1032682
1032682
العرب والعالم

قوات «سوريا الديمقراطية» تخوض معارك عنيفة في مدينة الرقة

08 يونيو 2017
08 يونيو 2017

إرجاء محادثات أستانة إلى أجل غير مسمى -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تخوض قوات سوريا الديمقراطية أمس معارك عنيفة في محاولتها التقدم اكثر في مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا، بعد يومين على دخولها اليها. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية صباح الثلاثاء بدء «المعركة الكبرى» لطرد المتشددين من مدينة الرقة، وشنت هجوما واسعا عليها من الجهات الشمالية والشرقية والغربية، وذلك بعد سبعة أشهر على اطلاقها حملة «غضب الفرات» ضد المتشددين في الرقة. ودخل مراسل فرانس برس أمس الأول مدينة الرقة برفقة قوات سوريا الديموقراطية وتحديدا إلى حي المشلب، أول الأحياء التي اقتحمتها تلك القوات الثلاثاء. وأفاد مراسل فرانس برس لدى دخوله الحي لوقت قصير عن معارك عنيفة يتخللها قصف لتنظيم داعش بقذائف الهاون ضد القوات المتقدمة.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على أجزاء من الحي، وفق المراسل، بعد تلقيها دعم كثيف من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تواصل استهداف مواقع المتشددين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار المعارك في حي المشلب، مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر حاليا على 70% منه وتبعد نحو 400 متر من حي الصناعة المجاور.

ويرصد تنظيم داعش، بحسب المرصد، حي المشلب «بشكل دقيق عبر قناصته، كما زرع الألغام فيه بشكل كثيف».

وأفاد المرصد أيضا أن تنظيم داعش كان «أفرغ حي المشلب من السكان» ليتيح أمام مقاتليه حفر خنادق وأنفاق داخله. وتدور اشتباكات عنيفة أيضا على الأطراف الغربية للمدينة، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن «القوات الخاصة الأمريكية تشارك بشكل فعلي» في المعارك على جبهات عدة.

ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية بالغارات الجوية أو التسليح او المستشارين العسكريين على الأرض.

ويوجد نحو 500 عسكري أمريكي، بينهم عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، في شمال سوريا يشكلون دعما، لا سيما كمستشارين عسكريين، لمعركة الرقة.

وكان يعيش في مدينة الرقة تحت حكم الجهاديين نحو 300 ألف مدني، بينهم 80 ألف نازح من مناطق سورية أخرى. الا أن الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة من المدينة ليبقى فيها 160 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وقال ناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» التي تنشط سرا في المدينة منذ 2014 وتوثق انتهاكات وممارسات التنظيم، لفرانس برس أن الظروف الإنسانية صعبة جدا خاصة مع انقطاع المياه والكهرباء والقصف الجوي العنيف.

وعبرت لجنة الانقاذ الدولية في بيان أصدرته في بداية الأسبوع الحالي عن «قلق شديد على سلامة المدنيين في الرقة»، مشيرة إلى تراجع في أعداد الفارين منها، «ما قد يشير إلى أن تنظيم داعش ينوي استخدام... الذين لا يزالون عالقين في المدينة كدروع بشرية».

ويثير تقدم قوات سوريا الديمقراطية في اتجاه الرقة قلق أنقرة التي كانت ترغب بالمشاركة في طرد تنظيم داعش من المدينة ، لكنها لم تحظ بضوء أخضر أمريكي. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، «مجموعات إرهابية».

وطالما اعتبرت دمشق أيضا أن الرقة «أولوية» للجيش السوري، إلا أن الأخير لم يتدخل كثيرا في هذه الجبهة. وبشكل عام، يوجد انطباع بوجود تلاقي مصالح بين الأكراد والحكومة السورية. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في أحد مؤتمراته الصحفية «نعتقد أن ما يقوم به المواطنون الأكراد في سوريا في محاربة داعش هو أمر مشروع».

