1029570
1029570
العرب والعالم

الجيش السوري يسيطر على «مسكنة» وتنظيم «داعش» بات في نهايته

04 يونيو 2017
04 يونيو 2017

أنقرة: معركة انتزاع الرقة بدأت -

دمشق - عمان- بسام جميدة - وكالات-

سيطر الجيش السوري إثر معارك مع تنظيم (داعش) على مسكنة إحدى أهم البلدات التي كان استولى عليها المتطرفون في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما نقل الإعلام الرسمي أمس.

وتأتي السيطرة على مسكنة، الواقعة على الضفاف الغربية لبحيرة الأسد، في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش السوري بدعم روسي منتصف يناير لطرد المتطرفين من ريف حلب الشرقي.

ونقل وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري «تواصل وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقدمها في الريف الشرقي لحلب ومطاردة مجموعات تنظيم داعش الإرهابي وتعيد الأمن والاستقرار الى بلدة مسكنة الاستراتيجية وعدد من البلدات والمصالح الهامة».

وتعد مسكنة إحدى أهم البلدات التي كان سيطر عليها التنظيم المتطرف في محافظة حلب، وتبعد حوالى 15 كيلومترا عن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.

وأوضح مصدر عسكري أن «ناحية مسكنة هي آخر مركز تجمع سكاني مهم يقع على حدود ريف حلب الشرقي قبل الوصول الى الرقة»، مشيرا الى ان «من يسيطر على مسكنة يتحكم بالمحاور المؤدية من حلب الى الرقة وبالعكس». ومنذ بدء الجيش السوري عمليته العسكرية في ريف حلب الشرقي، تمكن من السيطرة على أكثر من 200 بلدة وقرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأتي السيطرة على مسكنة التي سيطر عليها تنظيم داعش في العام 2014 إثر معارك مع المتطرفين بغطاء جوي كثيف من الطائرات الحربية السورية والروسية، بحسب المرصد.

وتحصر السيطرة على مسكنة وجود التنظيم المتطرف، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في «قرى متناثرة يسهل السيطرة عليها في شرق وجنوب شرق محافظة حلب، وهي مناطق صحراوية». وأكد المصدر العسكري في هذا الصدد ان وجود التنظيم في ريف حلب الشرقي «بات في نهايته».

فيما قصفت وحدات من الجيش بسلاحي الجو والمدفعية نقاطا لتنظيم داعش في دير الزور وتدمر عدة آليات للتنظيمات المسلحة على طريق الشام عند كوع الميادين على المحور الجنوبي للمدينة.

وتصدت وحدات أخرى لاعتداء تنظيم داعش على محور البانوراما وتنفذ رميات مدفعية في كوع الميادين- مفرق التيم- محيط الكهرباء التيم - كازية الإيمان- غرب تلة الصنوف- كازية الشام - المقابر.

واستهدف سلاحا الجو والمدفعية مقرات وتحركات تنظيم داعش في عكش وأم ميل والحردانة وأبو حبيلات والعرشونة وعقبريات بريف حماه الشرقي ما أدى لتكبيده خسائر بالأفراد والعتاد.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إنها انتزعت السيطرة على سد على نهر الفرات من تنظيم داعش في أحدث مكسب تحققه في تقدمها صوب مدينة الرقة.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب إنها سيطرت على سد البعث وغيرت اسمه إلى سد الحرية.

ويقع السد على مسافة نحو 22 كيلومترا من مدينة الرقة قاعدة عمليات داعش في سوريا.

وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، إن المقاتلين يقومون بتمشيط القرى المجاورة بحثا عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية.

وقال نوري محمود إنهم سيطروا على السد بالكامل.

ويعني هذا التقدم أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر الآن على 3 سدود رئيسية على نهر الفرات بعد أن سيطرت على أكبر سد في سوريا الشهر الماضي.

وحسب مصادر إعلامية عمد تنظيم داعش في المنطقة الجنوبية «مقابل السياسية» في مدينة الرقة إلى إخلاء المناطق من جميع المدنيين مع السماح لهم بنقل الأمتعة بعد الحصول على موافقة أمنية من التنظيم، كما قام مسلحو التنظيم بفتح المنازل على بعضها وحفر الخنادق وفتح «الطلاقيات» باتجاه النهر تحضيرا لمعركة الرقة بعد أن سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على سد البعث في ريف الرقة الغربي، عقب يوم من السيطرة على بلدة المنصورة في المنطقة.

