روضة الصائم

التحلَّي بطيّب الكلام

15 يونيو 2017
15 يونيو 2017

هلال بن عبدالله الخروصي -

طيّب الكلام كنزٌ غالي الثمن، وخلقٌ جليلٌ، وهو يتجلّى في تجنّب القول السيئ(الأقوال البذيئة) تجاه الآخرين، فالإنسان المحترم لا يصدر عنه إلا الكلام المحترم، ولقد وصف الله رسوله الكريم في كتابه العزيز حيث قال: «وإنك لعلى خلقٍ عظيم» جاء وصفه بالخلق أولاً ومبدأً وأخيراً، وهو قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وجاء النهي عن الصفات السلبية والسيئة في القرآن الكريم في عدة مواضع منها: «وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚإنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ».

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ».

وقال عليه السلام « لا يدخل الجنة نمام». الإيجابي وصاحب الكلام الطيب لا يغتاب ولا ينم ولا يشتم الآخرين ولا يطعن ولا يلعن ولا يذكر الكلام البذيء وإذا شتمته أو اغتبته أو طعنت فيه تجده يخاطبك بالتي هي أحسن. «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» أحد العلماء جاءه رجل وقال له اني اغتبتك فاجعلني في حل، قال اجعلك في حل شريطة ألا تعود.

الذين يغتابون وينمون ويشتمون يتبرمج ذلك في حياتهم، وتقسو قلوبهم، تجد الواحد منهم حتى يضجر من نفسه، وقد يدعو البعض على ذاته، وآخرون يفكرون في الانتحار، والشعور بالعدوانية، والحسد على الآخرين.

تعلم دائما أن تنتقي أجمل العبارات، وأبدع في الأوصاف ، فلا تقل قبيحا بل قل غير جميل ، ولا تقل لشخص أنت أناني، لطّف العبارة، حب للآخرين ما تحب لنفسك.

لا تقل لأحد حقير وقد كرمه الله وفضله بين الخلائق «ولقد كرمنا بني آدم».

قال تعالى «كبرت كلمة» أي عظمت، كلمة واحدة سلبية تجرح بها مشاعر إنسان وتدمر مستقبله فأنت آثم بقولك .

(إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم).

الأنبياء والدعاة والمؤثرون يتعاملون بالكلمات ، فاحرص على التقرب إلى الله بالكلمة الطيبة «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حسناً» الكلمات لها دور فعّال، فهي تلعب دور السحر في الإنسان، خاصة مع التكرار وانسجام الكثافة الحسية تتولد قناعة في العقل اللاواعي يتلقفها حقيقة، وتصبح جزءًا من شخصياتنا وتجدد مصيرنا.