ودخل الجيش السوري على جبهة الرقة الثلاثاء عبر تخطي الحدود الادارية للمحافظة من الجهة الغربية وتحقيق تقدم ضد الجهاديين بدعم جوي روسي، وفق المرصد السوري.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن الطيران السوري قصف مواقع المتشددين في ريف الرقة الغربي.

وأعلن مصدر عسكري تنفيذ الطيران الحربي السوري طلعات جوية مكثفة على محاور تحرك تنظيم «داعش» في قرى دير مليحان ودبسي عفنان والقادسية في أقصى الأطراف الغربية لمحافظة الرقة وإيقاع عشرات القتلى والمصابين وتدمير العديد من آلياتهم وعرباتهم المدرعة. وتدمير عدد من الآليات خلال غارات جوية للطيران الحربي على مناطق داعش شرق قرية وهيبة كبيرة بريف حلب الشرقي قرب الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.

وفي ريف سلمية بمحافظة حماة قصف الطيران الحربي السوري أرتال آليات ومواقع لـ «داعش» في إطار الدعم الجوي للقوات البرية التي تنفذ عملية عسكرية واسعة هناك بعد عملية رصد دقيقة لتحركاتهم من بلدة عقيربات باتجاه شرق أثريا وشمال أبو جبيلات وقريتي حرملة وتبارة المريعية وأسقطت طائرة استطلاع على موازاة خط البترول جنوب شرق بلدة عقارب بريف سلمية الشرقي.

ووجه سلاح الجو السوري ضربات مركزة على مقرات وتحركات «تنظيم داعش» في التليلية وجنوبها وبئر البديع بريف حمص الشرقي.

وأحبطت وحدات من الجيش هجمات «داعش» على النقاط العسكرية في المحور الجنوبي لمدينة دير الزور وأوقعت في صفوفه خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في تلتي «أم عبود» و«السيرياتل» حيث دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وأن وحدة من الجيش قصفت بصاروخ موجه آلية لداعش قبل وصولها إلى إحدى النقاط العسكرية جنوب المدينة.

سياسيا، أعلن المتحدث اسم وزارة خارجية كازاخستان أمس أن محادثات السلام حول سوريا التي كانت مقررة في 12 و13 يونيو برعاية روسيا وإيران وتركيا، أرجئت إلى اجل غير مسمى.

ويأتي هذا الإعلان فيما التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في موسكو أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث النزاع في سوريا.

وصرح أنور جيناكوف المتحدث باسم وزارة خارجية كازاخستان «بحسب المعلومات التي حصلت عليها الدول الراعية لعملية السلام في استانا للتو فان ممثلي روسيا وتركيا وإيران سيواصلون في الأيام والأسابيع المقبلة لقاءات عمل على مستوى الخبراء في عواصمهم»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء «ريا نوفوستي».

وتابع المتحدث أن هذه اللقاءات تهدف خصوصا إلى التنسيق في المسائل المرتبطة بإقامة مناطق«تخفيف التوتر» في سوريا وتعزيز وقف إطلاق النار.

وردا على سؤال حول ارجاء المحادثات التي كانت مقررة في أستانا، اكتفى المتحدث بالرد لوكالة «ريا نوفوستي» بكلمة «نعم».

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ان المنظمين يتباحثون حاليا في مواعيد الجولة الجديدة من المفاوضات، وقالت «بمجرد اتخاذ القرار حول مواعيد وصيغة المشاركة سيكون بإمكاننا إبلاغكم بها».

من جهته اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان ارجاء المحادثات قد يكون حتى 20 يونيو.

وأكد لافروف خلال لقائه دي ميستورا في موسكو «الاهم في الوقت الراهن برأيي هو التأكد من أن تكون كل الجهود التي تبذلها مختلف الأطراف في سوريا وخارج حدودها، منسقة».

من جهته أقر دي ميستورا بأن «عملية وقف التصعيد معقدة بدون أي شك» بحسب تصريحاته التي ترجمت إلى الروسية. وشكر موسكو على دورها في «تقدم مبادرات السلام» حول سوريا.