1012869
1012869
العرب والعالم

إعلان صنعاء «مدينة منكوبة» بسبب تفشّي الكوليرا

15 مايو 2017
15 مايو 2017

مطالبات بمساعدات دولية لتجنب وقوع «كارثة» -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - (ا ف ب):-

أعلن أمين عام المجلس المحلّي بأمانة العاصمة «صنعاء» أمين محمد جمعان، صنعاء عاصمة منكوبة في إطار حالة طوارئ صحية مؤقتة، بسبب تفشّي مرض الكوليرا.

وقال أمين جمعان في نداء استغاثة ومناشدة عاجلة للعالم أمس «نعلن صنعاء مدينة الأزل التاريخي والمهد الوجودي للإنسان الأوّل كعاصمة منكوبة في إطار حالة طوارئ صحية مؤقتة، مراعين حجم الكثافة السكانية التي تحتضنها العاصمة صنعاء بما في ذلك التوافد اليومي المتزايد للنازحين».

وأضاف «نحن نكابد أوجاع الموت الآتي جرّاء انتشار فجائي وبائي يحصد أروح المواطنين من الأطفال والشيوخ والنساء، يطال ويهدّد حياة كل اليمنيين في ظل استمرار الحرب، وتفاقم تداعيات الحصار البرّي والبحري والجوي المفروض على وطننا».

وأضاف في نداء الاستغاثة الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله»، «نتوجّه بهذا النداء الإنساني لكل القوى الوطنية الخيّرة، ولكل يمني ويمنية، لتتوحّد غاياتنا من أجل مصلحة وطنية واحدة لكبح جماح الموت ووقف هذا العدوان الوبائي المهدّد لصحة المجتمع ولحياتنا أجمع جرّاء الكوليرا كوباء قاتل يمضي وينتشر لا يعتبر ولا يتوقّف ولا ينحسر باختلاف سياسي أو حرب عسكرية، ذلك ما لم تحتشد جهودنا للقضاء عليه والحدّ من انتشاره كهمّ مشترك وقضية وطنية أولى».

وطالب جمعان في نداء الاستغاثة العاجل، كافة المنظّمات الإنسانية، بسرعة إسناد الجهد المحلّي والوطني والعمل الفوري والعاجل لتلبية الاحتياجات الصحية الوقائية والعلاجية لمنع انتشار هذا الوباء القاتل وتطويق مسبّباته وتوفير الأمصال الدوائية المناسبة لإنقاذ أرواح المصابين، ووضع التدابير الاحترازية في إطار خطة طوارئ واستجابة إنسانية عاجلة لمنع الكارثة الإنسانية التي توشك أن تحصد حياة المئات والآلاف والملايين في حال لم يتم إجراء التعاملات الصحية والعلاجية المناسبة.

وأكد أن السلطات المحلية للعاصمة صنعاء ستتّخذ كل ما يمكن من تسهيلات وتعاون وإسناد لكل جهد إنساني خيّر، وتذليل الصعوبات والعوائق لإنجاح مهام وبرامج الاستجابة الإنسانية التي تنفّذها المنظّمات الدولية المعنية.

كما أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان «في حكومة الإنقاذ الوطني» حالة الطوارئ الصحية في العاصمة صنعاء «كونها أصبحت منكوبة صحياً وبيئياً، وانتشار الكوليرا الذي أصبح يحصد أرواح المواطنين».

وأوضحت وزارة الصحة في بيان أن هذا الإعلان جاء نظراً لما تعرّضت له أمانة العاصمة من جائحة صحية واسعة وشديدة بانتشار وباء الكوليرا في كل مديرياتها. وأكد البيان أن أعداد الإصابات تتجاوز المعدّلات الطبيعية وتفوق قدرة النظام الصحي فيها والذي أصبح عاجزاً عن احتواء هذه الكارثة الصحية غير المسبوقة، حيث تجاوز عدد الإصابات 2567 حالة خلال الأسبوعين الماضيين، مشيراً إلى أن الوزارة حذّرت مطلع مايو من كارثة صحية نتيجة هذا الوباء.

ووجّهت وزارة الصحة نداء استغاثة عاجل إلى كل المنظّمات الدولية والمحلية وكل الجهات المعنية لتدارك الوضع المتفاقم والذي بات يهدّد بكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة.

ودعت كافة المنظّمات والجهات المعنية إلى تحمّل مسؤوليتها الإنسانية والصحية لإيقاف التدهور الصحي الذي بات يهدّد حياة سكان العاصمة ومختلف المحافظات.

وحذرت الأمم المتحدة امس من أن أعداد المصابين بالكوليرا ستشهد تزايدا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة وان انتشار المرض سيتواصل ليبلغ مناطق جديدة في ظل انهيار النظام الصحي بسبب النزاع.

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي مكغولدريك في مؤتمر صحفي إن «هذه الأعداد ستتزايد في الأسابيع والأشهر المقبلة»، مشيرا الى أن 50 منطقة إضافية في محافظات اليمن مهددة بالكوليرا.

وأدى النزاع إلى تدهور كبير في أمن اليمن الغذائي حيث أصبح نحو 19 مليون شخص من بين 27 مليونا بحاجة الى مساعدة غذائية عاجلة، بينهم سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة. كما أدى النزاع الى إلحاق الضرر وتدمير المنشآت الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب المرضى. وساهمت أزمة نفايات في العاصمة تسبب بها إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام للمطالبة بالحصول على أجورهم، في تفشي الكوليرا. وارتفعت أكوام القمامة في شوارع العاصمة حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن تعفن النفايات.

وقال الطبيب نبيل النجار نائب مدير مستشفى السبعين في العاصمة لوكالة فرانس برس «أتتنا أعداد هائلة من الكبار والأطفال... في أقل يوم نستقبل بين 100 و200 حالة»، مضيفا انه نتيجة كثرة الأعداد «اضطررنا الى أن نضع اربع حالات في السرير الواحد، ووضعنا آخرين تحت الأشجار، وتم نصب خيم».

وتحدث النجار عن نقص في الأدوية «وفي الكادر الطبي من أطباء وتمريض»، مشيرا الى أن «الكادر الأجنبي هرب... والكادر الجنوبي (من المناطق الجنوبية لليمن) هرب، وأيضا الرواتب لم تسلم والمستحقات لم تسلم منذ عدة اشهر بالنسبة للموظفين»، وتابع إن أمطارا تساقطت في الأيام الأخيرة ورافقتها موجة من البرد «فاقمت الوضع السيئ».

ويتسبب وباء الكوليرا الشديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه او الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته.

وأوقع النزاع اليمني أكثر من ثمانية آلاف قتيل وأكثر من 44500 جريح، وفق الأمم المتحدة، منذ تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية.