الرياضية

جعلان بني بوعلي تخطف اللقب وصور وصيفا والكامل والوافي ثالثا

14 يونيو 2017
14 يونيو 2017

في مسابقة رياضات الخيل التقليدية بنسختها الثانية -

كتب ـ حمود بن سالم الريامي -

أعلن الاتحاد العماني للفروسية عن نتائج رياضات الخيل التقليدية في نسختها الثانية للموسم 2016/‏‏2017م والتي أقيمت بـ6 ولايات من مختلف محافظات السلطنة وهي الخابورة وأدم وجعلان بني بوعلي والكامل والوافي وصور ونيابة سناو بولاية المضيبي، حيث تنافست هذه الولايات في تقديم أفضل ما لديها من عروض ومهارات وتفننت في حسن التنظيم للظهور بالمستوى المشرف الذي يليق بمكانة وسمعة الولاية، حيث حصلت على المركز الأول ولاية جعلان بني بوعلي وجاءت ولاية صور في المركز الوصيف بينما احتلت ولاية الكامل والوافي المركز الثالث، جاء إعلان هذه النتائج في تصريح أدلى به السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية.

نجاح غير مسبوق

وقال البوسعيدي: حقيقة الأمر نشعر بارتياح كبير لما تمخض من نتائج مشرفة أثمرت بها مسابقة رياضات الخيل التقليدية في نسختها الثانية والتي أقيمت في عدد من ولايات السلطنة خلال هذا الموسم ولقد شهدت هذه المسابقة نجاحا غير مسبوق في نسختها الثانية لما امتازت به من فقرات وفعاليات متنوعة تعكس أهمية المحافظة على رياضة الفروسية بشكل خاص والفنون العمانية الأصيلة بشكل عام وهو الهدف المنشود لدى الاتحاد الذي أشرف وتابع هذه الفعاليات عن قرب من خلال لجنته التي قامت بتقييم الولايات المتنافسة، وما أثلج صدورنا هو الجماهير الغفيرة التي حضرت لمتابعة المسابقة وحرص النساء والرجال والأطفال على وجودهم وكذلك مشاركة العديد من القطاعات التي لها علاقة بهذا المجال سواء الحرفيين أو المصورين الفوتوغرافيين والذين تم تخصيص معارض لهم على هامش هذه الفعاليات.

التعاون والتكاتف

وأضاف البوسعيدي: لم يكن ليتحقق هذا النجاح لولا التعاون والتكاتف الذي وصل إلى حد التكامل بين الاتحاد العماني للفروسية ومختلف الوحدات الحكومية وكذلك مؤسسات القطاع الخاص بالإضافة إلى الدور الذي لعبته أندية ولجان الفروسية في الولايات التي نظمت بكل حرفية هذه الفعاليات لتكون رصيدا ثريا في تاريخها سيشهد له الجميع ولو بعد حين من الزمن فالأجيال القادمة كفيلة بحفظ هذا الجهد الكبير الذي قام به الآباء والأجداد عبر العصور.

تشكيل فريق للعرضة

وأشار البوسعيدي الى أن الاتحاد حرص على المحافظة على رياضات الخيل التقليدية وتقديمها بطريقة تليق بمكانة وسمعة السلطنة عالميا فقام الاتحاد قبل عامين بتشكيل فريق لرياضات الخيل التقليدية (العرضة) مكون من مجموعة من الفرسان الماهرين في هذه الرياضة وممن لديهم الخبرة الكافية من الشباب، حيث كانت أول مشاركة لهذا الفريق ضمن مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي العاشر للفروسية في قرية وإسطبلات بو ذيب للفروسية بدولة الإمارات العربية المتحدة والذي نظمه نادي تراث الإمارات، حيث قدم فرسان السلطنة عرضا مذهلا نال رضا الجمهور بعد أن تمكنوا من تدريب وترويض الخيول التي شاركوا بها خلال يومين فقط، مع ارتداء الفارس زيه التقليدي العماني والخيل تتوشح لباسها الجميل بأكسسواراتها الراقية من الفضيات كاللجام والصريمة والصدار والقلادة وغيرها مع وجود السرج العماني التقليدي أو ما يسمى الزانة العمانية لتشكل لوحة جمالية، وتأتي هذه المشاركة من اجل التعريف بهذه الرياضة العريقة رياضة الآباء والأجداد وقد اهتم الاتحاد العماني للفروسية بهذه الرياضة العريقة بشكل كبير جدا من اجل المحافظة عليها كإرث عماني أصيل ضارب في أعماق التاريخ، حيث قام الاتحاد باختيار مجموعة من الفرسان الشباب المتحمسين والممارسين لهذه الرياضة الخالدة ويمتلكون جميع المهارات التي تتقن أداء رياضات الخيل التقليدية العمانية (العرضة) بصورة جميلة كالوقوف على ظهر الخيل وتنويمها بالإضافة إلى ركض العرضة وفن التحوريب والمسيرة بالخيل، مع مصاحبة الفنون التقليدية الخاصة بها كهمبل الخيل وغيرها.

