12062017_100201_0
12062017_100201_0
آخر الأخبار

بمباركة سامية ... وزير التراث والثقافة يدشن مصحف مسقط الإلكتروني

12 يونيو 2017
12 يونيو 2017

مسقط في 12 يونيو/ العمانية/ بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه – دشن اليوم مصحف مسقط الإلكتروني تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة.

وألقى الدكتور سالم بن هلال الخروصي مستشار الوعظ والإرشاد بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية كلمة الوزارة قال فيها: "إن تدشين مصحف مسقط الإلكتروني يأتي تزامنًا مع نفحات شهر رمضان المبارك وقبيل ثلثه الأخير ثلث العتق من النار وثلث ليلة القدر التي ابتدأ نزول القرآن الكريم فيها على النبي – صلى الله عليه وسلم – منجما ليضيف إلى روحانية هذا الشهر مأدبة إيمانية جديدة تنهل منها الأمة لخير حاضرها ومستقبلها".

وأضاف أن مصحف مسقط الإلكتروني جاء فريدًا في ابتكاره إذ يعد ثاني مصحف مصفوف بعد مصحف الملك فؤاد الذي لم يكتب له أن يُرقن إلكترونيًا كما أنه أول مصحف يهتم بخطوط النسخ التي اشتمل عليها الرسم العثماني وتراكيبها إزاء كل كلمة في كتاب الله تعالى، مما تتعدد معها أشكال الكلمة وطريقة مدها حسب كتابات المصحف المختلفة مما اتفق عليه جمهور علماء القراءات.

وأشار إلى أن أهمية "مصحف مسقط الإلكتروني" تأتي أنه مورد الباحثين والدارسين في الدراسات القرآنية فهو أيضا مورد للمهتمين باللغة العربية وجماليات خطوطها كما يعد لبنة جديدة في تعليم الخط العربي وسبيلا من سبل تنشئة الشبيبة للحفاظ على اللغة الأم في وقت تواجه فيه العربية تحديات شتى في عالمنا المعاصر.

وأفاد أن مصحف مسقط الإلكتروني سبب رئيس في عضوية السلطنة لدى اتحاد الترميز العالمي "اليونكود"، مشيرًا إلى أنه بعضوية الوزارة في هذا الاتحاد نكون الأول عربيًا ممن يحصل على هذا السبق وبذلك نكون قد ساهمنا في حفظ الكتاب العزيز من منطلق حفظ الله تعالى له.

هذا وتتمتع الوزارة بحقوق الملكية الفكرية لهذا المشروع لكي نبدأ بعدها خطوة إدارته وتشغيله عبر تدريب أطر الوزارة على هذا المجال وكذلك حفظ اللغة العربية كما يعد منجزًا عمانيًا يسجل لدى اتحاد الترميز العالمي.

وقال الخروصي في ختام كلمته إننا لا ندعي في السلطنة أننا بهذا الإصدار قد استوفينا أبعاد رسالة القرآن ولكن حسبنا في ذلك أننا فتحنا بابًا واستدعيناه إلى ساحة التفكير والتدبر وقدمنا بعض الملامح والرؤى لعل ذلك يشكل مساهمات وبصائر على طريق خدمة القرآن واسترداد دوره في الحياة بإلهام وتوجيه من باني نهضتنا ومشيد حضارتنا المعاصرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه-.

من جانبه ألقى معالي الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بجمهورية مصر العربية كلمة أكد من خلالها أن القرآن الكريم منذ الصدر الأول الإسلام محل رعاية وعناية من المسلمين، حيث حفظوه واستوعبوه بقلوبهم وبعقولهم وظل ينقل من جيل إلى جيل محفوظًا في الصدور والعقول ولا زال مخطوطًا ومكتوبًا في كتب حديثة ومصاحف طبعت يتداولها الناس.

وأضاف أنه مواكبة لحركة العصر ومستجداته وما توصلت إليه أذهان الناس ظهرت المصاحف الإلكترونية ويحمد للسلطنة ما أقدمت عليه وهو إنتاج مصحف مسقط الإلكتروني، مؤكدًا أن مصحف مسقط الإلكتروني هو فريد في مجاله يتميز بالكثير من الخصائص التي لا توجد في المصاحف الإلكترونية الأخرى.

وأشار سعادة الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في كلمة له إلى جهود وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في مجال العناية بالقرآن الكريم وخدمته وبيانه القيم الحضارية وروعة القرآن شكلًا ومضمونًا.

وأضاف أنه تمت مراجعة مصحف مسقط الإلكتروني من قبل لجنة المصحف في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر وقد بذلت اللجنة جهودًا متميزة عبر ثلاث سنوات في التدقيق والمراجعة ومراعاة مطابقة رسم المصحف بالرسوم المعتمدة لدى المعنيين في كتابة المصحف الشريف.

وأكد أن هذا المصحف يعد إضافة حضارية لتلبية احتياجات المسلمين في مختلف أنحاء العالم من خلال توظيف الفضاء الإلكتروني للاستفادة من هذه التقنية المتميزة والتي تعد خدمة لكتاب الله عز وجل وإضافة للجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة.

