روضة الصائم

الشيخ العلامة سعيد بن خلف الخروصي

01 يونيو 2017
01 يونيو 2017

ناصر الندابي -

علماؤنا مصابيح الهدى وأنوار الدجى، ومن علماء عمان الذين رحلوا عنا قبل فترة وجيزة، وودعوا هذه الفانية، إلى الدار الأخرة، وحق فيهم قول الله سبحانه وتعالى : «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَلُوا تَبْدِيلًا»، وحين فارقونا بكت عليهم القلوب قبل العيون، ورفعت الأيادي مودعة لهم، أيد تدعوا لهم وأخرى مسرعة بهم إلى مثواهم الأخير ليلقوا الله عزوجل بقلوب مؤمنة ونفس مطمئنة.

عالمنا الذي نعنيه والذي نتحدث عنه اليوم هو الشيخ العلامة الفقيه الأديب/‏‏ سعيد بن خلف بن محمد بن نصير الخروصي، ولد عالمنا الجليل في يوم السبت الثامن من صفر عام 1344هـ/‏‏ 28 /‏‏ أغسطس /‏‏1925م بولاية نخل إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة.

بدأ حياته العلمية بكتاب الله عزوجل، فدرس القرآن الكريم على يد الأستاذ خلفان بن سليمان اليعربي، وعلى يد الشيخ حمود بن زاهر الكندي، ولقد ظهر نبوغه منذ صغره، فقد ختم القرآن الكريم وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره، وبعد ذلك توجه إلى العلوم المتعلقة بكتاب الله فدرس النحو على يد الشيخ حمود بن زاهر الكندي، وقرأ عليه ملحة الإعراب للحريري، وبعد أن شعر أنه قد تمكن من قواعد النحو انكبَ على دراسة ألفيَة ابن مالك بشرح ابن عقيل، كل هذه العلوم الأولية تلقاها شيخنا الجليل في مسقط رأسه –مدينة نخل.

إن النفس التواقة للعلم، الراغبة في قطف ثماره اليانعة، لا ترضى بالدون ولا تكتفي إلا بنيل الدرجات العلى، فقد وصلته أنباء مدينة العلم، فشد الرحال نحوها، يبغي النيل من معين معارفها وجني ثمار علومها والعيش تحت ظلالها الوارفة الملأى بطلبة العلم ورواده، فتوجه إلى مدينة نزوى لينهل من معين مدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي - رحمه الله - فكانت رحلته الأولى إليها في عام 1361هـ/‏‏ 1942م، يصحبه في رحلته هذه زميله الشيخ سعيد بن محمد الكندي، وفي نزوى لازم الشيخ سالم بن سيف البوسعيدي، ثم تاقت نفسه للعودة إلى مسقط رأسه، وواصل هناك طلبه للعلم، وما هي إلا سنتان حتى عاوده الحنين لمدينة العلم فخرج مرة أخرى إليها، يصحبه في رحلته الثانية هذه أخوه الشيخ سليمان بن خلف، وفي نزوى لازم الشيخ سعود بن سليمان الكندي، والشيخ سليمان بن سالم الكندي.

وبعد أن أخذ نصيبا وافرا من العلم عاد إلى نخل ولازم فيها عددا من علمائها منهم الشيخ إبراهيم بن سيف الكندي والشيخ محمد بن سعيد الكندي، كما درس على يد الشيخ سالم بن حمود السيابي حين عين واليا وقاضيا على نخل.

ثم عين عمل قاضيا في عدد من ولايات السلطنة منذ عام : 1381هـ/‏‏ 1961م حتى عام 1407هـ /‏‏ 1987م، وبعدها تم تعيينه مساعدا للمفتي العام للسلطنة .

من أبرز مؤلفاته: قواعد الشرع في نظم كتاب الوضع، ودليل السالك، والدرُ المنتخب في الفقه والأدب، وإتحاف الأنام بشرح جوهر النظام.

انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الأحد 2 ربيع الثاني/‏‏ 1438هـ/‏‏ 1 /‏‏ يناير /‏‏ 2017م عن عمر يناهز 92 عاما.