1038248
1038248
روضة الصائم

موسوعات عمانية - النسخة الأولى من القطعة الثانية من جامع الجوهر تتميز بهوامش قيمة والثانية يلاحظ عليهما القدم

17 يونيو 2017
17 يونيو 2017

إدريس باحامد القراري -

تواصل سفينة الموسوعات العُمانية إبحارها في محيط مكنونات الخزائن العمانية لتستقر اليوم على ميناء القطعة الثانية من جامع الجواهر للشيخ جمعة الصائغي، وهذه القطعة مرقمة برقم: (20) تحمل بين جنباتها 512 صفحة على الصحيح، دون اعتبار الزيادات أما إذا اعتبرنا الزيادات فإن عدد الصفحات سيصل إلى 541 صفحة، كتب الأرقام بقلم الرصاص، مقاس الصفحات: 32،5 سم طولا، و22 سم عرضا، عدد الأسطر في كل صفحة 25 سطرا، مكتوب بخط النسخ المشرقي الجيد، ذلك أن القارئ لا يجد صعوبة وهو يمتع ناظريه بقراءته، لون الحبر المستعمل أسود وأحمر، خصص الأحمر لبعض العناوين أما الأسود فجاء على المخطوط كله، ورق المخطوط بحالة حسنة مع حاجته الشديدة إلى ترميم عاجل، خاصة فيما يتعلق بالصفحات الأولى منه، مع أن ورق المخطوط سميك نوعا ما إلا أن عوامل الزمن كانت أقوى منه فأثرت فيه تأثيرا واضحا، الخط كما أشرنا سابقا واضح؛ إلا أن رقّته في بعض الصفحات يجعل القراءة صعبة نوعا ما خاصة لمن لم يتعوّد قراءة الكتب القديمة، نسخ هذه النسخة الشيخ صالح بن حمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيف البطراني النزوي، وذلك نهار الأحد وقت العصر وخمسة عشر ليلة خلت من شهر ذي القعدة من شهور سنة 1166هجرية، وقد نسخ هذه النسخة للشيخ: خميس بن محمد بن مسعود بن محمد البوسعيدي المنحي، وقد عرض هذه النسخة على أصلها: مبارك بن عبد الله، تناولت هذه القطعة من الجواهر مواضيع عديدة في أبواب مهمة منها: أبواب في النجاسات وكل ما يتعلق به من جزئيات، كثير من الناس يغفل عنها، وقد يتساءل البعض لماذا أبواب فالجواب: أن الشيخ تحدث وبكل سهاب عن أنواع النجاسات الواقعة والمحتملة وكيفية التطهر منها، وعرض أقوال ومسائل العلماء في هذه الأبواب الأمر الذي يزيل كلَّ غموض، ويجلي كلّ ظلام، لينتقل بعد ذلك إلى أبواب الأمواه ما سمّاها وهي المياه كما هو معروف وبين أنواع المياه وما هو الماء الطاهر والمطهر وغيره، مبينا ما يجوز الانتفاع منه وما لا يجوز استعمالا شرعيا أو آدميا، وهذه في الحقيقة لفتة رائعة من الشيخ في تجسير العلوم، ولم يغفل الشيخ الحديث عن باب الوضوء ونواقضه وأركانه وسننه بكل تفصيل، ليدرج مع باب الصلاة ومقدماتها، المادية والمعنوية؛ ليتناول بعد ذلك أفعال الصلاة مبينا أركانها وسننها والواجب في ذلك، وما ينقضها وما لا ينقضها ولم يغفل عن تبيين أحكام ما يفسد الصلاة المنتشرة مع الغفلة منها، وجاءت هذه الأبواب كلها مقتبسة من كتب كثيرة، إلا أن القارئ لا يحس باضطراب في المادة العلمية الأمر الذي دلّ على براعة الشيخ في الاقتباس وقرن الأبواب بعضها ببعض وهذا ما لا يتقنه الكثيرون.

