روضة الصائم

الشيخ الداعية سالم بن خلفان الراشدي

02 يونيو 2017
02 يونيو 2017

ناصر الندابي -

علمنا لهذا اليوم هو شخصية عرفها القاصي والداني، شخصية أحبها الصغير والكبير، رجالا ونساء، وما زال اسمه عالقا بأذهان كل من يعيش على هذه البلاد الطيبة، فقد بكى على رحيله كل من عايشه أو حضر مجالسه أو محاضراته أو سمع له مقاطع صوتية من مواعظه، إنه الشيخ القاضي سالم بن خلفان بن محمد بن سيف الراشدي، ولد شيخنا الفقيه في شوال من عام 1377هـ /‏‏ مايو/‏‏ 1958م، في بلدة سناو إحدى بلدات ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية.

كان والده شديد الاستقامة حريصا على أبنائه، فأرشد ابنه للتعليم، بدأ شيخنا مرحلة التعلّم في مسقط رأسه - سناو- فتتلمذ أول أمره على يد المعلم سالم بن سليم، إذ درس عنده القرآن فأتقنه، ثم تحوّل للدارسة على يد الشيخ العلامة حمود بن حميد الصوافي، فدرس علي يديه الفقه والعقيدة واللغة، كما استفاد أيضا من بعض المشايخ هناك كالشيخ يحيى بن سالم بن راشد المحروقي والشيخ ناصر بن راشد المحروقي، ثم انتقل للدارسة بالمعهد الإسلامي المقام بجامع سناو، ثم توجه للدارسة بمعهد القضاء والوعظ والإرشاد (كلية الشرعية اليوم)، فتتلمذ هناك على يد عدد من العلماء من بينهم الشيخ هاشم بن عيسى الطائي والشيخ محمد بن راشد الخصيبي وغيرهم.

بعد أن تخرج شيخنا من المعهد عام 1804هـ، /‏‏ 1982م، تم تعيينه قاضيا في ولاية صحار ثم نقل إلى ولاية السويق، وبعدها نقل إلى ولاية المضيبي، ثم عين قاضيا في ولاية أدم، ومنها إلى سمد الشأن، ثم نقل إلى ولاية إبراء، ثم أعيد مرة أخرى إلى سمد الشأن، وظل في هذه النيابة حتى أحيل شيخنا -رحمه الله - إلى التقاعد عام 1418هـ/‏‏ 1998م، ولكن بعد إحالته إلى التقاعد لم تخبت همّة شيخنا عن الدعوة والإصلاح بين الناس، فقد كان منزله مهوى لأفئدة الناس، يقصده الصغير والكبير الرجل والمرأة ما بين مستفت وعارض لمشكلته وطالب للمشورة، ولقد ذاع صيت شيخنا من خلال محاضراته التي كان يلقيها في جميع محافظات السلطنة، ولقد كان لأسلوبه البسيط إقبال كبير ومريدون كثر.

تميز شيخنا الفقيه بصفات جمّة فقد كان شديد التواضع بشوشا محبوبا من قبل الناس، وكان شيخنا الفقيه بارا بوالدته شديد الحرص على الإحسان إليها، وكان مهتما كثيرا بتربية أبنائه حريصا على كل ما يصلحهم وينفعهم، كما كان حريصا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصح الشباب ومساعدتهم بكل ما يستطيع.

أما عن إنتاجه العلمي فقد اهتم شيخنا بالتفسير فألف تفسيرا مبسّطاً صالح لكل الطبقات المجتمعية، ولكن الأجل كان أسبق، فلم يتمكن شيخنا من إتمام تفسيره الذي أسماه المرجان في تفسير القرآن.

توفي شيخنا الفقيه فجر الاثنين 16 من شعبان عام 1437هـ /‏‏ الموافق 23 /‏‏ 5 /‏‏ 2016م.