روضة الصائم

فـــتاوى

03 يونيو 2017
03 يونيو 2017

إذا تيمم الجنب للصلاة فهل يجوز له قراءة القرآن ولمس المصحف الشريف؟

اختلف في التيمم هل هو رافع للحدث أو مبيح للصلاة فقط ، والراجح الثاني والأولى أن ينوي بتيممه استباحة الصلاة وقراءة القرآن ولمس المصحف، والله أعلم.

هل يجوز للطالبة أن تكتب قرآناً إذا كان ذلك لأجل الامتحانات وهي في حالة الحيض؟

لا تكتب قرآناً كما أنها لا تقرؤه، ويجب اتخاذ احتياطات لامتحانات الطالبات في مادة القرآن في غير أيام الحيض . والله أعلم.

هل يجوز لي أن أعلم أختي الصلاة وأنا في حالة الدورة الشهرية ؟

نعم إلا قراءة القرآن فإن المرأة عندما تكون في حالة الدورة الشهرية لا تقرأ القرآن ولكن ترشدها إلى ما تقرأه وتعلمها بقية ألفاظ الصلاة، ولا حرج في ذلك والله أعلم .

هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب في أيام حيضها دون أن تمسك المصحف وإن كانت قد شاركت في مسابقة تحفيظ القرآن فهل يجوز لها في موعد المسابقة أن تذهب لتسميع ما حفظت مع العلم أنها حائض؟

في حالة الحيض لا تجوز قراءة القرآن سواء من خلال النظر في المصحف أو القراءة على ظهر قلب فإن ذلك كله مما ينافي قدسية القرآن إذ الحائض والنفساء والجنب لا يجوز لهم أن يقرأوا القرآن كما جاء ذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم.

توجد هناك أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم تبين فضل تلاوة القرآن الكريم من ذلك ما ورد أن الحرف بعشر حسنات، فهذا الثواب هل هو للتلاوة مجردة أم للتلاوة بشرط التفكر؟

لا ريب أن الإنسان لا يطلب منه أن يتلو القرآن لاهياً غافلاً، هذه التلاوة ليست لها قيمة، وليست فيها روح ، هي بمثابة الجسم المتعفن الذي لا أثر له ولا حراك له بل ربما يضر ولا ينفع ، فهو لا ينفع قطعاً ولكن ربما يضر لأن تعفنه يؤدي إلى النتن، نتن رائحته وإضراره بالناس، فكذلك شأن العبادة الفاقدة للروح كالصلاة التي تفقد الخشوع وكذلك تلاوة القرآن عندما لا يكون هنالك تدبر وإمعان، إنما على الإنسان أن يقاوم الوسوسة. لا ريب أن كل أحد تعتريه الوسوسة، وكل أحد تعتريه الغفلة، وكل أحد يحاول الشيطان أن يلبس عليه أمره وأن يبعده عن التفكر والإمعان لكن عليه مغالبة ذلك وأن يحرص على أن يعالج نفسه ويداوي أدوائه بهذا القرآن الكريم عندما يتلوه.

ما رأي الشرع في من تسبب في حرمان إنسان من كسب الرزق؟

إن الله تبارك وتعالى يحب الخير من عباده ويكره الشر منهم. وإن من الشر أن يسعى أحد إلى حرمان أحد من رزق يساق إليه، فإن الله سبحانه وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه وأنعم عليهم بشتى نعمه، ويجب على أي أحد أن يسعى إلى توفير هذه الأرزاق بقدر استطاعته لا إلى قطعها وحرمان أحد منها، فإن ذلك من الحسد. والحسد لا ريب أنه لا يضر إلا صاحبه (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء: من الآية54).

والله سبحانه أنزل سورة في كتابه فيها تعليم لنا كيف نستعيذ من شر حاسد إذا حسد. والأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم شددت في الحسد، وبينت أنه من أكبر الكبائر، وحذرت هذه الأمة من الوقوع في الحسد.

فهذا الذي يسعى إلى حرمان أحد من رزق الله تبارك وتعالى إنما هو حاسد، وحسده لا يضر به إلا نفسه، فمن كُتب له رزقه فسيأتيه، وإنما الله تبارك وتعالى يبتلي من يشاء بما يشاء وبمن يشاء، فلذلك قد يكون أحد سبباً لابتلاء أحد، فمن هنا كان على هذا أن يتدارك أمره بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى وبطلب المحاللة من صاحبه الذي سعى إلى حرمانه من رزقه، وفي نفس الوقت عليه أن يجبر كسره، وأن يحرص على أن يريشه بعد بريه ، بحيث يحرص على أن يوفر له ما تسبب في حرمانه منه ولو كان ذلك بضمان يتحمله من ماله، والله تعالى أعلم.

إمام يخطئ في القراءة ولكن المأمومين يغتابونه بعد الصلاة ولا يقومون بنصحه كما أنه هو أيضاً يمارس الغيبة بعد الصلاة على الرغم من أنه يصلي بهم ما هو واجب الجميع؟

أولاً قبل كل شيء عليهم جميعاً أن يتقوا الله ، ولئن كان هو يخطئ في الصلاة فعليهم أن يعرفوه بخطئه ويبينوه له ، فإن أصر عليه فليقدموا غيره ، ومن المفترض على الجميع أن يحرص على أن يكون المتقدم حسب المواصفات التي جاءت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم، بحيث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن أقرأهم لكتاب الله هو أولى بأن يؤمهم في الصلاة ثم يأتي بعد ذلك الأفقه في الدين والأورع والأسن إلى غير ذلك من مواصفات الذين يتقدمون.

ومع هذا عليهم جميعاً أن يتجنبوا الغيبة، هم عليهم أن يبينوا له الحقيقة وألا يغتابوه، وبالنسبة إليه لا يجوز له الاغتياب، وعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى، وألا يقول إلا قولاً سديداً، وعليهم جميعاً أن يدركوا أنهم مسؤولون عن فلتات ألسنتهم، وأن هذه الفلتات قد تقذف بهم في النار والعياذ بالله ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم:« إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبينها تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب». وقال لمعاذ رضي الله تعالى عنه: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم). فعليهم أن يتقوا الله وأن لا يغتاب بعضهم بعضاً، والله تعالى المستعان.

المصدر: موسوعة فتاوى سماحة الشيخ احمد الخليلي