1012295
1012295
المنوعات

«الثقافة العربية وفلسفة العصر» محاضرة لسليم دولة بالنادي الثقافي.. اليوم

15 مايو 2017
15 مايو 2017

«العمانية»: ينظم النادي الثقافي اليوم محاضرة بعنوان «الثقافة العربية وفلسفة العصر» للمفكر التونسي سليم دولة ويديرها خميس بن راشد العدوي بمقر النادي بالقرم.

تركز محاضرة المفكر سليم دولة على الثقافة العربية «العامية والعالمية» التي يفترض أن تكون لديها الشّجاعة الفلسفية لتنظر إلى نفسها في مرآة ماضيها وعصرها دون تجريح ولا تقبيح ودون مفاخرة ولا مفاضلة؛ إذ يرى دولة وهو المشتغل على الفلسفة العربية الحديثة، أن الثقافة العربية المعاصرة في حاجة إلى تفعيل حاذق ومَرن في إطار مرجعية عاطفية وجمالية بعيدا عما يمكن تسميته «نظام الوسائل والغايات».

كما يرى أن الثقافة العربية المعاصرة في حاجة إلى فلسفة جديدة تتأسس على الاحترام والاحتراميّة المطلقة للإنسان بالاقتصاد في العُنف ضد الذكاء والانتماء والعاطفة، والذي لا يمكن أن يقوم إلا على تربية عاطفية على الحب والعدل والحرية باعتبارها مُعلّقة يمكن للأجيال أن تتربى عليها وتتمدرس، فتكون هذه التربية على الحب والعدل والحرية المتراس والحصن الحصين الذي يضمن السلامة الصحية والعاطفية والسياسية لأبناء الوطن والأمة الجامعة.

كما أنه سيركز على وجود ثورة منهجية في التفكير للتفلسف المرح منذ الطفولة برعاية تلك الفلسفات العفوية لدى الأطفال ولكي يكون ذلك، يجب أن يكون لدينا نحن عرب العصر الإصغاء النشيط لفلسفة إنسانية تخصنا نحن، تقوم بالأساس على: تربية أركسترالية على المواطنة الشاملة، بمعنى تربية جامعة لجميع الملكات الذهنية والجسدية والذّوْقية، قادرة على نحت كيان إنسان مُقْتنع عن وعي وإرادة وقَصْد أن تحصيل السعادة الحق بلغة الفارابي لا يمكن أن يكون على حساب الآخر المحلي - الجهوي أو الكوني وإنما معه، لكونه أدْرك فلسفيا حين تدرب على الفكر بنفسه ومنذ الصّغر أن الآخر هو من كان يمكن أن أكون، كان يمْكن أن أكون أنا التّونسي سوريا أو مصريا أو عراقيا أو سودانيا أو جزائريا أو عمانيا أو تركيا أو طاجكستانيا أو كرديا .

وسيتحدث المفكر سليم دولة خلال هذه المحاضرة أيضًا عن الثقافة المعاصرة التي تحيِّن تعاليم الحكمة الكونية كأن نقوم بمحاولة «سَقْرطة» «نسبة إلى سقراط الحكيم الشعبي وجوّاب الساحات العمومية» تلك الفضاءات العمومية المحلية عن طريق النوادي التي يجب أن تتحوّل تدريجيا إلى أغوراهات متنقلة جوالة بما تنظمه من حوارات ثقافية حرة بعيدا عن التصوّر المعالمي أو الغوغائي الدّهمائي للثقافة بالمعنى الأنتروبولوجي الشاسع الواسع للكلمة للمساهمة في تكوين أجيال تتدرب بوعي أن المجتمعات المختلفة تعلم أشياء مختلفة وأن كل الثقافة إنما هي مجموع التدابير والمهارات والتقنيات والإجراءات الاحْتفالية والجنائزية لسياسة اللذات والآلام وتدبير شؤون الجسد والروح، وشؤون الحياة والممات. ويكون حب اللغة الأم ذلك الذي أسماه أهل اليونان الفيلو - لوغوس دونه لا يمكن تدشين قارة الفلسفة ولا ممارسة التفلسف دون تجاهل لسائر اللغات الممكنة.

كما سيتطرق إلى رسالة الحكيم «أبكتاتوس» التي جعلته من أحكم حُكماء حياته حين يمر وطنه وأصدقاؤه وصديقاته بمحنة ما من المحن منتهيا إلى أنه إن لم يكن للفلسفة من وطن فإن للفلاسفة أوطانهم التي من واجبهم الأخلاقي والجمالي الدفاع عنها، لا كما يفعل معظم فلاسفة الزور والبهرج وفق لغة الفارابي الشائقة في ثقافتنا العربية المعاصرة فإما أنهم يموتون حيث يتوجّب الكلام أو يتكلمون حيث يتوجب الصّمت أو يدسون رؤوسهم المفكرة تلك في أعمال هايدجر أو فوكو أو راولز أو حتى في مؤلفات برنار هنري فيلسوف الخراب العربي... دون انتباه كاف لمشروع الفيلسوف المعاصر مثل «ميشال أونفري الذي عمل ويعمل على تعقل ثقافتنا باستحضار تاريخ ثقافته وفق نقد مزدوج قابل للمراجعة النقدية دون تبْخيس أو تقديس. الجدير بالذكر أن سليم الأزهر دولة مفكر تونسي ويعمل أستاذا للفلسفة. التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وهو صاحب فكرة تأسيس رابطة الكتاب الأحرار ومن مؤسسيها.