العرب والعالم

برلين: تصرف تركيا تجاه زيارة برلمانيين ألمان «غير مقبول»

16 مايو 2017
16 مايو 2017

يلدريم يدعو ألمانيا إلى الاختيار بين أنقرة والانقلابيين -

برلين - إسطنبول - (د ب أ-أ ف ب): اتهم فولكر كاودر زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تركيا بإتباع سلوك غير مقبول بصفتها شريكا بحلف شمال الأطلسي «ناتو».

وقال كاودر أمس بالعاصمة برلين إنه ليس مقبولا أن ترفض دولة عضو بحلف الأطلسي زيارة نواب بالبرلمان الألماني «بوندستاج» لجنود ألمان متمركزين بها في إطار مهمة دولية.

يذكر أن أنقرة رفضت زيارة وفد من لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني كان مخططا لها أمس لجنود الجيش الألماني المتمركزين في قاعدة «إنجرليك» الجوية بتركيا التابعة لحلف الأطلسي.

وجاء ذلك على خلفية منح الحكومة الاتحادية حق اللجوء لجنود أتراك سابقين تعتبرهم الحكومة التركية متورطين في محاولة الانقلاب التي شهدتها أنقرة في شهر يوليو الماضي.

وقال كاودر: «إنني أرفض تماما انتقاد تركيا لإجراءات اللجوء الخاصة بنا»، مؤكدًا أنه يتم تقديم طلبات اللجوء والبت بشأنها في إطار إجراء قانوني، وأكد أيضا أن توجيه أية اتهامات لها يعد غير مبرر.

وأشار إلى أن الحكومة الاتحادية ببلاده سوف تناقش في لجان حلف الأطلسي حظر زيارة النواب وكذلك البحث عن موقع بديل لقاعدة «إنجرليك».

وتتوجه ميركل في 25 مايو الجاري إلى بروكسل لحضور قمة حلف الأطلسي هناك.

وتهدد الحكومة الاتحادية للمرة الأولى حاليا بشكل علني بسحب طائرات الاستطلاع الألمانية « تورنادو» التي تشارك في مكافحة تنظيم (داعش) من قاعدة «إنجرليك» بتركيا.

وذكرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول الأردن كموقع بديل لذلك.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني يشارك في المهمة الدولية لمكافحة تنظيم داعش في سورية والعراق بست طائرات استطلاع من طراز «تورنادو» وطائرة تزويد بالوقود انطلاقا من قاعدة «إنجرليك». ويوجد بالقاعدة نحو 260 جنديا ألمانيا.

وكانت تركيا رفضت العام الماضي زيارة نواب من البرلمان الألماني للجنود في قاعدة إنجرليك، وذلك في أعقاب تصويت البرلمان الألماني لصالح قرار يصنف الجرائم التي ارتكبت في حق الأرمن إبان الدولة العثمانية على أنها «إبادة جماعية». وسمحت تركيا بعد ذلك للنواب بالزيارة.

في المقابل دعا رئيس وزراء تركيا بن علي يلديريم أمس ألمانيا إلى أن تختار بين صداقتها مع أنقرة أو الانقلابيين المزعومين بعد منح برلين اللجوء السياسي إلى بعض العسكريين الأتراك المتهمين بأنهم على صلة بالانقلاب الفاشل صيف 2016.

وقال يلديريم في خطاب بثه التلفزيون «على ألمانيا أن تقرر بشأن أمر واحد: إذا أرادت تحسين علاقاتها مع تركيا .. فعليها إذن أن تلتفت نحو الجمهورية التركية» وليس مؤيدي الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب.

ومن دون أن يتطرق مباشرة إلى قاعدة أنجرليك، اتهم يلديريم برلين أمس بأنها تسببت في «تدهور جديد للعلاقات» من خلال منح «عسكريين فروا إلى الخارج» حق اللجوء بعد الانقلاب الفاشل في يوليو.

وقدم مئات من الديبلوماسيين والعسكريين وعائلاتهم طلبات لجوء في ألمانيا منذ الانقلاب الذي عزته أنقرة إلى حركة غولن.