1020799
1020799
العرب والعالم

قتلى وجرحى جراء تفجيرين في حمص ودمشق و«داعش» يعلن مسؤوليته

23 مايو 2017
23 مايو 2017

مقتل 355 بينهم 225 مدنيا بغارات التحالف الدولي خلال شهر في سوريا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات :-

قتل خمسة مدنيين بينهم طفلتان أمس جراء تفجير سيارتين مفخختين إحداهما في مدينة حمص في وسط سوريا والثانية جنوب دمشق، وفق حصيلة أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية، في عمليتين متزامنتين تبناهما تنظيم (داعش).

وذكرت وكالة «سانا» أن «إرهابيين اثنين فجرا سيارة مفخخة نوع بيك أب أمام محطة الكهرباء» في حي الزهراء في مدينة حمص، ما تسبب «بارتقاء أربعة شهداء وإصابة ثلاثين شخصا بجروح». ونقلت عن مصدر طبي أن طفلتين ومهندسا وامرأة «قضوا في التفجير الإرهابي».

وبحسب الوكالة، أقدم الانتحاريان على تفجير نفسيهما داخل السيارة المفخخة بعد اشتباه دورية أمنية بهما وأقدام عناصرها على «إطلاق النار على السيارة قبل وصولها إلى محيط المشفى الأهلي والساحة الرئيسية في حي الزهراء، حيث تتجمع أعداد كبيرة من المواطنين».

وأظهرت صور بثها التلفزيون السوري دمارًا كبيرًا في إحدى الساحات حيث تناثرت قطع كبيرة من الحجارة والشظايا في الشارع . كما ظهر هيكل سيارة متفحمة يرجح انه للسيارة المفخخة.

ويأتي هذا التفجير بعد يومين من سيطرة الجيش السوري على كامل مدينة حمص بعد إجلاء مقاتلي المعارضة من الوعر، آخر حي كانوا يسيطرون عليه في المدينة التي عرفت في بداية النزاع بـ«عاصمة الثورة» نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها قبل ست سنوات.

وقال محافظ المدينة طلال برازي في تصريح للتلفزيون السوري الرسمي عقب التفجير: إن «الانتصارات الميدانية والمصالحات لا بد أن تُستهدف من هؤلاء الإرهابيين لتعكير صفوها، معتبرًا أن التفجير «محاولة يائسة للنيل من الاستقرار».

وتعرض حي الزهراء الذي يقطنه سكان يتحدر معظمهم من الطائفة العلوية لتفجيرات عدة أسفرت عن مقتل العشرات في الأشهر الماضية.

وفي العاصمة، دمرت القوات الحكومية أمس سيارة مفخخة كانت على الطريق المؤدي الى بلدة (السيدة زينب) جنوب دمشق، وفق ما أوردت وكالة سانا.

ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن «الجهات المختصة دمرت صباح اليوم (أمس) سيارة مفخخة بداخلها إرهابيان انتحاريان قبل وصولها إلى إحدى نقاط التفتيش قرب مفرق المستقبل المؤدي إلى بلدة السيدة زينب». وأكد المصدر «مقتل الإرهابيين.. واستشهاد مدني وإصابة آخر صادف مرورهما في المكان».

وأشار مصدر في قوات الدفاع الوطني الموالية لقوات الحكومة إلى «انقطاع الطريق المؤدي إلى السيدة زينب موقتا» بسبب التفجير.

وفي وقت لاحق، تبنى تنظيم (داعش) تنفيذ التفجيرات.

وسقط أكبر عدد من القتلى المدنيين خلال شهر في سوريا بنيران التحالف الدولي المدعوم من واشنطن منذ بدء التحالف ضرباته الجوية في سبتمبر 2014، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وذكر المرصد انه وثق خلال الشهر الممتد من 23 أبريل الفائت حتى 23 مايو، مقتل 355 شخصًا هم 225 مدنيًا بينهم 44 طفلًا و36 امرأة «في أعلى حصيلة بين المدنيين جراء غارات التحالف الدولي وضرباته الصاروخية منذ بدء ضرباته في سبتمبر 2014».

وقتل خلال هذه الضربات أيضا، بحسب المرصد، «122 عنصرا من تنظيم (داعش) و8 عناصر من المسلحين الموالين للقوات الحكومية معظمهم من جنسيات غير سورية». وكان المرصد وثق في أعلى حصيلة سابقة مقتل 220 مدنيًا بضربات للتحالف في الفترة الممتدة بين 23 فبراير و23 مارس من العام الحالي.

وبذلك، يكون عدد القتلى الذين سقطوا «جراء غارات التحالف الدولي وضرباته الصاروخية » منذ بدء حملته في سوريا قد «ارتفع إلى 7986 شخصًا بينهم 1481 مدنيًا سوريا، بحسب المرصد.

