عمان اليوم

مبادرات العمل التطوعي .. استثمار إيجابي للطاقات والجهود في خدمة المجتمع

16 يونيو 2017
16 يونيو 2017

فريق المصنعة الخيري يرفع شعار «عطاء.. تعاون.. إنسانية» -

يُعتبَر العمل التّطوعيّ أساسا مهمّا لبناء وإنماء المُجتمعات، وبثّ وعي التّعاضد والترابط بين كافة أعضائه، كما يُعدُّ فعلا إنسانيّا اتّصل اتّصالا متينا بأعلى درجات الخير والعطاء والعمل الصالح لدى كلّ المجتمعات على امتداد البشرية منذ بدئها، ورغم أننا نعيش في عصر التكنولوجيا والتطور الكبير إلا أن هذه الفرق التطوعية ما زالت تواكب العصر، وتستثمر جهدها في بذل العطاء وفعل الخير لكافة أفراد المجتمع، والذي يعزز تنمية هذه المجتمعات وتقديم مختلف الخدمات في مختلف الميادين.

وما لهذه الفرق التطوعية من خير يعم على الجميع في المجتمع جاءت مبادرة إفطار صائم وهي إحدى المبادرات الخيرية التي ينظمها فريق المصنعة الخيري بثمارها، حيث خلق نوعا من التناغم والانسجام بين مؤسسات المجتمع المدني، حيث إن العديد من الفريق الأهلية الرياضية شاركت في المبادرة بالإضافة إلى مؤسسات أخرى كجمعية المرأة العمانية وفريق الكشافة بولاية المصنعة، كما يعتبر تجميع هذا العدد من المؤسسات مشهدا غير مسبوقٍ محليا ويعد إنجازا لهذا الفريق التطوعي على مستوى الولاية، حيث يتطلب هذا التنظيم والترتيب درجة عالية من التنسيق والمتابعة، والتي ساهمت بسير هذه القافلة الخيرية في طريقها الصحيح بقيادة فريق المصنعة الخيري.

حب العطاء

حول ما يقدمه الفريق من ترابط وحراك مجتمعي لما فيه مصلحة المجتمعة قالت رحمة بنت العبد النوفلية رئيسة جمعية المرأة العمانية وعضوة المجلس البلدي بالمصنعة: إن من المهم تبسيط مفهوم العمل التطوعي كسلوك إنساني حميد لينتهجه الآباء والأمهات ومن تحت مسؤوليتهم، وتربية النشء في هذا الوطن المعطاء ومن ثم زرع هذه القيم والسلوكيات إلى الأبناء من مبدأ القدوة الحسنة وحب العطاء، كما يجب تحفيز الأبناء للانخراط في الأعمال التطوعية والأنشطة الاجتماعية داخل الأسرة والمدرسة والحي ونشر روح التسامح في خدمة المجتمع.

وأشار سليم الحكماني منسق فريق الانتصار الرياضي الى أن مشاركة الفريق في مبادرة توزيع الإفطار ماهي إلا مسؤولية من مسؤوليات الفريق تجاه المجتمع لنا مشاركات عديدة في الأنشطة الخيرية والتطوعية، ولكن مبادرة إفطار صائم التي ينظمها فريق المصنعة الخيري حملت طابعا مختلفا عن المبادرات الأخرى، وذلك من خلال تنظيمها الجيد ونتائجها الإيجابية والشريحة الاجتماعية الكبيرة التي تستفيد منها، مضيفا أن الجانب الاجتماعي في الفرق الأهلية كان حاضرا في الماضي بشكل أكبر لعل ذلك بسبب أن الروابط الاجتماعية كانت قوية في الفترة الماضية، وبعد ذلك حدث نوع من الخمول، حيث قلّ أداء هذه الفرق اجتماعيا، لكن الحراك الاجتماعي الذي تشهده هذه الفرق خصوصا والولاية عموما في الآونة الأخيرة يبشر بالخير.

طاقات هائلة

وعبَّر خميس البلوشي رئيس فريق النهضة الرياضي أن ما شاهده من إقبال أبناء الفريق على المشاركة في مبادرة توزيع إفطار صائم بعث الفرحة والبهجة للجميع، إذ إن النفس الإنسانية بفطرتها تميل إلى فعل الخير وهذا متأصل في الإنسان العماني منذ القدم، ويرجع ذلك للشباب الذين يحملون طاقات هائلة لا ينقصها سوى تطويعها وتبنيها لتبدع في عمل الخير، مؤكدا بأن العمل الخيري والتطوعي للفرق الأهلية كان منعدما في الفترة السابقة وكانت هناك مبادرات خاصة بكل فريق في نطاق القرية التي ينتمي إليها وبحسب الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة لتلك الفرق، ومنذ تدشين فريق المصنعة الخيري، وهو مختص في المبادرات الخيرية مما سهل المهمة على هذه الفرق وأصبح هناك انسجام وتكامل بينه وبين الفرق الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني لتعم الفائدة على المجتمع في محيط الولاية بشكل عام.

تطور متنامٍ

وأوضح سيف بن حميد السعدي رئيس فريق المغسر الرياضي أن هناك تبرعات كثيرة تلك التي يقدمها أصحاب الخير ولعل الكلمات تقف عاجزة أمام هذه العطاءات والمبادرات الشبابية في عمل الخير، وجهودهم الفعّالة في هذا العمل التطوعي الذي بفضل الله ثم بكرم عطائهم استطاعوا أن يرسموا البسمة على وجوه المحتاجين، حيث إن ثقافة العمل التطوعي في تطور متنامٍ والفائدة منها ستعود على الجميع والمتطوعين الذين يقفون خلف هذه المبادرة مستفيدين من خلال تحريك طاقاتهم وتنمية مواهبهم والمجتمع هو المستفيد الأكبر منهم، مؤكدا أن كلمة شكر ستكون عاجزة أمام الخير الكبير الذي يقدمونه بعطائهم اللامحدود وعلى جهودهم الجبارة في هذا الشهر الفضيل، وهم بحق مثال للشباب الذين يحتذى بهم.

استمرار هذه المبادرات

ومن مشاركات الفرق الكشفية مع فريق المصنعة الخيري بيّن عبدالله بن عيد البدري قائد كشفي في عشيرة جوالة وجولات نادي المصنعة بأن مثل هذه المبادرات مرحب بها كونها تهدف إلى توفير وجبة إفطار صائم لأصحاب المركبات المرتادين للطريق العام، والتي حظيت على استحسان الجميع ولله الحمد، متمنيا استمرار مثل هذه المبادرات سواء كانت في شهر رمضان المبارك أو غيره من شهور السنة، حيث إن عشيرة جوالات نادي المصنعة متواجدون في مختلف المناشط الاجتماعية على مستوى ولاية المصنعة.

وعرجّ نواف بن معتوق الخميسي عضو في عشيرة جوالة نادي المصنعة أن تكاتف جهود مؤسسات المجتمع المدني في الولاية سيعود نفعها على الجميع، إذ أن توحيد الجهود ستنتج عنه حالة تكاملية لتقديم العمل الخيري بأفضل حال، فهناك فرق لديها قوة مادية وأخرى لديها طاقات بشرية وهناك فرق لديها مواهب رياضية وفنية، وهي فرصة لانسجام كافة هذه الأطراف.