1028008
1028008
روضة الصائم

استراحة: مدافن بات

04 يونيو 2017
04 يونيو 2017

منار العدوية -

عثر علماء الحفريات في (بات) بولاية عبري على مقابر قديمة وعلى بقايا جرار فخارية وشقف حجرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

و(بات) إحدى حضارات الإنسان القديمة التي سادت في فترة من الفترات، ومن أجل كشف أسرار الأحجار والنهوض بالمقومات السياحية الأثرية قامت وزارة التراث القومي والثقافة بالتعاون مع البعثات الأثرية بالتنقيب في المنطقة لعدة مواسم والتي بدأت عام 1973م، وما زالت عمليات التنقيب جارية لمعرفة المزيد عن الموقع الأثري وعن هذه الحضارة العمانية العريقة.

وتركزت التقنيات الأثرية على المقبرة التي تبعد مسافة (30 كيلومترا) عن مدينة عبري الحديثة، حيث تم الكشف عن وجود مائة مدفن مبني من الحجارة الصلبة كما وجدت مدافن أخرى في الجزء الجنوبي من المقبرة تشبه تلك التي وجدت في حضارة (أم النار). ومدافن بات عبارة عن بناء دائري من حجارة صلبة مربعة الشكل وتتألف من جدارين خارجيين وآخر داخلي مقسم إلى عدة غرف، وقد وضعت لها عوارض مسطحة لتسقيف السطح..

ويتراوح قطر هذه المدافن ما بين (5 - 10 أمتار). وإقراراً من لجنة التراث العالمي بأهمية بعض المواقع الأثرية في السلطنة واعتبارها مواقع ذات قيمة إنسانية عالمية..

فقد تـــــــم إدراج هـــــــذه المواقع ضـــــــمن قائمة التراث العالمي الثقافي الطبيعي.

قهوة الضحى

لقهوة الضحى موروثها القديم لدى المرأة العمانية في كل مناطق السلطنة وهي من العادات القديمة ولها سماتها الخاصة من حيث البساطة وعدم التكلفة المادية والمعنوية، كما تعود بالفائدة للمرأة، وسميت بقهوة الضحى لأن القهوة يتم تناولها في فترة الضحى التي تعتبر متنفساً للمرأة بعد أن تكون قد أنهت أعمالها المنزلية الصباحية، وهذه عادة يوميّة. ففي فترة الضحى تتجمع نساء الحارة (أو الحلة) في مكان محدد يتفقن عليه وفي الغالب تكون الجلسة خارج البيوت تحت ظل شجرة أو في بيت إحدى كبيرات الحارة.

وهذا التجمع له فوائد كثيرة، فهو ليس فقط لتناول القهوة والتسلية وإنما لتبادل الأحاديث والأفكار، وحل بعض المشاكل الموجودة في الحارة، وتحديد مواعيد الزيارة إلى الحارات المجاورة، وتعلم بعض الحرف النسائية مثل خياطة الملابس وصناعة السعفيات والطبخ وتقديم المساعدات أثناء المناسبات.

وتتضمن قهوة الضحى شرب القهوة، وتناول ما تسمى (بالفوالة). وهذه تسمية عمانية معروفة، وتعني ما يقدم مع القهوة المرة من حلويات وفواكه وغيرها، حيث تجلب كل واحدة من نساء الحارة معها دلة القهوة ومعها التمر أو الفاكهة أو الرطب حسب المواسم أو بعض الحلويات العمانية مثل: (الخبيصة) السوية أو البلاليط أو السُح والسمن والتمر المطبوخ مع السمن و الهيل وماء الورد، وهذه تؤكل في فصل الشتاء. وتجلب النساء هذه المأكولات على حسب مقدرتهن، بدون أن يكلفن أنفسهن والبعض يحضرن إفطارهن لمشاركة الجارات في تناول الإفطار.

ومن فوائد قهوة الضحى أيضا التعاون القائم أثناء مناسبات الأفراح والأحزان. ففي الأفراح تقوم جميع نساء الحارة بتجهيز لوازم العروس من حيث خياطة الملابس وتحضير العطور والبخور، ويقمن بتوزيع العمل فيما بينهم أثناء جلسة الصباح. أما في الأحزان فيقمن بتجهيز الوجبات في بيوتهن وتقديم القهوة إلى الضيوف والقيام بأعمال المنزل، وهذه العادات ما زالت موجودة حتى الآن.