1012857
1012857
العرب والعالم

مقتل 23 مدنياً في غارات للتحالف الدولي على مدينة «البوكمال» السورية

15 مايو 2017
15 مايو 2017

«محادثات جنيف 6» تنطلق اليوم بحضور كافة الأطراف -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قتل 23 مدنياً على الأقل امس جراء غارات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكية على مدينة البوكمال التي يسيطر عليها المتشددون في شرق سوريا على الحدود مع العراق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «قتل 23 مدنياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات للتحالف الدولي استهدفت فجراً مدينة البوكمال» في محافظة دير الزور.

ومن بين القتلى وفق المرصد 15 نازحاً على الأقل من مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور والرقة وكذلك في العراق المجاور.

واستهدفت الغارات وفق عبد الرحمن منطقة سكنية في المدينة عند الثالثة فجراً، أثناء نوم السكان، ما يفسر حصيلة القتلى المرتفعة.

وأفاد المرصد بأن «تنظيم داعش حول شققا سكنية في المنطقة المستهدفة إلى مقار له».

وتأتي حصيلة القتلى في البوكمال امس غداة مقتل 12 امرأة على الأقل بغارات للتحالف أيضا على قرية تحت سيطرة المتشددين في ريف الرقة الشرقي في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد امس.

وبحسب المرصد، فإن التحالف استهدف بعد ظهر أمس الأول سيارات كانت تقل نساء يعملن في الزراعة أثناء عودتهن من الحقول الزراعية.

ويسيطر تنظيم داعش منذ العام 2014 على محافظة دير الزور النفطية بشكل شبه كامل، وعلى محافظة الرقة، معقله في سوريا، حيث يتعرض منذ نوفمبر لهجوم تقوده قوات سوريا الديموقراطية التي تمكنت من التقدم على جبهات عدة. من جهة أخرى، قالت مصادر معارضة إن الجيش السوري نقل قوات إلى منطقة صحراوية قرب حدوده مع العراق والأردن في وقت تستعد فيه المعارضة المدعومة من واشنطن للسيطرة على منطقة انسحب منها داعش. ونقلت رويترز عن مصادر في المعارضة السورية المسلحة، أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديها أظهرت تحرك مئات من الجنود السوريين والقوى الرديفة بدبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في منطقة صحراوية قليلة السكان.

ويقول مسلحو المعارضة إن الجيش وحلفاءه سيطروا على تلك البلدة النائية الواقعة قرب الطريق الاستراتيجي الرئيسي بين دمشق وبغداد الأسبوع الماضي، سعيا للحيلولة دون سقوط المناطق التي انسحب منها «داعش» في يد «الجيش السوري الحر» المدعوم من الغرب. ونقلت رويترز عن عصام الريس المتحدث باسم ما يسمى بالجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، أنهم أرسلوا تعزيزات ضخمة من المدفعية والدبابات والمركبات المدرعة.

وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوضع بمناطق تخفيف التوتر بسوريا مستقر، حيث لم تسجل لجنة المراقبة الروسية التركية المشتركة سوى 9 انتهاكات لوقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الماضية. وأوضحت الوزارة في بيان، أن الجانب الروسي في اللجنة رصد 6 حالات لإطلاق النار في محافظات دمشق (2)، ودرعا (2) وحماة (2)، في حين سجل الجانب التركي 3 حالات مماثلة في محافظة حمص، مشيرا إلى أن معظم حوادث إطلاق نار عشوائية من الأسلحة الخفيفة وتم رصدها في مناطق يسيطر عليها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيان.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو لا ترى ضرورة لتزويد الأكراد في سوريا بالسلاح لكنها ستواصل اتصالاتها معهم، وأضاف بوتين خلال مؤتمر صحفي في بكين «على عكس دول أخرى لا نعلن عن أي شحنات أسلحة للكيانات الكردية»، وتابع «لا نعتقد أننا بحاجة لبدء هذا». واعتبر بوتين أن مشاركة الأكراد في المعركة ضد تنظيم (داعش) تعني أنه من المنطقي مواصلة الاتصالات معهم «حتى لو لمجرد تجنب وقوع اشتباكات (بطريق الخطأ)»، كما أعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن تكون مناطق تخفيف التوتر في سوريا خطوة لتقوية اتفاق وقف الأعمال القتالية. سياسيا، تنطلق اليوم جولة جديدة من مفاوضات السلام حول سوريا في جنيف، تطغى عليها الى حد كبير محادثات استانا، بالإضافة إلى إخفاق جديد للفصائل المعارضة بعد إجلاء مقاتليها من ثلاثة أحياء في دمشق.

بعد ست سنوات من الحرب المدمرة التي تسببت بمقتل أكثر من 320 ألف شخص، تُبذل الجهود السياسية لتسوية النزاع السوري حالياً في سياق مسارين. انطلق الأول في عام 2014 في جنيف حيث تستضيف الأمم المتحدة جولات مفاوضات غير مباشرة بين طرفي النزاع. وتشهد أستانا منذ يناير جولات محادثات موازية برعاية روسيا وإيران وتركيا.

ويرى محللون أن الأمم المتحدة تبدو وكأنها في سباق مع محادثات أستانا التي تشهد زخما أكبر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة في الرابع من الشهر الحالي تقضي بإنشاء أربع مناطق «تخفيف التصعيد» في الجبهات الأكثر عنفا في سوريا. وقد وضع الاتفاق موضع التطبيق.

ومنذ بدء سريان الاتفاق قبل أسبوع، تراجعت وتيرة القتال في مناطق عدة. ولكن في دمشق التي لا يشملها الاتفاق، تمكنت الحكومة السورية من تنفيذ اتفاقات إخلاء ثلاثة أحياء كانت تحت سيطرة المعارضة، لتقترب بذلك من السيطرة شبه الكاملة على العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في مؤسسة «سانتشوري فوندايشن» أرون لوند لوكالة فرانس برس إن لمفاوضات جنيف «قيمة رمزية»، «لكنها لا تمضي قدماً بأي شكل من الأشكال»، ويتابع «في الممارسة، همّش مسار أستانا إلى حد كبير مسار جنيف، على الأقل في الوقت الراهن». وكما جرت العادة، يرأس مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشار الجعفري الوفد الحكومي، فيما يرأس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، الطبيب نصر الحريري، ويتولى الحقوقي محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين. ويتمسك وفد المعارضة بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي ترفضه دمشق بالمطلق وتعتبره غير قابل للنقاش أصلاً.

ويرى لوند أن «مسار جنيف يدور حول مطلب بلا أفق يتمثل في التفاوض حول العملية الانتقالية»، ويوضح أن «الانعكاس الرئيسي لربط تحقيق السلام بالانتقال السياسي هو تهميش دور الأمم المتحدة في جنيف، مقابل تحويل الانتباه الى أستانا». ويرى لوند أن «مسار أستانا لا يحمل المضمون نفسه (الذي يناقش جنيف) وتتم إدارته بشكل أكبر وفق شروط روسيا. وهذا يعني انه اكثر انسجاماً مع الوقائع على أرض المعركة».