1031696
1031696
روضة الصائم

موسوعات عمانية - الكتاب بدأ تأليفه الشيخ الصائغي وأكمله السيد مهنا بن خلفان البوسعيدي

10 يونيو 2017
10 يونيو 2017

معلومة مهمّة تميط اللثام عن شك بعض الباحثين -

إدريس باحامد القراري -

القطعة الأولى من اللباب نسخة رقم: (1503) (1336): لا يزال الحديث متواصلا عن نسخ الموسوعة القيمة الموسومة بلباب الآثار، وسنخصص الحديث في هذه الحلقة المباركة عن النسختين اللتين تحملان الرقم: (1503، 1336) وهما في واقع الأمر نسختان من القطعة الأولى من موسوعة اللباب، تقع هذه النسخة في (858 صفحة) مقاس الصفحات: 33،5 سم طولا و21، 5 سم عرضا، في كل صفحة ما يقارب 27 سطرا، نوع الخط نسخ مشرقي، استعمل الناسخ اللون الأسود وهو الغالب والأحمر لبعص العناوين والألفاظ، ورق الموسوعة ذو لون أصفر فاتح أحيانا وقاتم أحيانا أخرى، حالته جيدة على العموم إلا ما يتعلق بالصفحات الأخيرة فإن فيها تآكلا واضحا على مستوى الحواف وعلى مستوى وسط الصفحات الأمر الذي جعل السيد محمد يبادر إلى تغليف ذلك تغليفا حراريا حفاظا عليه، مع أن هذا التآكل لم يؤثر على المادة العلمية في الموسوعة، نسخ هذه النسخة: سيف بن خلفان بن سيف بن عبد الله بن محمد بن صالح بن محمد الشعيبي، وذلك يوم الجمعة 29 صفر سنة 1283هجرية، حرد المتن في هذه النسخة مهمٌّ جدا لذا سأورده كما هو: «نسخ هذا الكتاب يوم الجمعة الزهرا و29 من شهر صفر من شهور سنة ثلاث وثمانين ومائتي سنة وألف من هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كتبه العبد الضعيف الراجي رحمة ربه اللطيف، وشفاعة نبيه الشّريف صلى الله عليه وسلم تسليما: سيف بن خلفان بن سيف بن عبد الله بن محمد بن صالح بن محمد الشعيبي نسبه، وبدية الآن مسكنه، ومذهب جابر بن زيد وعبد الله بن يحي بن إباض ومحبوب بن الرحيل وأبو روح مذهبه واعتقاده، لا يرضى به بدلا ولا يبغي عنه حولا إذ هو الحقُّ والحقُّ أحقُّ أن يتبع، وهذا الكتاب هو القطعة الأولى من كتاب لباب الآثار الواردة عن الأولين والمتأخرين الأخيار في طلب العلم وفضله وفي التوحيد وأحكامه وفي الولاية والبراءة وفي الذنوب والتوبة منها، وفي النجاسات وأقسامها وفي الوضوء ومعانيه، والصلاة وأوقاتها وصلاة الجماعة وفضلها وصلاة العيد وصلاة السفر وغسل الميت، والزكاة وفرضها والجباية وجوازاها بعد الحماية وما أشبه من معاني ذلك تأليف السيد الأجل العالم الزاهد: مهنا بن خلفان بن محمد البوسعيدي الإباضي، رحمه الله ورحم الله الشيخ الثقة سالم بن سعيد الصائغي إذ هو بدا بأول تأليف هذا الكتاب وتصنيفه ورحم الله المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وهو لراية بنت علي بن حميد بن حميد الحجرية رزقها الله حفظ معانيه والعمل بما فيه، إنه جواد كريم غفور رحيم والحمد لله رب العالمين» (ص: 857، 858)، وهذا التقييد في حقيقة الأمر حل لي إشكالا مهما ألا وهو: معرفة المؤلف الحقيقي لموسوعة لباب الآثار، فبعد أن فنّدت في الحلقات الماضية رأي من يقول بأن المؤلف هو السيد مهنا بن خلفان بن محمد البوسعيدي، وقلت بأن المؤلف هو الشيخ سالم بن سعيد الصائغي، أرجع فأقول أن هذا الحرد حلّ الإشكال بذكره أن الكتاب بدأ تأليفَه الشيخ الصائغي وأكمله السيد مهنا بن خلفان البوسعيدي، وهذه معلومة مهمَّة في نظري تميط اللثام عن شك بعض الباحثين الذين وقع لهم لبس في معرفة المؤلف الحقيقي لهذه الموسوعة خاصة ما ورد في المقدمة مما يوحي أن المؤلف هو الصائغي والشيخ خلفان هو الآمر بالتأليف فقط، ولعل هذا الحرد من أهمّ ما يميِّزُ هذه النسخة، خاصة إذا رأينا أن حرد المتن جاء مختلفا عن كثير من الحرود، وذلك لاحتوائه كما مرَّ على عرض مهم لأهم أبواب الكتاب، وهذا النوع من حرد المتن مهمٌّ جدا في نظري لتقييد معلومات الكتاب، ومما يميز هذه النسخة وجود تقييدات مهمَّة على النحو الآتي: « هذا الكتاب عندي أمانة على سبيل العارية المردودة إلى أهلها وأنا الفقير لله تعالى، زيد بن محمد بن سعيد الحجري بيدي، بتاريخ شهر الحج، 1293 (هجري)»، وبعد مباشرة تقييد آخر عبارة عن بيت شعري وآية قرآنية على النحو الآتي: « العلم نور وسراج مقتبس، مكرم صاحبه حيث جلس. يا كافي المهمات، إنا فتحنا لك فتحا مبينا» لنقرأ بعده مباشرة تقييدا آخر مفاده: « (قد) آل إليّ هذا الكتاب وهو لراية بنت علي بن حميد الحجري على سبيل العارية المردودة ، وأنا الفقير لله تعالى، راشد بن حاتم بن سعيد الحجري وكتبته بيدي» (الصفحة ما قبل الأولى). لنقرأ على ظهر هذه الصفحة تمليكا آخر مفاده: «هذا الكتاب ملك سالم بن عامر بن علي بن سالم الحجري» وهو نفس التمليك المكتوب على رأس الصفحة رقم (1)، أما في الصفحة رقم (2) فإننا نقرأ فيها تقييدا مهمًّا مفاده: « هذا الكتاب أخذته من علي بن سالم بن عامر الحوياني، وأحسبه من كتب راية بنت على بن حميد الحجرية، وأظنه وقفا حسبما عثرت على شيء من كتبها والله أعلم بذلك، فليكن بعد موتي وفي حياتي، حيث يقتضيه نظر خلفاء الله في أرضه. وكتبه العبد: علي بن ناصر بن عامر الغسيني بيده، في يوم 27 من شعبان 1367 (هجرية)» (ص: 2). لذا فإن هذه النسخة من القطعة الأولى من موسوعة اللباب حلّت لنا عدة إشكالات بفضل الله تعالى ثم بفضل هذه التقييدات المهمة.