وفي سياق آخر، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الخطأ الوحيد الذي ارتكبته سوريا هو «أننا صدقنا أن الغرب يمتلك قيما»، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى «أخطاء وثغرات وعيوب موجودة لدينا». وأكد الأسد في مقابلة مع قناة «ويون تي في» الهندية إن «الوضع على الأرض تحسن بسبب تراجع تنظيمي داعش والنصرة»، لكنه قال إن «القضاء عليهما يعتمد على وقف الدعم الذي يتلقاه التنظيمان من تركيا، وقطر، والسعودية، ومن دول أوروبية وغربية مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا بشكل رئيسي». وأعرب عن اعتقاده في أن الوضع الحالي «يشكل سمة لحقبة جديدة في العالم يُستخدم فيها الإرهاب لتنفيذ أجندة سياسية».

بيد أنه أكد أن «الأمور تتحرك الآن في الاتجاه الصحيح، وهو اتجاه أفضل، لأننا نلحق الهزيمة بالإرهابيين، وما لم يقدم الغرب والدول الأخرى وحلفاؤهم والدمى التابعة لهم دعما هائلا لأولئك المتطرفين، فأنا متأكد أن الأسوأ بات وراءنا». وتابع «لم نرَ أي مبادرة سياسية حقيقية من شأنها أن تنتج شيئاً، رغم أن أستانا حققت نتائج جزئية من خلال إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، والتي شكلت تطورا إيجابيا في هذا الصدد.

لكن لا تستطيع أن تسمّي ذلك حلاّ سياسيا». وفيما يتعلق بالإدارة الأمريكية، قال الأسد إنه بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «ثبت لنا، مرة أخرى، أن الرئيس يؤدي دورا وحسب، وليس صانع قرار.

إنه جزء من مجموعات ضغط مختلفة ومن الدولة العميقة..

ترامب، بعد أن أصبح رئيساً، ابتلع معظم وعوده وكلماته التي كان يتبجح بها خلال حملته الانتخابية». من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن جولة جديدة من مباحثات أستانا حول سوريا ستعقد يومي 12 و13 يونيو الجاري، مشيرا الى أن المعارضة السورية المسلحة مدعوة للمشاركة في الاجتماع.

وتأتي مفاوضات استانا المقبلة بالتزامن مع الحديث عن إمكانية عقد الجولة القادمة من العملية التفاوضية في جنيف هذا الشهر، دون إعطاء موعد محدد.

من ناحية ثانية أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه في حال تعرض بلاده لأي تهديد من شمال سوريا، ستتصرف وتتحرك بنفسها للرد على التهديد، في إشارة منه الى استعانة الأمريكيين بحزب الاتحاد الديمقراطي في تحرير الرقة.

ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله: «قلنا للأمريكيين عليكم أن تعلموا أنه حال قدوم تهديد لبلادنا من شمال سوريا، لن نبحث الأمر مع أحد، وسنصدر قرارنا بأنفسنا، وسنتحرك كما فعلنا في جرابلس والراعي ومدينة الباب (في إشارة إلى عملية درع الفرات)». يأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بدء إرسال معدات وأسلحة إلى العناصر الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها واشنطن القوة الأكثر فعالية في محاربة داعش، في حين تصنفها أنقرة تنظيما إرهابيا.

وأوضح أردوغان إلى أن «عملية درع الفرات كانت ضد تنظيم (داعش)، إلا أنها وجدت أمامها عناصر حزب (ب ي د) وذراعه المسلح وحدات حماية الشعب الكردية (ي ب ك)»، مشيرا الى « أنهم لم يضعوا بعد نقطة انتهاء عملية درع الفرات،» في إشارة إلى إمكانية تكرار السيناريو ذاته في سوريا.

بدوره أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن معركة انتزاع مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم داعش بدأت وأن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بها.

ونقلت وسائل إعلام محلية، بينها وكالة أنباء الأناضول الحكومية، عن يلدريم قوله إن «عملية الرقة، التي خطط لها قبل مدة طويلة، بدأت في وقت متأخر من الثاني من يونيو.

زودتنا الولايات المتحدة بالمعلومات الضرورية المتعلقة بهذه المسألة قبل العملية».