مشاريع ابتكارية بجامعة السلطان قابوس .. إنشاء 5 بيوت محمية نموذجية بتصميم وبتقنيات متطورة وتهيئتها للزراعة المائية

[gallery size="medium" ids="483692,483691,483690"]

د.مالك الوردي لـ «عمان»:-

إدخال تقنيات ري حديثة ساهمت في تخفيف الأعباء التشغيلية لأنظمة الري في محطة التجارب الزراعية -

كتب- محمد الصبحي -

أكد الدكتور مالك بن محمد الوردي مدير محطة التجارب الزراعية بكلية الزراعة والعلوم البحرية في جامعة السلطان قابوس أن الجامعة تمكنت من إدخال تقنيات الري الحديثة بمختلف أنواعها التي ساهمت بفعالية في تخفيف الأعباء التشغيلية لأنظمة الري، كما تمكنت من إدخال تقنية الري المركزي في محطة التجارب الزراعية التي ساهمت في الاستفادة القصوى من المياه المناطة للري في ري المحصولات الزراعية المختلفة عن طريق ارتباطها مباشرة بمحطة رصد جوي متطورة ساهمت بشكل فاعل في دعم الأنشطة المختلفة وبالأخص التدريس والتدريب، علاوة على مساهمتها في تقنين الري بشكل فاعل، وذلك تماشيا مع التقدم والتطور التكنولوجي في شتى المجالات.

كما أكد الوردي على إنشاء منحلين جديدين أحدهما في المحطة بمواصفات فريدة والآخر تقليدي يقع في الجهة الجنوبية من الجامعة، وإنشاء 5 بيوت محمية نموذجية بمساحة أكبر من البيوت المحمية القديمة وبتصميم وتقنيات متطورة وتهيئة بعضها للزراعة المائية، وزراعة 65 فسيلة خلاص جديدة، والبدء في إنتاج طرود نحل العسل وإكثارها، وإكثار شتلات نباتات الزينة وبيعها.

وأكد الوردي على استقطاب العديد من البحوث كبحوث الزراعة المائية كنظام بديل للزراعة وبحوث إحياء إنتاجية الليمون وتصميم وبناء البيوت المحمية في المناطق الجافة واستخدام المياه المالحة للزراعة المستدامة وغيرها من البحوث، وفي الجانب التدريبي سيقوم قسم النبات في المحطة بتنفيذ برامج تدريبية وحلقات العمل سنويا بالتنسيق مع قسم علوم المحاصيل في مجال تربية النحل وإنتاج العسل وزراعة وإكثار النباتات المنزلية.

وأضاف الوردي أنه تم استبدال المحلب القديم بمحلب جديد يتميز بمواصفات حديثة ومتطورة، ويهدف إلى تقليل استخدام الأيدي العاملة ويتسع لعدد أكبر من الأبقار، حيث تصل كمية الإنتاج من الحليب الخام منها خلال فترة الذروة إلى حوالي 850 - 900 لتر يوميا، وتحلب على فترتين يوميا بين شهر سبتمبر ونهاية شهر مايو من كل عام، وتم إعداد نظام عن طريق مركز نظم المعلومات يقوم على حفظ البيانات المتعلقة بالحيوانات كالإنتاج اليومي للحليب وأوزان الحيوانات وتسجيل المواليد الحديثة والسجل الصحي وغيرها، وتم تشييد حظيرة للأغنام بمواصفات حديثة تضم حوالي 200 رأس مما يزيد في عدد المواليد ويزيد العائد من البيع، وتم إنشاء إسطبل يضم ثمانية خيول لغرض التدريس وتدريب الطلبة، وهناك أيضا مشروع قيد التنفيذ لتوسيع الإسطبلات بكامل مرفقاتها وإنشاء ميدان للخيول يستخدم للتدريب ونشاطات الفروسية في المحطة، وإنشاء حظيرة تضم الجمال، وذلك ضمن مقررات قسم علوم الحيوان، وتوسعة قطاع الدواجن بإضافة حظيرتين مفتوحتي الجهات تضم حوالي 900 دجاجة بهدف زيادة إنتاج البيض؛ وذلك بسبب زيادة الطلب عليه، وعمل دورات تدريبية في مجال تربية الماعز والضأن، وكذلك الدواجن تستهدف مربيي الحيوانات والطيور من المجتمع، وذلك تحت إشراف قسم علوم الحيوان والبيطرة بالتنسيق مع وزارة الزراعة والأسماك.