إلى ذلك، أفاد مصدر عسكري لـ(عمان) أن الجيش السوري وحلفاؤه نفذوا هجوًما واسعًا ضد مسلحي داعش في المنطقة الممتدة من القلمون الشرقي في ريف دمشق حتى جنوب مدينة تدمر في ريف حمص الجنوبي الشرقي ويسيطرون على مسافة 1000 كم مربع تضم عددًا من القرى وسلسلة تلال حاكمة في المنطقة أثر اشتباكات أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف مسلحي التنظيم. وقد تم أسر أحد مسلحي التنظيم وسط حركة فرار واسعة على مختلف محاور القتال جراء المعنويات المنهارة لدى مسلحي التنظيم. هذا ولا تزال العملية مستمرة، وواصلت وحدات من الجيش عملياتها القتالية في مطاردة «تنظيم داعش» جنوب وشرق القريتين بريف حمص الشرقي وتحكم سيطرتها على كل من: جبل محسة - صوانات المحسة - سد القريتين - جبل الخنزير - تلول الخضاريات - تلول الأعمدة - تلة أم طويقية- سحابات المشتل - تلة الاتصالات ومحطة القطار وتقضي على العشرات من مسلحين التنظيم وتدمر أسلحتهم وعتادهم. ورمايات مدفعية وصاروخية مكثفه على مواقع تنظيم داعش في منطقة الصوانة ومحيطها جنوب تدمر.

فيما تواصل التنظيمات المسلحة استهداف أحياء ديرالزور (القصور والجورة وهرابش) بعدد من القذائف مما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة 24 شخصًا بجروح.

وقامت طائرات «التحالف الدولي» بإلقاء منشورات على مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، دعت من خلالها المدنيين للابتعاد عن مقرات تنظيم داعش في المدينة وريفها حسب مصدر من الأهالي هناك.

من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من استحالة حل القضية السورية عبر مقاربات تقسم سوريا طائفيا بدلا من توحيدها. وجاء تصريح لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع نظيره الكرواتي، ردًا على سؤال حول نتائج القمة الأمريكية العربية الإسلامية في الرياض والمساعي لعزل إيران على الساحة الدولية. وتابع الوزير قائلًا: أعيد إلى أذهانكم، أن المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تشكلت قبل سنتين، تعتمد على مبدأ إشراك الجميع، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن روسيا وتركيا وإيران قدمت مبادرة بشأن تنظيم حوار سوري - سوري مباشر بين الحكومة والمعارضة المسلحة (في أستانا)». وأكد لافروف على الطابع الشامل الذي اكتسبته عملية أستانا، معيدا إلى الأذهان أن تركيا في ثلاثية الدول الضامنة لاتفاقات أستانا، تمثل مواقف عدد من دول الخليج، بما فيها السعودية وقطر. وأوضح أن وزراء هذه الدول أكدوا خلال زيارتهم لموسكو أن تركيا تمثل مقارباتهم في منصة أستانا.

من جهته، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في تقرير له أمام مجلس الأمن الدولي بشأن نتائج مفاوضات جنيف-6، عن تقلص ملموس في الهجمات المتبادلة بين الحكومة والمعارضة. وقال دي ميستورا، متحدثا لأعضاء المجلس عبر جسر فيديو: «إن العملية التفاوضية تواجه حاليا كمية أقل من العوائق المتمثلة بالتحركات السياسية والانسحابات المحتملة (من المفاوضات) والمعارضات المتعلقة بالمسائل الإجرائية والهجمات المتبادلة والاتهامات بعدم شرعية الطرف الآخر». وأضاف دي ميستورا مشددًا: «هذا ما كنا نصر عليه بحزم وحققناه في النهاية». وأشار المبعوث الأممي إلى أن الجولة الـ6 من المفاوضات، شهدت مشاركة جميع الأطراف التي تمت دعوتها، مؤكدًا أنه يخطط لعقد الجولة الجديدة للعملية التفاوضية في يونيو القادم. كما تحدث دي ميستورا لأعضاء مجلس الأمن عن الاجتماعات المنعقدة الأسبوع الماضي في إطار مفاوضات جنيف على مستوى الخبراء، وشملت، بالدرجة الأولى، القضايا المرتبطة بالإصلاح الدستوري في سوريا.

وأكد دي ميستورا أن الحكومة السورية تمكنت من تحقيق تقدم كبير في القتال ضد تنظيم «داعش» ، إلا أنه لفت إلى أن قوات التنظيم لا تزال تشكل خطرا جديا.

وتطرق دي ميستورا إلى الهجوم، الذي شنه المسلحون على بلدية السلمية في الأسبوع الماضي، وكذلك الحصار المستمرة لدير الزور من قبلهم، حيث أكد أن «مثل هذه الحوادث تشير إلى أن داعش، بغض النظر عن أنه خسر بعض الأراضي خلال الشهر الجاري، لا يزال قادرًا على إلحاق أضرار ضخمة».