1029397
1029397
الرئيسية

وزير الصحة: نظام الترصد الوبائي رصين في تسجيل الأمراض ودراسة مصادر العدوى واتخاذ التدابير اللازمة

04 يونيو 2017
04 يونيو 2017

الأمراض المعدية..لا يمكن التحكم فيها ولا توقفها الحدود الجغرافية -

التثقيف الصحي ورفع الوعي بأهمية الأمراض السارية وسبل الوقاية..أهم الخطط المعتمدة -

كتبت- عهود الجيلانية -

أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة على قوة نظام الترصد الوبائي بالسلطنة في التصدي للأمراض المعدية والحد من انتشارها، وقال: تعرض النظام الصحي شأنه شأن غيره من النظم الصحية في العالم، لتهديدات عالمية خلال السنوات الماضية كأنفلونزا الطيور حيث تعد الأمراض المعدية مشكلة عالمية ولا تتركز على دولة معينة في العالم وأغلب الأمراض المعدية قد تنتقل من مكان لآخر فلا تحدها الحدود الجغرافية، والنظام الصحي على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذه التهديدات الجديدة أو غير المعروفة وأضاف معاليه: يتمثل التحدي الآن في كيفية الحفاظ على متانة نظام الترصد وتعزيزه على نحو مستمر لتفادي تهديدات الصحة العامة والوقاية من تأثيراتها،

ويعمل نظام الترصد الوبائي في السلطنة بتتبع كافة الأمراض المعدية الآخذة في التطور والتي تظهر بين فترة وأخرى، كما يساهم النظام في تحسين وتطوير أساليب إدارة الأزمات الصحية وتوفير كافة سبل الرعاية الصحية للسكان من المواطنين والمقيمين من أجل الصحة العامة.

وأكدت النظرة المستقبلية لوزارة الصحة ما شهدته الصحة على النطاق الدولي من تطورات عبرت الحدود السياسية، وأضحى التعاون بين النُظُم الصحية في جميع أنحاء العالم ضروريا لمواجهة هجمات الأمراض السارية.

ويتطلب العالم المترابط في أيامنا هذه أن تأخذ التشريعات الوطنية بعين الاعتبار حماية الصحة العامة على الصعيد العالمي.

ويتعين على النظام الصحي التعامل مع عولمة التشريعات أو اللوائح الصحية الدولية، وقد حققت وزارة الصحة إنجازات ملحوظة في مكافحة الأمراض المعدية وقد أدت هذه الإنجازات إلى خفض معدلات الوفيات وخاصة وفيات الأطفال.

ومع ذلك، فقد تعرض النظام الصحي في السلطنة لتهديدات عالمية من انتشار الأمراض المعدية وتم التعامل معها والمطلوب الآن اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على استدامة الإنجازات.

ومن بين الخطط التي اعتمدتها وزارة الصحة إنشاء نظام قوي لترصد الأمراض السارية وكان من أهداف هذا النظام تسجيل الأمراض السارية المهمة، ودراسة مصادر العدوى، واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من انتشار مثل هذه الأمراض.

وقد بدأ «البرنامج الموسع للتحصين» لتحصين الأطفال ضد أمراض الطفولة المهمة ( السل وشلل الأطفال والخناق ) الدفتيريا ( والشاهوق)السعال الديكي ( والكزاز الوليدي والحصبة.

وقد ازدادت تغطية الأطفال دون السنة الأولى من العمر بالتحصين ضد أمراض الطفولة لتصل إلى تغطية كاملة الآن، وتمت المحافظة على التغطية الكاملة منذ ذلك الحين.

وقد تم إدخال لقاحات إضافية على مدى السنوات لتغطية الأمراض الأخرى.

وقد أظهر المسح الصحي للسلطنة الذي أجرته منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان أن 14٪ فقط من الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض توحي بالسل الرئوي قد أجريت لهم الفحوص اللازمة لاستبعاد إصابتهم بالسل.

وقد أظهرت الأمراض المنقولة جنسيا أيضا ارتفاعا طفيفا وسواء كانت تلك الزيادة تعود إلى زيادة الدقة في التشخيص والتبليغ أم أنه كان ازديادا حقيقيا فإن هذه الزيادة تحتاج إلى اهتمام كبير، وخاصة بسبب زيادة السفر في جميع أنحاء العالم وبسبب الحاجة المستقبلية لزيادة السياحة في البلاد.