نقرأ في القطعة أسماء مشايخ كثيرين؛ وعناوين كتب عديدة؛ فمن المشايخ المذكورين: الشيخ أبو سعيد الكدمي، أبي محمد عبد الله بن محمد بن محبوب، والشيخ أبو الحسن البسيوي، والشيخ محمد بن خالد، والشيخ أبي إبراهيم، وغيرهم كثير. ومن الكتب : الضياء، قناطر الخيرات، والإشراف، وكتاب قاعدة الإسلام، جامع أبي محمد، وتاب المصنَّف، مع انه يذكر أحيانا عبارة: (ومن كتاب آخر) كما هو الحال في ص رقم: 301، دون ذكر لعنوان محدّد وهذا الأمر يحتاج إلى تدقيق لمعرفة الكتاب الذي أخذ منه، أما كتاب بيان الشرع فكانت عليه العمدة في النقولات، ما يميز هذه القطعة وجود هوامش إضافية كثيرة، وهي في الحقيقة على قسمين كما يبدو لي، القسم الأول ما كان من الأصل أو الناسخ الأصلي أو المؤلف على الصحيح، والقسم الثاني ما كان من الملاّك الذين ملكوا المخطوط، كما هو الحال في الصفحة رقم: 305؛ حيث نجد هامشا مهما مقتبسا من كتاب قواعد الإسلام إلا أنه مختلف الخط والحبر، يظهر عليه أنه حديث باعتبار الحبر الأصلي، وهذا أمر ملاحظ في كثير من صفحات الكتاب كالصفحة رقم: (363، 201، 364)، فلو أن باحثا تتبع الزيادات التي أضيفت إلى كتاب خزانة الجواهر لحصر عددا كبيرا منها، ومما لاحظته وشدّ انتباهي في هذه النسخة أوالقطعة وجود لفظة (قال المُضِيف) في الصفحة رقم: 62، وأحسب أن الجامع لهذه الجوابات وهو الشيخ جمعة الصايغي هو من المقصود بالمضيف بمعنى المضيف على النقولات التي نقلها من كتب كثيرة كما ذكر ذلك في خطبة الكتاب، ومما يميز هذه القطعة أيضا وجود إضافات مهمة في مسائل الصلاة عنونها بـ: مسائل في الصلاة من جوابات الأشياخ المتأخرين، وهذا بعد نهاية المادة العلمية الأصلية للمخطوط، والذي يبتدئ من الصفحة (515 - 534)، والجدير بالذكر ملاحظة الإضافة التي جاءت في الصفحة رقم: 539 والتي تروي معلومة دينية مهمة عن الشيخ شقيق بن إبراهيم، مفادها: ذكر الأمور الأربعة التي ينبغي على الإنسان معرفتها قبل موته وهي: معرفة الله تعالى، ومعرفة عمل الله تعالى، ومعرف الإنسان نفسه، ومعرفة عدوّ الله وعدوُّ نفسه، ثم أضاف معلومة مهمة عن أصناف الناس في العبادة وهي معلومة جليلة القدر، ولا يمكن أن نغفل عن ما ورد في الصفحة من المخطوط وهو عبارة بداية رسالة موجَّهة إلى الشيخ الرباني سعيد بن خلفان الخليلي لكن للأسف هذه الرسالة لم تدوّن، وفي أول المخطوط تقييدات متنوعة بين آية قرآنية وأبيان شعرية وتمليك مهم مفاده: «هذا الكتاب الشريف ...إلى يوم القيامة، لا ....ولا يورث حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وكتبته بإذن مالكته الوالدة بن علي بن سالم كتبه الفقير حمد بن سليمان بيده».

أما النسخة الثانية من هذه القطعة فهي برقم: (2074) : عدد صفاحتها على الصحيح: (541) وإذا اعتبرنا الزيادات فإن عدد الصفحات سيصل إلى (550 صفحة)، ولا تختلف في الوصف المادي والمعنوي عن النسخة السابقة، إلا أن هذه النسخة ظهر عليها القدم أكثر، وسميت بـــ: جواهر الآثار ومنهج الأبرار والحجة على الفجار، خلافا للاسم المشهور: جامع الجواهر، الأمر الذي يحدث الخلط مع كتاب جواهر الآثار كما سبقت الإشارة في الحلقة الماضية، كان تمام نسخ هذه النسخة نهار الأحد من شهر جمادى الأول سنة 1178هجرية على يد الشيخ: ناصر بن سالم بن محمد بن عامر بن درويش الخصيبي النزوي، نسخه للشيخ محمد بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان الكندي السمدي النزوي، والجدير بالذكر في هذه النسخة وجود إضافة مهمة تبدأ من الصفحة: 548، وهي عبارة عن سيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا توجد تقييدات كثيرة على الصحيح إلا تقييدا واحد وفي آخر الغلاف بخط باهت مفاده: «بقلم أولاد محمد بن خميس يوم 7 من شهر شوال سنة 1354».