وقدم الأستاذ الدكتور طوماس ميلو منفذ مشروع مصحف مسقط الإلكتروني عرضًا مرئيًا تناول فيه خصائص المصحف، مشيرًا إلى أن النص الإلكتروني في المصحف يحتوي قواعد نحوية وإملائية دقيقة وغاية في التعقيد لا تحتمل التحريف.

وأضاف أن الطبيعة الحقيقية للمشروع تكمن بعدم محدوديته باللغة العربية للقرآن الكريم فهي توفر بنية تضمن الكمال النصي للغة العربية للجميع ولأي استخدام ومن أي جهاز.

وأشار إلى أن التخطيط والزخارف المستخدمة في مصحف مسقط الإلكتروني والتي تظهر ملونة كالزهور والمناظر الطبيعية رموز تخص السلطنة، إضافة إلى ذلك تشير الفواصل إلى 30 جزءًا وهي شواهد خاصة بالسلطنة مثلها مثل الواجهة البحرية للأمة الإسلامية حيث يكون فيها الإسطرلاب متنفسًا للانتقال خلال الفصول أو الأجزاء.

وأفاد إن الطبيعة الديناميكية للخط العربي الكلاسيكي الآن ولأول مرة يصل للمليارات ويسمح بتقسيم الكلمة التي تظهر بشكل جذاب لكل مستخدم ليبدي انطباعه حول خط النسخ للنص المكتوب، كما تعاد صياغة الكلمات المحيطة بخلفية تقسيمات الصفحة التلقائية لضبط الخطوط مع النص الجديد.

ووضح أنه تتم طباعة بدايات السور بنموذج الكمبيوتر والذي يُعد واحدًا من أجمل الخطوط للمخطوطات القرآنية الأولى حيث تظهر بدون تشكيل ومع ذلك تسمح إمكانيات الخط الكوفي نفسه للمستخدم بالتنقل بين أنواع مختلفة لبداية كل جزء من القرآن الكريم.

وبين أن النقاط والهمزة وحروف العلة والسكون وحركات النص الذي يحتوي على شدة ووقوف قرآنية وعلامات الترقيم تظهر بألوان تختلف كل منها عن الأخرى كما توجد خانات منفصلة للبحث عن أرقام الصفحات والنص العربي والأجزاء والآيات.

ويعد مصحف مسقط الإلكتروني سابقة فريدة من نوعها من حيث طباعته الإلكترونية فهو ثاني مصحف مطبوع غير مخطوط والأول إلكترونيًا كما أنه يحوي تراكيب خطوط النسخ المتفق عليها حسب الرسم العثماني غايته إبراز اللغة العربية وخطوطها وجماليات فن الرسم العثماني كما يفتح للباحثين والدارسين بابًا واسعًا للاستفادة من نصوص القرآن الكريم وتشكيل مصاحف جديدة حسب خط النسخ الموافق للرسم العثماني المتاح عبر مصحف مسقط الإلكتروني إضافة إلى تعليم أبنائنا كيفية كتابة المصحف بالرسم العثماني وجماليات الخط العربي وتطبيقاته.

ويحوي المصحف أساليب البحث عن السور والأجزاء والآيات بمنهج جديد يختصر الوقت والجهد لطلاب العلم والعلماء والباحثين والمهتمين كما أن إجازة أي مصحف جديد لابد أن يمر عن طريق لجنة مراجعة المصحف بالأزهر.

وتتمتع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحقوق الملكية الفكرية لمشروع مصحف مسقط الإلكتروني ويوفر للمصحف الحماية من القرصنة الإلكترونية عبر متابعة شركة "ديكوتيب" المنفذة للمشروع ولحين تدريب أطر الوزارة على عملية التشغيل والإدارة.

وقد بذلت السلطنة جهودًا كبيرة في نسخ كتاب الله تعالى ونشره منذ تاريخ دخولها في الإسلام بداية من العام الثامن للهجرة الشريفة وأبرز ملامح هذه الإنجازات مصحف العلامة عبدالله بن بشير الصحاري عام 1157هـ و مصحف الناسخ خميس بن سليمان

الحارثي 1186هـ ومصحف مسعود بن خلفان الريامي 1249هـ ولاشك أن قبلها وبعدها جهودًا مختلفة تضاف إلى هذا الإرث الحضاري البارز.

وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- بذلت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية دورًا واضحًا في نشر كتاب الله تعالى بدءًا من طباعته ومرورًا بتعليمه في مدارس القرآن الكريم على يد نخبة من معلمي القرآن في كافة مناطق وولايات السلطنة وانتهاءً بنشر الوعي الديني حول مضامينه وأحكامه ومبادئه عبر الأطر الوعظية والإرشادية وربط قضايا العصر والمجتمع بأحكامه وتوجيهاته من خلال سلسلة البحوث والدراسات والندوات المختلفة.

وقد وضعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ تأسيسها عام 1997م نصب أعينها الاهتمام بالقرآن الكريم فقامت ولأول مرة بطباعة مصحف عمان بخط التركي توران سوكيلي 1427هـ يوافقه 2006م وبعده المصحف العماني بخط المصري عمرو القدوسي

وإشراف الخطاط العماني الشيخ سالم البلوشي 1429هـ يوافقه 2008م.