كما تم تقديم لقاح التهاب الكبد ب في عام 1990م، وتم إدخال اللقاح الثلاثي المضاد للحصبة وللنكاف وللحصبة الألمانية في أكتوبر 1997، وإدخال اللقاح المضاد للجراثيم المستدمية النزلية في أكتوبر 2001م. وفي سياق رفع مستوى خدمات التحصين، تم إدراج اللقاح الخماسي -الخناق (الدفتيريا)، والشاهوق (السعال الديكي)، والكزاز (التيتانوس)، والتهاب الكبد ب، وجراثيم المستدمية النزلية ( في الخدمات الصحية في سلطنة عُمان منذ يوليو 2003م وأيضا بدأت وزارة الصحة بتطعيم جميع المخالطين لمرضى التهاب الكبد أو الحاملين لفيروسه ولجميع أطفال المدارس الذين لم يسبق لهم أن تلقوا لقاح التهاب الكبد ب، مما أدى إلى أن يصبح جميع السكان الذين ولدوا منذ عام 1985م حتى الآن محصنين ضد التهاب الكبد ب، كما تم إدخال اللقاح المضاد لجراثيم المكورات الرئوية أيضا في عام 2008م ليصبح إجمالي عدد الأمراض المستهدفة بالتحصين 11 مرضا.

كذلك توجهت الجهود في سلطنة عُمان أيضا نحو مكافحة الأمراض المعدية الأخرى غير المدرجة في البرنامج الموسع للتحصين، مثل داء البروسيلات في محافظة ظفار خاصة والجذام الذي لم يعد من المشاكل في الصحة العامة.

أما داء الخيطيات (الفيلاريات) فيعتبر من الأمراض التي تم استئصالها حيث لا يوجد نقل للعدوى داخل السلطنة، أما الحالات القليلة التي تم الإبلاغ عنها في العقدين الماضيين حالات وافدة؛ ولم يبلغ عن أي حالة واحدة من داء الخيطيات منذ عام 2004م.

وقد وضع النظام الصحي خطة تأهب فعالة للتصدي للأوبئة تستهدف تحقيق أعلى المستويات الممكنة من الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والتهديدات من الأوبئة العالمية، على النحو الذي شوهد في الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، وأنفلونزا الطيور والخنازير، كما توجهت الجهود أيضا لتنظيف البيئات ووضع خطط من أجل التخلص من النفايات وخاصة النفايات الطبية بالطرق المناسبة.

وقد كان التثقيف الصحي ورفع مستوى الوعي بأهمية الأمراض السارية وسبل الوقاية الصحية السليمة بين أهم الخطط التي اعتمدتها وزارة الصحة.

وقد انخفضت معدلات وقوع أمراض الإسهال والالتهابات التنفسية الحادة في الأطفال دون سن الخامسة من العمر في عام 2012م إلى ما يقرب من نصف معدلاتها التي كانت عليها عام 1995م وانخفضت معدلات وقوع حالات الإسهال الحادة في الأطفال دون سن الخامسة من العمر في عام 2012م لما يقرب من النصف، وانخفضت معدلات الحالات الحادة من الالتهابات التنفسية في الأطفال دون سن الخامسة من العمر في عام 2012م لما يقرب الربع.

ولم تكن هناك أية وفيات مرتبطة بأمراض الإسهال والالتهابات التنفسية الحادة في السنوات اللاحقة.

وقد وصلت هذه الأمراض مستوى التوطن ولم تعد تعتبر من مشاكل الصحة العامة في عام 2012م ولكن الحفاظ على هذه الإنجازات لا يزال يشكل تحديا.

كما قامت وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض والمديرية العامة لتقنية المعلومات بوضع آلية للتبليغ الإلكتروني عن الأمراض المعدية والإبلاغ عن الأحداث الصحية ومقاومة المضادات الحيوية والإصابات المهنية في جميع المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة التي يتوفر بها خاصية نظام الشفاء، كما سيتم تفعيل هذا النظام في القريب العاجل في بقية المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة عن طريق شبكات مماثلة تتيح خاصية الترصد الإلكتروني، وبُني نظام ترصد على قاعدة مركزية مرتبطة تكامليا مع نظام الشفاء تُسهل عملية مراقبة وتقصي كافة الحالات ومختلف الأمراض المدرجة ضمن قائمة الترصد، كما أن نظام ترصد مرتبط مع التشخيص الطبي للحالات المرضية بحيث تنبثق شاشة تلقائيه للطبيب المعالج للتبليغ عن تلك الحالات دون الحاجة للولوج الى أنظمة أخرى للتبليغ وهو ما يساعد الطبيب في سرعة التبليغ ومساعدة متخذي القرار بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض من تلقي الحالات الكترونيا أولا بأول.