yesra
yesra
أعمدة

ربما: نــــــوف

24 مايو 2017
24 مايو 2017

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

ككل بنات عصري كنت أحلم باليوم الذي أرتدي له ثوبي الأبيض

أتعطر له بأغلى دهن للعود

تسريحة شعري أرفعها

وخصلات تتدلى على جانبي وجهي

وجهي المتلألئ بنور الفرحة التي تملأ قلبي

قلبي الذي انتظر هذه الفرحة على مدى عشر سنوات متواصلة

كُنت فيها أنقى عاشقةً على الأرض

منحتُ لقلبي ضوءاً أخضر للانتظار مهما كلَّف الأمر

سيما اذا كان انتظاري هو انتظار الحبيب للمُحب

وانتظرت

ومرت السنون

وتحقق حلمي

فارس أحلامي

جاء بحصانه الأبيض العربي الأصيل

تزوّج قلبي

عقد قرانه على مشاعري وكياني

الكل من حولي يطير فرحاً بسعادتي

وحدهم صديقاتي وأخواتي وأمي

وحدهم يدركون حجم السعادة التي تملأ قلبي

قلبي الذي كان يفيض بأدعية لسابع سماء

الذي لم يترك وقت استجابةٍ لدعاء إلا ودعا:

يارب اكتبه لي

يارب اكتبه لي

يارب اكتبه لي

وماعادت يدي من السماء خاليةً أبداً

وكتبه ربي لي وزفوني إليه

في ليلة قمراء جميلة

كنت فيها فعلاً أسعد فتيات الأرض

كيف لا وكلها ساعات وأكون له

كما تمنيتُ ودعوت الله دائما

لن تحبه امرأةً كما أحببتهُ أنا

ولن أمنح رجلاً حباً كما منحتكَ أنت

عشتُ أجمل أيام حياتي

أحمل اسمه الذي منحني بمُنتهى الحُب

وأشكُر النصيب الذي لمْ يُنهِ حكايتي الجميلة بالفشلْ

وتوَّجها بقطعة السُكر التي أعطت لحياتنا طعماً مُختلفاً

ولوَّنته بلون مُميز من ألوان السعادة

نُــــــوف

أنا لا أدري عن أي سعادة كنت أتحدث

أي سعادة كنت أظنني عشتها

لا تخرجي في البكالوريوس من أوائل الدفعة سعادة

ولا حصولي على امتياز الماجستير سعادة

ولا مرتبة الشرف في الدكتوراة سعادة

ولا حتى زفافي بمن أحب كان سعادة

السعادة الحقيقية فعلاً هي

حين زفَّت لي الطبيبة حَملي بــ(نوف)

التي رأيتها في منامي كثيراً

طفلة مُبتسمةً جميلة تأخذ من شبهي الكثير

وجاءت نوف

لأفيق على العالم ذاتَ نهار صباح الثلاثين من يناير

وأجدها في حضني

ليضمها قلبي

الذي احتجتُ وقتها إلى قلوبٍ أخرى تُسانده

ليستوعب حجم العطية التي رزقني بها الله تعالى

من غير حولٍ مني ولا قوة

أمي نوف.. كما أطلق عليها

منذ ولادتها وأنا اشعر بانها أمي وابنتي

حُضنها الصغير، الدافئ، الحنون يعوِّضني عن كثير

أحتاج اليها في ليال كثيرة موحشة

أكثر من حاجتها إلي

حضنها رهيب

جمع الله فيه حنان الكون كله

لم أحتج من الحياة أكثر من شيءٍ يُشعرني بالرضا والأمان

صغيرتي هي الرضا.. هي الحنان.. هي أمان الله فوق هذه الأرض بالنسبة لي

وأنتم تقرأون هذه الكلمات

التي أخط كُل حرفٍ فيها بدمِ قلبي ودمع عيني

وفي هذه الساعة .. وهذا اليوم 25/‏‏5/‏‏2017م

أحضرُ وأبو نوف حفل تخرجُّها الأوَّل في حضانتها الوطنية «منتسوري»

التي لن أنسى فضلها الكبير ودورها العظيم جداً

في تأسيس شخصيتها وتكوينها على النَحو الذي يرتضيني

كأم، أكاديمية، تربوية، وخبيرة تربوية

أكتبُ إليك حبيبتي نوف في تخرجك اليوم

وأنا فخورة بك، بأدائك الأكاديمي، الذي حتى وإن كان صغيراً

فهو في عيني عظيمْ

نُوف

حضن بابا وماما دائماً وأبداً هو لك وحدك فقط

نحنُ أكثر من يتمنى لك حياة أسعد مما تعيشين

وأجمل بكثير مما رسمنا لك

وأنعم مما نتمنى

ثقي بذلك

صغيرتي نوف

خُذي من «بابا» كُل شيء يجعلك أميرة الجميلات وشيخة بنات شُمَّر

خذي قلبي نوفي حبيبتي

خذي سنوات عمري الباقية

عيشي بها سنواتك القادمة

خذي كل شيء مني يجعلك

الأعظم والأرقى والأجمل

خذي كل ما يمكن أن تمنحه أم لابنتها

لقطعة من أحشائها

حملتها وهناً على وهن، مع ذلك تحملت كُل شيء

لأجل أن تأتين إلى الدُنيا وتكونين الاستثمار الأمثل

الذي لن يخذلني أبدا

كما فعلَ الآخرون

‏مُبارك تخرّجك يا قلب ماما

سائلة الله كُل حين:

يارب أمدَّ في أعمارنا لحضور تخرجك الجامعي

وحفل زفافك

وزفاف أبنائك وأبناء أبنائك

وكُل أيامك الجميلة القادمة

آمين.

- إليه حيثما كان:

الحياة بشَّرتني بك

لم يخذلني الله أبداً

جئتني من قبلْ

وستظل أنت – كما وعدت –

الأب والأخ والابن والزوج والحبيب

نوَّرت دارك

ياغلاي و ياحنيني

يا بعد من سافر ويا بعد من عادْ.