الربيع وفي صحيح الإمام مسلم . وهذا الحديث على عمومه يتناول بعمومه جميع الأوقات حتى أوقات الصيام، وكذلك جاء عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كما في سنن أبي داود رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك بالرطب واليابس ما لا أحصي وهو صائم . هذا يدل على مشروعية السواك للصائم، لذلك قال كثير من العلماء المحققين بأنه لا يمنع الصائم من السواك وبهذا نأخذ، والله تعالى أعلم.

المصدر: موسوعة فتاوى سماحة الشيخ احمد الخليلي -