العرب والعالم

«أعماق» وكالة مزيفة تروج لـ«داعش»

07 يونيو 2017
07 يونيو 2017

باريس - ميشال موتو: أصدر تنظيم (داعش) سبعة إعلانات في أسبوع وتبنى هجمات في جميع أنحاء العالم، نظمها أو وجهها أو أوحى بها، من خلال وكالة «أعماق»، الآلة الإعلامية الترويجية الفعالة لنشر أخبار التنظيم المتطرف، برأي محللين. من مانشستر إلى ملبورن مرورا بالصومال واندونيسيا ومصر ومانيلا ولندن، سجل الأسبوع الممتد من 29 مايو إلى الخامس من يونيو سلسلة هجمات دموية سارع تنظيم (داعش) إلى تبنيها، معظمها عبر آلته الترويجية المعهودة «أعماق». وإن كانت تسعى إلى اعتماد أساليب وسائل الإعلام العالمية مع استخدام شريط «الأخبار العاجلة» أو لهجة حيادية عبر التطبيقات التي تنشر عليها، فان هذه «الوكالة» هي أولا آلة إعلامية ترويجية. لم يتبين حتى الآن أنها تنشر أنباء كاذبة، ويعتبر الخبراء وأجهزة مكافحة الإرهاب ان إعلاناتها في تبني عمليات ينفذها متطرفون تتمتع إلى حد ما بالمصداقية. لكن أخبارها تقتصر على نقل العمليات المنسوبة إلى تنظيم (داعش)، بمعنى أنها لا تنفذ تغطيات إعلامية كما تفعل وكالات أنباء أخرى. ويقول الأخصائي في الحركات المتشددة ماتيو غيدير لوكالة فرانس برس إن «مضاعفة عمليات التبني في الأيام الأخيرة تتماشى مع تكثيف وتيرة الهجمات». وتتناول عمليات التبني إجمالا هجمات نظمها أو وجهها أو أوحى بها تنظيم (داعش) لأن التنظيم «لا يستطيع نشر أكاذيب عن عملية نفذت باسمه. فإن حصل ذلك، سيكون التنظيم موضع سخرية بين التيارات المتطرفة، لأن مصداقيته على المحك».

استبدال تويتر

يقول الأمريكي توماس جوسلين من مركز الأبحاث «فاوندايشن فور ديفنس اوف ديموكراسيز» في واشنطن «لم تردنا أي معلومات عن عمليات تبني كاذبة. قد تكون هناك مبالغة أو بعض المشاكل، لكن ليس لدينا أي حالة تبن غير دقيق». ويقول ماتيو غيدير أن إعلام تنظيم (داعش) كان مركزيا وموضوعا تحت رقابة القادة النافذين في ذروة ما يسمى (دولة الخلافة) التي أعلنت في سوريا والعراق. لكن الإعلام الآن لم يعد مركزيا وبالتالي أصبح نشر الأخبار أسرع.

ويضيف «باتت هناك طريقة جديدة معتمدة في التبني». ويوضح «قبلا، كان يجب الحصول على موافقة القيادة المركزية.

الآن بما ان التنظيم يهزم على كافة الجبهات، هناك مراسلون لأعماق لا يتبعون هيئة مركزية مخولون إصدار التبني باسم تنظيم (داعش)».

ويتابع «دعا التنظيم كافة مناصريه في جميع أقطار العالم إلى التحرك لإثبات انه لا يزال موجودا رغم هزائمه على الأرض في سوريا والعراق».

ويرى غيدير ان التنظيم يريد «أن يثبت انه لا يزال ناشطا خارج أراضي ما يسمى دولة الخلافة التي تتقلص وان عدد المقاتلين في الخارج أهم من عددهم في الداخل».

ويقول المستشار للقضايا المتشددة رومان كاييه انه يجب إيجاد رابط بين تنظيم (داعش) والمتطرف أو المتطرفين الذين نفذوا عملية ليقوم التنظيم بتبنيه، حتى وان كان بسيطا على شكل بريد إلكتروني أو رسالة كتبت قبل تنفيذ عملية متطرفة.

ويضيف «إما أن يكون التنظيم نظم العمليات مباشرة أو يكون لديه عناصر كافية تقنعه بانه وجه أو أوحى لمنفذ الهجوم بالهجوم. قد يتعلق الأمر بفيديو أو تبادل رسائل ويجب ان يكون هناك اتصال».

ويتابع «أعماق ابتكار لتنظيم (داعش) لاستبدال حسابات تويتر التي كان يستخدمها قبلا والتي يتم إغلاقها».

وتبقى طريقة عمل «أعماق»، كوسائل الإعلام الأخرى التي يسيطر عليها تنظيم (داعش)، غامضة رغم شهادات بعض أعضاء التنظيم الذين هجروه أو تم اعتقالهم.

ويصف هؤلاء وكالة «أعماق» بانها هيئة مهمة في تنظيم (داعش) مجهزة بوسائل ضخمة تعد أساسية لقادته.

وأعلنت شبكات التواصل الاجتماعي قبل فترة مقتل مؤسس وكالة «أعماق» السوري ريان مشعل في غارة شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في سوريا.

وعمل مشعل ناشطا إعلاميا في حلب حتى أواخر 2013 عندما اعلن انتقاله إلى ما يسمى «دولة الخلافة» في مدينة الباب في حلب. وحتى الآن لم يؤكد نبأ مقتله.