روضة الصائم

فـــتاوى

07 يونيو 2017
07 يونيو 2017

■ ما حكم إزالة مظاهر الشيخوخة بعمليات التجميل ؟

** وهل يُصلح العطار ما أفسد الدهر ؟!!!

الله تبارك وتعالى جعل في الجسم طبيعة معينة، وعلى الإنسان أن يُسلم لإرادة الله سبحانه وتعالى النافذة، ولو شاء الله لجعل هذه الحياة حياة لا تعقبها الوفاة، ولو شاء لجعل الشباب لا يعقبه هرم، ولو شاء لجعل الصحة لا يهددها سقم، ولكن هذه الدار هكذا أرادها الله تعالى.

جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوًا من الأقذار والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار

وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هار

فالإنسان وهو يعيش في هذه الحياة عليه أن يدرك بأن الحياة نفسها لا بد من أن يتبعها موت، وأن الصحة هي مهددة بالسقم، وأن الشباب لا بد من أن يعقبه هرم إن أُمهل صاحبه، إن لم يتخطفه ريب المنون وهو في عنفوان شبابه، وفي هذا حكمة بالغة أرادها الله سبحانه وتعالى من أجل أن تكون حياة الإنسان حياة فيها الشعور وفيها الإدراك بأنها حياة زائلة، وفيها الإحساس بأن وراءه مسؤولية، وفيها الإحساس بالمنقلب الذي ينقلب إليه حتى يعمل لهذا المنقلب، ويطمع وهو يعمل لهذا المنقلب في حياة لا يعقبها موت، وفي شباب لا يعقبه هرم، وفي صحة لا يهددها سقم، وفي قوة لا يليها ضعف.

أما هذه الحياة فهي تتدرج من ضعف إلى قوة ثم من قوة إلى ضعف، الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) (يـس:68)، ويقول (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) (الروم: من الآية54)، فلا بد من أن ينقلب الإنسان من حال إلى حال.

ومظاهر الشيخوخة تذكر الإنسان بهذا الانقلاب بهذا الفناء وإلا لبطر الإنسان وهو يعيش في صحة ويعيش في مظهر الشباب ويعيش في مثل هذا.

فما الداعي لعمليات التجميل من أجل إزالة آثار الشيخوخة، أمن أجل أن يغر الناس؟

قد يكون هذا طامعًا في أن يخطب فتاة وهي لا ترغب فيه عندما تدرك أنه شيخ وتتطلع إلى شاب فهو يريد أن يغرها بمظهره، هذا لا يجديه شيئا، عليه أن يتقي الله .

وحسبما روي في بعض الكتب - والله أعلم بصحة هذه الرواية - أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ترافع إليه قوم زوجوا أحدًا من الناس وهو يخضب بالسواد فأوهمهم أنه شاب فزوجوه بسبب ذلك فتبين الأمر بخلاف ذلك، ففسخ العقد، هكذا يروى عنه رضي الله تعالى عنه، وإنه لحقيق بمثل هذا الحكم، ذلك دال على بصيرة من حكم به، والله تعالى المستعان.

■ إذا أسقطت المرأة قبل أربعة أشهر فمتى تطهر؟

هذه المسألة وقع فيها خلاف كثير إذا كان ما أسقطته غير كامل الخلقة، والذي نأخذ به هو رأي قطب الأئمة رحمه الله التفرقة ما بين المراحل، فإن كان ما أسقطته علقة فحكمه سبعة أيام، وإن كان مضغة فحكمه أربعة عشر يومًا، وإن كان مضغة مخلقة فحكمه واحد وعشرون يومًا، وإن كان كامل الخلقة فالمدة كلها وهي أربعون يومًا، هذا إن استمر بها الدم، أما إن رأت الطهر قبل ذلك فعليها أن تغتسل وتصلي.