إلى العالمية

وأوضح البوسعيدي أن رياضات الخيل التقليدية تتجه إلى العالمية بخطى ثابتة ورزينة فقد خلال تسجيلها باليونيسكو كما صرحت قبل عدة أيام بذلك وزارة التراث والثقافة والتي أعلنت أن اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو قبلت ملف «ركض عرضة الخيل والهجن» لمناقشته في اجتماعها المقبل للموافقة على إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية وهذه بالفعل خطوة كبيرة جدا وستكون كفيلة بحفظ هذا التراث وصونه على مدى الزمان، وكان للاتحاد العماني دور في هذا الجانب من خلال المساهمة والمشاركة في إعداد هذا الملف، حيث سيساهم إدراج فن عرضة الخيل في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية في الحصول على نتائج إيجابية حسب ما أعلنها مسؤول بوزارة التراث والثقافة ونتفق معه في ذلك من حيث مساهمته في العناية بالتراث غير المادي حيث تضم العرضة العديد من مفردات هذا التراث فبجانب ركوب الخيل يتم تقديم فنون المحورب وغيرها من الفنون التقليدية العمانية مما يسهم في التعريف بهذه الفنون إضافة إلى أنه يسلط الضوء على أهمية هذا الإرث بالنسبة للمجتمع ويجعل أبناءه والممارسين أكثر انتماء وتمسكا بتراثهم، كما أن العرضة مناسبة تحظى بالكثير من المشاركة والحضور الجماهيري من داخل السلطنة وخارجها، فمن خلالها يتم تعريف الجمهور على هذه المفردة كتراث ثقافي غير مادي وإدراج العرضة المرتبطة بالخيل سوف يساهم في رفع مستوى الوعي بهذا الإرث على المستوى الإقليمي والدولي لوجود العديد من عناصر التراث غير المادي المرتبط بالخيل في العالم، كما سيوفر أرضية جيدة للحوار وتبادل الأفكار بين المشاركين باعتبارها مناسبة اجتماعية ووطنية ترتبط بها العديد من الفنون والصناعات التقليدية والعادات والتقاليد وتحظى بمشاركة واسعة من قبل العديد من فئات المجتمع، كما أن إدراج العرضة سوف يساهم أيضا في رفع الأهمية بهذا المجال وسيشجع على التواصل بين مختلف الممارسين للعرضة ولغيرها من مفردات التراث غير المادي المرتبطة بها وسيساهم في إيجاد مدارس متخصصة لتدريس التراث غير المادي باعتبار أن العرضة مناسبة لإظهار مهارة الفارس من خلال العروض التي يتم تقديمها والتي يسبقها تدريب من خلال العديد من المدارس الأهلية التي يتم فيها التأهيل والتدريب والتي تحرص على تبادل الأفكار فيما بينها.

كما أن اعتراف المنظمة العالمية بهذا الفن سوف يساهم في تسليط الضوء عليها إعلاميا مما يعني زيادة نسبة المشاهدة لها والتعريف بها عالميا، وهذا سيساهم في تبادل الآراء والخبرات بين مختلف ممارسي هذه العادات والطقوس في مختلف دول العالم وإثراء القائمة التمثيلية بمفردة متنوعة، وهذا سوف يساعد في زيادة التنوع الثقافي للقائمة.

وبين أن القبول الذي تلاقيه العرضة لدى أبناء المجتمع سواء من خلال المشاركة في الأداء أو الحضور أو المتابعة ينسجم ومتطلبات التنمية المستدامة، فهناك العديد من الجوانب التي تظهرها العرضة وتساهم في تنميتها كممارسة الفنون التقليدية والحفاظ على الهوية الثقافية العمانية، كما أنها تساهم في جعل الموروث الثقافي قابلا للتنمية من خلال توظيفه ليكون مناسبة تشهد رواجًا سياحيًا وحضورًا جماهيريًا مع الحفاظ على طابعه الأصلي وهويته المجتمعية، كما أن حرص الحكومة على إقامة مهرجانات العرضة من خلال مشاركة أبناء المجتمع وتفاعلهم معها يدل على القبول الذي تلاقيه هذه المفردة الثقافية بين أفراد المجتمع وعلى أهميتها في إشاعة روح من التفاهم والمحبة بين أبناء المجتمع،

كذلك العرضة من الفنون المرتبطة بالخيل وهناك العديد من الأعمال التي تم إدراجها في القائمة العالمية ترتبط بالفروسية فإدراج العرضة باسم السلطنة سوف يساهم في تبادل الخبرات والمعلومات بين السلطنة وغيرها من دول العالم ويسلط الضوء على العديد من مجالات الإبداع الإنساني فمهارات الخيل والصناعات الحرفية والفنون التقليدية كلها عناصر تعكس الإبداع الإنساني، وتساهم في توظيف المقدرات الفكرية للإنسان، وعرضة الخيل ستحظى بمزيد من الأهمية والاهتمام كونها إرثا ثقافيا يحظى بشعبية واسعة، وقد قامت الحكومة والمجتمع خلال الفترة السابقة بالعديد من الإجراءات التي ساهمت في الحفاظ عليها والترويج لها ونقلها للأجيال المتعاقبة، وهناك العديد من المناشط والبرامج التي تهدف إلى استمرارية وحماية هذا الفن وتنفذ بمشاركة من الحكومة والمجتمع.