نسخة من القطعة الأولى برقم (1336): تقع هذه النسخة في (440 صفحة)، 32 سم طولا و22،5 سم عرضا، عدد الأسطر 27 سطرا في الصفحة الواحدة مكتوب بخط النسخ القريب إلى الثلث، باللون الأسود وهو الغالب والأحمر وهو قليل، ورقه أبيض قديم يظهر عليه أثر القدم من خلال الخرم الموجود بداخله؛ حيث جاء على نصف المخطوط، مؤثرا على المادة العلمية فيه تأثيرا بليغا، إضافة إلى بعض اللواحق كالرطوبة والملوحة وغيرها، لم أجد ما يميز هذه النسخة إلا بعض الهوامش الإضافية تعليقا على بعض أقوال العلماء كما هو الحال في الصفحة رقم: (269). والصفحة: (400)، ينبغي التنبه أن بهذه النسخة خرما واضحا في الوسط، لذا نجد أن أحدا تناوله بالعناية فنسخ بعض الأوراق المخرومة، في وسطه ولم ينسخ ما ينقصه من باقي الأبواب، ذلك أن عدد الأبواب في هذه النسخة ناقص باعتبار ما جاء من أبواب في القطعة الأول في النسخ المكتملة. في أول الكتاب تقييدات غير واضحة وهي عبارة عن رسالة، وسورة الفاتحة بقلم: العبد الشكور محمد بن عبد المجيد الأنصاري. ينبغي الإشارة إلى أن السيد محمد البوسعيدي حاول ترقيم بعض الأبواب في المخطوط وفق النسخة المطبوعة من الكتاب في (14 جزءا).