وأوضح الوردي أنه بجانب ما توفره المحطة من خدمة أساتذة الجامعة وطلبتها في المجالات الأكاديمية والبحثية والإرشادية فإن المحطة تلعب دورا كبيرا في توفير السلع الاستهلاكية لشرائح منتسبي الجامعة، وتتراوح هذه السلع بين الحليب والعسل وخلايا النحل والبيض والفواكه والخضار إلى الدجاج اللاحم والماعز والخراف والعجول والأبقار؛ مما يوفر دخلا إضافيا للجامعة.

وأكد أن محطة التجارب الزراعية والخدمات تلعب دورا بارزا في المجالات الأكاديمية والبحثية والإرشادية، فقد قامت المحطة بالمساهمة خلال السنتين الماضيتين في تدريس أكثر من 36 مادة وتجهيز وإدارة 35 بحثا علميا وإقامة 7 حلقات للعمل في مختلف المجالات لموظفي الجامعة أو المزارعين من مختلف المناطق واستقبال أكثر من 50 زيارة مدرسية بجانب فعالية يوم المزارع والفعاليات الجانبية الأخرى.

الخدمات المحطة

وأضاف الوردي: «إن قسم الخدمات بمحطة التجارب الزراعية قام بتقديم الدعم الفني اللازم من تركيب وتشغيل وصيانة وإشراف على تشغيل أنظمة الري وأنظمة الميكنة الزراعية المختلفة المتطلبة في العمليات التدريسية والبحثية، وكذلك الإنتاجية، حيث قام قسم الخدمات في الجانب التدريسي في توفير الدعم الفني اللازم المطلوب لأكاديميي قسم التربة والمياه والهندسة الزراعية وقسم علوم المحاصيل من تركيب وصيانة وتشغيل لأنظمة الري الزراعية المختلفة وكذلك متابعة وتنفيذ احتياجات طلبة كلية العلوم الزراعية والبحرية في عملهم الحقلي وتزويد الطلبة ببيانات عن الموارد الحيوية المستخدمة في عملية الزراعة متضمنة بيانات من محطة الأرصاد الجوية في المحطة وبيانات الاحتياجات المائية».

الجانب البحثي

وأوضح عن تعاون في الجانب البحثي مع الأقسام ذات الصلة بكلية العلوم الزراعية والبحرية بتوفير البيئة اللازمة لبحوثهم، حيث تم استقطاب العديد من البحوث كبحوث الزراعة المائية وبحوث استخدام المياه المعالجة ومياه الصرف الصحي وغيرها من البحوث، وفي الجانب التدريبي تعاون قسم الخدمات مع قسم الهندسة الزراعية والتربة والمياه في تنفيذ برامج تدريبية وورش عمل، حيث نفذ برنامج تدريبي لمتدربين من وزارة القوى العاملة في مجال تشغيل واستخدام الآلات والجرارات الزراعية في مختلف الأعمال الحقلية، كما تم تنفيذ برنامج تدريبي لموظفي الجامعة في مجال الآلات والجرارات الزراعية.

قسم الحيوان

وأضاف الوردي «إن قسم الحيوان بمحطة التجارب الزراعية يقوم بالتنسيق مع قسم علوم الحيوان والبيطرة بالكلية على توفير الدعم الفني وتدريب الطلبة خاصة طلبة الطب البيطري وذلك بتوفير الحيوانات المطلوبة والأجهزة والأدوية البيطرية، علاوة على ذلك يتم استخدام مبنى علوم الحيوان بالمحطة كمختبرات لإجراء العمليات الجراحية للحيوانات، وتحافظ المحطة على عدد محدد من الحيوانات والطيور حسب الإمكانيات المتاحة وسعة الحظائر، وتضم حوالي 80 من الأبقار والعجول و300 رأس من الأغنام والماعز وعدد صغير من الدجاج البياض وتم مؤخرا إضافة 2 من الجمال و4 خيول، والسبب الأساسي لوجود هذه الأعداد البسيطة من الحيوانات والطيور هو استخدامها لأغراض التدريس وتدريب الطلبة وتلبية المتطلبات البحثية، أما في العملية الإنتاجية فيقوم القسم بكامل طاقاته بإنتاج الحليب الخام والبيض والحيوانات الحية وأحيانا اللحوم والدجاج اللاحم، وتشكل الكميات المباعة من هذه المنتجات نسبا عالية بالنظر إلى الأعداد البسيطة من الحيوانات والطيور؛ وذلك نتيجة لما يوليه القسم من رعاية صحية للحيوانات واستخدام الطرق العلمية الحديثة في التغذية بما يتناسب مع احتياج كل حيوان والتقليل من التكلفة».

