العرب والعالم

تقرير: أوضاع ضبابية تكتنف الصراع في ليبيا

28 مايو 2017
28 مايو 2017

طرابلس -(د ب أ)- لم تتضح بعد ملامح نهاية الصراع في العاصمة الليبية طرابلس، حتى بعد سيطرة المجموعات التابعة لحكومة الوفاق على مقرات لمجموعات أخرى تابعة لحكومة الإنقاذ.

وشهد يوم أمس الأول دخول مجموعة جديدة على الصراع، أطلقت على نفسها اسم (اللواء السابع)، فيما كانت تُسمى سابقاً بمليشيا «الكانيات»، والتي جاءت من مدينة «ترهونة» جنوب شرق العاصمة لتفرض سيطرتها على مطار طرابلس الدولي، وتعلن في بيان لها انتماءها لحكومة الوفاق الوطني.

أمر لم يصدقه الكثير من المشككين في انتماءات هذه المجموعة التي ينسبها البعض لإسلاميين من مدينة ترهونة، ولعل هذا ما دفع آمر الفرقة الأولى «كتيبة ثوار طرابلس» «هيثم التاجوري» إلى المطالبة بتسليم المطار للأجهزة والإدارات المختصة التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع بحكومة الوفاق، متوعداً بأن يكون لطرابلس شأن آخر في حال عدم التسليم.

وطالب التاجوري، في صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صباح أمس الأحد، عقلاء وحكماء مدينة ترهونة بسحب قوة «الكانيات» إلى مدينة «ترهونة» ومحيطها قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه.

ومن المعلوم أن مجموعات مسلّحة تابعة لحكومة الإنقاذ تسيطر منذ نهاية عام 2014 على مطار طرابلس الدولي، الذي تم تدميره خلال الحرب الأهلية التي دارت صيف ذات العام، لتقوم بعدها حكومة الإنقاذ بصيانة أجزاء منه، وافتتاح صالة لكبار الزوار في فبراير الماضي، دون أن يستقبل المطار أي رحلات جوية مُعلنة، أو يتم تسليمه لمصلحة المطارات التابعة حالياً لحكومة الوفاق.

وكانت اشتباكات قد اندلعت في طرابلس فجر الجمعة الماضي، بين مجموعات مسلحة تنتمي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، ومجموعات أخرى تنتمي لحكومة الإنقاذ المدعومة من مدينة مصراتة وجماعات إسلامية، على رأسها «الجماعة الليبية المقاتلة»، التي تتهمها جهات عديدة بالتشدد والإرهاب، والتعامل مع جماعة «أنصار الشريعة» المحظورة دولياً.

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» بليبيا ، في بيان مطول نشرته عبر شبكة الإنترنت مساء أمس الأول، «حلّ الجماعة بشكل رسمي»، داعيةً من وصفتهم بـ«ثوار بنغازي» و«ثوار ليبيا» إلى توحيد صفوفهم والاجتماع لتحكيم شرع الله، والثبات على رفض هيمنة من نعتتهم بوكلاء الغرب.وتوعّدت الجماعة من وصفتهم بـ «أعداء الأمة والمتربصين بها»، بأن الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة، وأن الحرب قد تستنزف جيل التضحية كي تحيي ما أسمته بـ «جيل التمكين».

ومن المعلوم أن تنظيم أنصار الشريعة مصنف دولياً كتنظيم إرهابي، وتتهمه أمريكا بالوقوف وراء اغتيال سفيرها الأسبق لدى ليبيا، «كريستوفر ستيفنز» بمدينة بنغازي في سبتمبر 2012.

وبعد القرار الدولي الذي اعتبر الجماعة منظمة إرهابية، أعلن بعض أعضائها مبايعتهم لأبي بكر البغدادي، والتحاقهم بتنظيم «داعش»، فيما يقول أنصار عملية «الكرامة» التابعة لحفتر، إن جزءًا كبيراً من الجماعة التحقوا بمجلس شورى ثوار بنغازي، وسرايا الدفاع عن بنغازي، التي يقيم أغلب التابعين لها في مدينة «الجفرة»، جنوب ليبيا. وفي سياق متصل، قامت القوات الجوية التابعة للجيش الليبي بقيادة «خليفة حفتر»، مساء أمس الأول، بقصف مكثّف لمواقع عديدة من مدينة «الجفرة»، وتحديداً منطقة «هون»، فيما شُوهِدت انفجارات متتالية لذخائر وصواريخ، مع ألسنة لهب وحرائق متصاعدة من المواقع التي تم قصفها.

يأتي هذا القصف ضمن سلسلة من الغارات الجوية التي تقوم بها القوات المسلحة الليبية بقيادة حفتر، منذ أيام، رداُ على قيام سرايا الدفاع عن بنغازي المتحصنة بالجفرة، مع القوة الثالثة التابعة لمصراته، قبل ذلك، بالهجوم على معسكر «براك الشاطئ»، جنوب ليبيا، وارتكاب مجازر ضد مدنيين، وعسكريين، قبل أن تقوم بالانسحاب.

هذا الهجوم دفع أيضاً القوات التابعة لخليفة حفتر إلى التقدّم نحو قاعدة «تمنهنت» بالقرب من مدينة «سبها»، يوم الخميس الماضي، والسيطرة عليها، بعد انسحاب القوة الثالثة.