روضة الصائم

ورثـة الأنبيـاء

26 مايو 2017
26 مايو 2017

ناصر الندابي -

العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم مصابيح النور في دياجير الظلم، هم ملاذ الأمم حين يغطِّي عليها سحاب الجهل والظلم، بهم تخضّر الأرض، وينبت الثمر، وجودهم دليل على صحوة الأمم وأخذها بكتاب ربها، وفقدهم ثلمة في الدين ونقص في الخير والبركات.

كانت عمان وما زالت ملأى بمثل هؤلاء، ينيرون الدرب للسالكين، ويبصّرون ولاة الأمر بطريق الخير والرشاد، بهم قامت الحضارة، وتأسس المجد والعز، وبالانضواء تحت لوائهم توّحدت البلاد وساد الأمن والأمان، هؤلاء هم العلماء العاملين وبكتاب الله مطبقين، غايتهم هداية الأمم، وهدفهم الأسمى الأخذ بيدها إلى بر الأمان ودار السلام.

إن معرفة العلماء وسيرهم أمر مهم لهذا الجيل وكل جيل، فهم الأسوة والقدوة التي ينبغي أن يسير عليها المجتمع وأبناءه، فحين يتعرف الشباب على علمائهم وقادتهم يزرع في نفوسهم حب البذل والسير على أثرهم والتشّبه بهم، وتبجيلهم من قبل فئات المجتمع دليل على الرقي والتحضر، والإحساس بقيمة العلم.

إننا وفي ثلاثين مقالا خلال هذا الشهر الفضيل سنخرج لكم أيها القراء الأكارم مجموعة من هؤلاء العلماء الذين ما زالوا يعيشون على ظهر هذه الأرض الطيبة، وآخرون انتقلوا إلى الرفيق الأعلى في هذا القرن أو القرن المنصرم، وجدير بنا أن نقول في حقهم جميعا، الأحياء منهم والأموات: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

سنركّز في مقالاتنا هذه على علماء الدين من أهل عمان، العلماء العاملين الذين نسأل الله عزوجل أن يمتّعنا بحياة من بقي منهم وأن يرحم من رحل منهم، وإن تركيزنا على علماء الدين لا يعني أن علماء التخصصات الأخرى ليسوا بمهمين، ولكن لأن هؤلاء يحمون حوزة الدين ويرجعون من ينحرف عن جادة الصواب إلى الصراط المستقيم، فهم ناصحون بألسنتهم وبأفعالهم، وجودهم يطمأن القلم ويزرع في النفس الراحة والطمأنينة ولا غرو في ذلك فهم ورثة الأنبياء. سنحاول في هذه المقالات إعطاء نبذة مختصرة عن كل علم من هؤلاء الأعلام تاركين للقارئ مجالا للبحث والاستزادة لمن رغب في المزيد، فإن كانوا أحياء شجّعنا الناس إلى ارتياد مجالسهم وزيارتهم، وإن كانوا أموات فزيارتهم وصلتهم ستكون عن طريق قراءة كتبهم ومؤلفاتهم والدعاء لهم في ظهر الغيب.

أشدد إلى العلم رحلا فوق راحــلة

وصل إلى العلم في الأفاق أســفارا

واصبر على دلج الأغساق معتسفا

مهامــــــه الأرض أحـــــزانا وأقطـــــارا

حــــــتى تزور رجـــــالا في رحــــــالهـــم

فضــــل فأكــــــرم بأهــــــل العلم زوارا