صحافة

القدس: في الذكرى الـ10 ... لكارثة الانقسام!!

16 يونيو 2017
16 يونيو 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: في الذكرى الـ10... لكارثة الانقسام!!، جاء فيه:

في 15 يونيو عام 2007، أي في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، وبعد صدامات مسلحة بين قوى فتح وحركة حماس، سيطرت حماس على القطاع وبدأ الانقسام المستمر حتى اليوم وإلى المستقبل المجهول حيث لا تبدو في الأفق أية بوادر إيجابية لاستعادة الوحدة الوطنية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تحقيق المصالحة والوقوف يدا واحدة لمواجهة التحديات المصيرية التي تعصف بقضيتنا وبمستقبلنا وبحلم الدولة المستقلة.

حين قرر شارون هدم ما كان قائما من المستوطنات في قطاع غزة والانسحاب من هناك، كان كل ما يحلم به هو ما يحدث اليوم من انفصال بين الضفة وغزة، ويبدو أن حلمه قد تحقق.. لأنه كان، كما هي كل الحكومات الإسرائيلية خاصة الحكومة الحالية بقيادة نتانياهو، يسعى للاستفراد بالضفة كما يحدث اليوم. لقد ضموا القدس ويعملون بكل قوة على تهويد الأرض والجغرافيا والتضييق على المواطنين، ويرفضون أية أحاديث عن عودة الجزء الشرقي ويقولون أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل الأبدية. والمستوطنات تملأ كل أنحاء الضفة وتقسم أجزاءها وتجعل التواصل بين مدنها صعبا ومعقدا للغاية، كما أنهم يسيطرون على أكبر مساحة من الأرض بالمصادرة أو لدواع «أمنية» كما يدعون، ويشرعون القوانين العنصرية وآخرها ما يتعلق بعائلات الشهداء والأسرى والمطالبة بوقف تقديم المساعدة لها واقتطاع جزء من الضرائب المستحقة للسلطة الوطنية باعتبارها خصما من مخصصات هذه العائلات. أما الذين يقتلون ويرتكبون جرائم الحرق والتخريب واقتلاع الأشجار من المستوطنين، فلا مساءلة لهم ولا محاسبة. إن ممارسات الاحتلال لا حصر لها، وهي تجعل قضيتنا في وضع من أصعب ما يكون، وقد زادت الأوضاع العربية ما نحن فيه سوءا وجعلتنا في قوائم متأخرة من اهتماماتهم، وهذه الأوضاع تستدعي أن يكون كل من يعنيهم الأمر عند مستوى المسؤولية التاريخية والعمل بجدية وإخلاص لاستعادة الوحدة ولمواجهة هذه الكارثة التي نحن فيها، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، وإذا كان كل طرف يصر على التمسك بمواقفه والادعاء أنه على حق وأن الطرف الآخر مخطئ، فإن الانتخابات للمجلس التشريعي والرئاسة وكل مؤسسات منظمة التحرير هي الحل لأن فيها العودة إلى الشعب والاحتكام لقراره وما يريده. التاريخ لن يرحم.. فهل من يستمع ويستجيب؟!