صحافة

الرسالة :الالتحام الشعبي الخيار الأمثل لكسر الحصار

26 مايو 2017
26 مايو 2017

في زاوية أقلام وآراء كتب إبراهيم المدهون مقالا بعنوان: الالتحام الشعبي الخيار الأمثل لكسر الحصار، جاء فيه:

طالما هناك حصار فإن الالتحام والاشتباك الجماهيري مع العدو مسألة وقت، فالانفجار لن يكون إلا نحو الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة، أو حتى عبر البحر في قوارب شعبية للنجاة والفكاك من هذا السجن الخطير، وما صرحه القيادي في حماس أبو مصعب حماد أمر متوقع، فحماس لن تمنع الناس من الالتحام في ظل استمرار الحصار وقطع الكهرباء وإغلاق المعابر وتفشي البطالة والاحتياج للعلاج في الخارج وزيادة الأزمات اليومية، في النهاية سيبحث الناس عن الحياة وعن العيشة الكريمة مهما كلفها من ثمن، وليس مطلوبا من حماس أن تكبح الجمهور الغاضب في حال قرر الانطلاق، فالحصار يأكل من مبرر وقدرة استمرار عمل الضبط الميداني.

إن فكرة الزحف الشعبي الواسع من أقوى الأسلحة الفلسطينية، وعلينا الاستعداد لها جيدا والتحشيد والتفكير بها والتخطيط، وتحتاج لتماسك فكري ونفسي على قلب رجل واحد، وأن يخرج الكبير والصغير المرأة والرجل وفي أكثر من صعيد ونقطة اشتباك، فواقع حصار غزة وآلام الأسرى وتهديدات القدس، وابتلاع الضفة وأزمات القطاع المتراكمة والمتصاعدة لا تسمح أن يبقى الحال على ما هو عليه، وإن بقي كذلك فالاشتباك والالتحام آت لا ريب فيه.

خيارات غزة الواقعية تتمثل في البقاء على ما هو عليه مع اشتداد الحصار يوما بعد يوم وتفاقم الأزمات، تهدئة طويلة الأمد لساحة غزة عبر حديث غير مباشر أو مباشر مع العدو الإسرائيلي، القبول بدولة غزة والتماشي مع المشروع المطروح، الالتحام الجماهيري مع الاحتلال، المواجهة العسكرية الأكبر والأضخم في الصراع. الرئيس أبو عمار من أبرز القيادات التي كانت تدعو للالتحام المباشر مع الاحتلال، وهو من دفع بالشباب في هبة النفق، وكان ينقل طلاب الجامعات ومدارس الثانوية بالباصات لحواجز الاحتكاك والالتحام، وجزء كبير من مسيراتنا الثورية كانت بمشاركات جماهيرية واسعة.

علينا ألا نتوقف عن محاولة زعزعة أمن الاحتلال بطرق جماهيرية عزلاء ترفع شعار واحد، وتتوحد أمام هدف رئيسي، لهذا لن يموت حلم العودة وكسر الحصار وأتوقع أن تستمر مسيرات الالتحام طالما بقي هذا الوضع البائس.

توقعت أن تتوحد الفصائل حول دعوة تحريك الساكن في ظل اشتداد الأزمة، الصمت والسكون يعني الموت البطيء، ولهذا دعوة الفصائل اليوم امتداد لهذا التوجه المتصاعد فالاحتلال هو المسؤول الأول والأخير في ظل تفاقم الأزمات.

ليس غريبا أن تتوحد الفصائل حول دعوة تحريك الساكن في ظل اشتداد الأزمة، الصمت والسكون يعني الموت البطيء، ولهذا دعوة الفصائل اليوم امتداد لهذا التوجه المتصاعد فالاحتلال هو المسؤول الأول والأخير في ظل تفاقم الأزمات.

تجربة الجمعة الماضية في بداية الحراك إيجابية، والمطلوب الاستمرار في رفع الصوت الفلسطيني نحو اشتباكات ممتدة، طالما استمر الظلم والقهر والحصار وتوسعت الأطماع الإسرائيلية، وهذا يحتاج لرص الصفوف وتجميع القطاعات واستنفار الطاقات المستعدة، وأتوقع أن يمتد الحراك لأبعد بكثير مما نتوقع.