صحافة

صبح نو : العقلانية والثورة

11 يونيو 2017
11 يونيو 2017

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «صبح نو» مقالاً جاء فيه: برز مبحث «العقلانية» بشكل واضح في السنوات الأخيرة ليتبوأ مكانة مهمة في السياسات الخارجية للدول التي تشكلت أنظمتها على أساس الانتفاضات الشعبية أو الثورات الجماهيرية، ما يعني أن الأسس والمبادئ والقيم التي اعتمدتها هذه الثورات باتت بحاجة إلى إعادة نظر من قبل أصحابها كي تتواءم مع متطلبات الواقع دون أن تضحي بالكثير من أهدافها لهذا الغرض.

ونوّهت الصحيفة إلى أن إيران التي تشكل نظام حكمها على أساس ثوري تشهد هذه الأيام أصواتا تطالب باعتماد سياسة أكثر انفتاحا على العالم الخارجي بشقيه الدولي والإقليمي لمواكبة التطورات التي أفرزتها جملة من الحقائق على أرض الواقع ومن بينها حاجة الدول إلى تعزيز التعاون فيما بينها في كافة المجالات وأكثر من أي وقت مضى لتهيئة الأرضية لإحراز التقدم والازدهار في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والعلمية والتقنية من جانب، وتمهيد السبل لحلحلة أي خلافات قائمة من جانب آخر.

ودعت الصحيفة إلى إنضاج فكرة التعاطي الإيجابي والبنّاء مع النظريات التي تدعو إلى توسيع آفاق التعامل المرن مع الأحداث دون التغاضي عن الثوابت الوطنية والدينية والقانونية التي وُضعت أساساً لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب وليس لتقييده والحؤول دون وصوله لهذه التطلعات.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن العقلانية في التعامل مع التطورات الميدانية في شتى المجالات كفيلة بوضع الحلول لكثير من المعضلات التي تواجه الطواقم الرسمية على المستويين الداخلي والخارجي، مشددة في الوقت ذاته على أهمية أن تكون هذه السياسة في إطار الدستور والقوانين المعتمدة في البلاد وليس من أجل تحقيق منافع ومصالح وقتية لمعالجة ظرف ضاغط في مرحلة معينة، لأن ذلك خلاف الحكمة والمنطق السليم الذي يدعونا للموازنة بين المبادئ والقيم الثورية والأهداف الصحيحة التي اعتمدت من أجلها هذه المبادئ والقيم، وهذا يعني أنه ليس هناك أي تناقض بين القيم الثورية والأهداف السليمة طالما صبّت الأخيرة في مصلحة الأولى ولم تكن على حسابها بأي حال من الأحوال.