كلمة عمان

مؤشران لهما دلالة مشتركة

04 يونيو 2017
04 يونيو 2017

لا أحد يحتاج إلى التدليل على ما تتمتع به السلطنة من استقرار وأمان بفضل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - التي نسجت العلاقات الطيبة مع كافة بلدان العالم، الأمر الذي كان له انعكاس على تقييم موقع السلطنة في المؤشرات الدولية التي تهتم بهذه الجوانب، وترصد عناصر الاستدامة الإنسانية.

ولعل التقدم الذي أحرزته السلطنة بأربع درجات في مؤشر السلام العالمي 2017 يحمل دليلا مستمرا، على ما سبقت الإشارة إليه من هذا المناخ الطيب، الذي يجعل السلطنة واحة للطمأنينة، ما يعني بمعنى أوضح رسم صورة تساعد على تشجيع آفاق التعاون الاقتصادي مع العالم وحفز الاستثمارات التي أصبحت أكثر إلحاحا في هذه المرحلة، مع المضي في سياسة التنويع الاقتصادي التي شدد عليها المقام السامي في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء قبل شهر رمضان بثلاثة أيام.

وقد أعلن المؤشر أن السلطنة تقدمت هذه الدرجات الأربع، حيث جاءت في المركز السبعين عالميا، بحصولها على 1983 نقطة طبقا للمؤشر الذي يضم 163 دولة حول العالم، وفي الوقت نفسه فقد جاء الترتيب في المركز الخامس عربيا.

ويؤكد التقرير أن نتائج التقدم في مؤشر السلام العالمي لهذا العام 2017 كانت طفيفة على المستوى العالمي، ما يعني أن هذا التقدم في درجات السلطنة، وسط بطء عام يعني حالة إيجابية يجب أن توضع في الاعتبار، فالصورة التي تسيطر الآن في العالم هي «التوجه لمستويات قياسية من العنف والأزمات الإنسانية الشديدة»، وفق الصياغة التي وردت في تقرير مؤشر السلام.

أما المؤشر الثاني فيتعلق بالطفل وحصول السلطنة على المركز الثالث عربيا في قائمة الدول الأقل خطورة على الطفولة بالعالم، وفقا لمؤشر نهاية الطفولة في العالم لعام 2017 الذي أصدرته مؤسسة «أنقذوا الأطفال»، تحت عنوان «طفولة مسلوبة».

وبحسب المؤشر فإن السلطنة حازت على المركز الـ 43 عالميا بـ 297 نقطة، حيث يضم المؤشر 172 دولة، ويعكس ذلك أيضا مدى الرعاية التي توليها حكومة السلطنة للأطفال بوصفهم زهرة اليوم وثمرة المستقبل الناضجة.

ولاشك أن الطفولة المسلوبة هي عامل خطير على الأجيال، وهي نتاج مناخات غير مستقرة وخلل سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي، كما في مناخات الحروب، أو حيث يكون المجتمع مفككاً في بناه الأخلاقية.

وبحمد الله فنحن في السلطنة نعيش الأمان ونحافظ على القيم الإسلامية والعمانية السمحة، ما يهيئ البيئة الحسنة لتربية أبنائنا، لكن هذا لا يعفي كل أسرة من الحفاظ على الأبناء في هذا العصر الذي تعددت فيه المخاطر التي تحيط بالأطفال من كل صوب.

وخلاصة فإن كلا المؤشرين سواء مؤشر السلام أو الطفولة، يعكسان مشهدا إيجابيا يمكن تلخيصه في فكرة بناء الإنسان وتنمية البلاد من الناحية الإنسانية والمستدامة بشريا، بحيث أن هذا الجانب يظل هو العنصر الأقوى والأهم من عناصر التقدم كل دولة تنشد المستقبل الأفضل.