قسم النبات

وأضاف: «إن قسم النبات بمحطة التجارب الزراعية يقوم بتقديم الدعم الفني اللازم من تمهيد وتسميد الحقول وتقليم الأشجار وإزالة الأعشاب الضارة من الحقول وصيانة البيوت المحمية التي يصل عددها إلى 11 بيتا محميا و5 بيوت مظللة وبيت زجاجي واحد بأربعة عنابر وإدارة المناحل والإشراف على أكثر من 450 نخلة و90 شجرة مانجو وأشجار مثمرة أخرى والمنتجات من هذه الأشجار، كما يقوم القسم بتوفير الدعم الفني اللازم المطلوب لأكاديميي قسم علوم المحاصيل وقسم التربة والمياه والهندسة الزراعية من إعداد الحقول لتدريس المواد العملية وأيضا متابعة وتنفيذ احتياجات طلبة كلية العلوم الزراعية والبحرية في عملهم الحقلي، وأما في الجانب البحثي فقد تعاون القسم مع الأقسام ذات الصلة بكلية العلوم الزراعية والبحرية بتوفير البيئة اللازمة لبحوثهم».

وأكد أن محطة التجارب الزراعية تقوم من خلال أقسامها الثلاثة بدور كبير في خدمة أساتذة الجامعة وطلبتها في المجالات الأكاديمية والبحثية والإرشادية وفي تطوير الكثير من المنتجات الزراعية ومن ثم توفيرها كسلع استهلاكية لموظفي وطلبة الجامعة، والمحطة في حاجة دائمة لتحديث وتطوير مرفقاتها حتى تتمكن من أداء رسالتها على الوجه الأكمل، ويجب أن يصاحب هذا رفع كفاءة العاملين في المحطة من خلال التدريب وحضور الدورات. تنفيذ مقترحات التطوير والتوسع في المحطة سيساعدها على مواكبة ما يتلاءم مع خطط التنمية في جامعة السلطان قابوس وتلبية متطلبات سوق العمل من مهارات لتطوير قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني في السلطنة، ويجب أن ننوه هنا على وجوب تهيئة الأرض الزراعية في ولاية المصنعة وإدخالها ضمن المخططات الإستراتيجية المستقبلية واعتبارها مكونا أساسيا للعملية التعليمية والبحثية في كلية العلوم الزراعية والبحرية ولكي تكون مكونا أساسيا في تدريب طلبة الكلية، وأيضا لتكون رافدا مهما في توفير بعض السلع الاستهلاكية لموظفي الجامعة وزيادة المردود الاقتصادي للجامعة.

يذكر أن محطة التجارب الزراعية أنشئت في عام 1986 لتكون إحدى أهم ركائز البرامج التعليمية والبحث العلمي في كلية العلوم الزراعية والبحرية بشكل خاص وجامعة السلطان قابوس بشكل عام، ومن أهم الأهداف التي أنشئت المحطة لأجلها هي توفير الدعم الميداني والخبرات العملية ذات الجودة العالية وتعزيز خدمة الأقسام في الكلية في المجالات الأكاديمية والبحوث التطبيقية والإرشاد وأنشطة الخدمات المجتمعية.

وتقع محطة التجارب الزراعية على مساحة 70 هكتار مقسمة إلى 14 حقلا وأكثر من 33 وحدة عملية وإنتاجية مجهزة بالمرافق والنظم الزراعية المتكاملة. وتدار المحطة حاليا بثلاثة أقسام هي قسم الخدمات وقسم النبات وقسم الحيوان، حيث تتألف هذه الوحدات مع إدارة المحطة من 44 موظفا موزعين بين فني وإداري وعامل ومن مختلف التخصصات. وأهم الوحدات الأساسية التي تتكون منها المحطة هي إنتاج المحاصيل، ووقاية النبات، وإدارة البيوت المحمية، والبستنة، وإدارة المناحل وإنتاج العسل، والأشجار المثمرة، وصحة الحيوان، والإنتاج الحيواني، وإنتاج الدواجن، وتربية الخيول والجمال، وتصنيع الأعلاف، والاستزراع السمكي، وإدارة التربة والمياه ومواردها، وهندسة الري، وإصلاح وتصنيع الأجهزة، وإدارة المخازن، وتشغيل الآلات والمكائن.