hamda
hamda
أعمدة

التحفيز ينبع من الداخل

15 مايو 2017
15 مايو 2017

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

لطالما آمنت بأن التحفيز ذاتي، وهو نابع من الداخل، فجاء الدكتور طارق السويدان في محاضرته الرائعة ليؤكد ذلك، ويشدد على الفرق بين التثبيط والتحفيز، ويتخذ التثبيط والذي هو عكس التحفيز أشكالًا عدة كالاستخفاف والاستهزاء واستصغار القدرات، والتقليل من شأن الإنجازات، وكذلك تكبير العثرات، والناس أمام التثبيط صنفان: فالصنف الأول ينهار أمام التثبيط فيما يجد الصنف الآخر في ذلك مجالًا للتحدي وإثبات الذات، بالتالي فإن العوامل الخارجية ليس لها تأثير حقيقي فيما إذا قرر الفرد ألا يسمح للآخر بتثبيطه، من خلال التحكم في ردة فعله تجاه هذه المؤثرات والعوامل الخارجية.

التحفيز وحده لا يكفي إذا كان المرء منا يجهل هدفه أو إمكانية الوصول إليه، لذا يحتاج خاصة الموظف المبتدئ إلى الإرشاد والتوجيه في بداية مسيرته المهنية، لكن هذا التوجيه والإرشاد يتوجب أن يأتي من أهل الخبرة، وإلا زاد ذلك من تعثره وتخبطه، خاصة في ظل غياب الاستراتيجية الواضحة، والخبرة هنا طبعًا ليس المقصود بها الخدمة، فشتان بينهما، ففي حين تكون الخدمة هي عدد السنوات التي قضاها المرء في العمل، فإن الخبرة تعني تراكم المعارف والمهارات، وهنا وجب التنويه أن إنتاجية الموظف مرتبطة إلى حد كبير بالمهارات، وليس بالمعرفة، وقد عرف الدكتور طارق السويدان المهارة، بأنها ما تجيد وتتقن أكثر من أقرانك، كما تعني الخبرة تغيير القناعات التي بها وحدها يمكن تغيير السلوك عند الفرد والذي سيقود في النهاية إلى تغيير الأداء إذ أن الأداء في النهاية ما هو سوى سلوك بالدرجة الأولى.

لكي يعرف المرء حجم خبرته الحقيقية عليه أن يطرح على نفسه الأسئلة التالية: كم كتاب تقرأ في الشهر، وما آخر كتاب قرأته، ومتى صدر؟

كم دورة تدريبية تحضر في العام الواحد في مجالك؟ وقد اقترح الدكتور أن الحد الأدنى من الدورات هي ثلاث سنويًا، اثنان منها في مجال التخصص، والهدف طبعًا من أن تحضر دورة واحدة خارج تخصصك هو أن الأولى ستعطيك العلم والثانية ستمنحك الحكمة، والسؤال الثالث هو كم مجلة تقرأ، إذ من المفترض أن تقرأ مجلة واحدة في التخصص وأخرى خارجه لتوسع مداركك، وما هو آخر مؤتمر حضرته، والجواب المثالي هو ثلاثة على الأقل من أجل الاحتكاك بذوي الخبرة في مجالك واكتساب المعارف، والسؤال الخامس الذي تطرحه على نفسك لقياس مقدار خبرتك الحقيقية أن تسمي عالمين اثنين في مجال تخصصك تقرأ لهم أو تتابع أعمالهم.

والمعرفة والخبرة كلاهما يمكن اكتسابه بالتدريب، الذي يعرفه الدكتور طارق السويدان بأن التجربة والتعلم من خلال الخطأ، لذا فإنه من الضرورة بمكان عدم المعاقبة على الخطأ إلا في حال الإهمال وتكرار ذات الخطأ، من قبل كل من الوالدين والقادة، ولا ترفض بالتالي فكرة إبداعية طرحها أحدهم وإنما طورها، حتى تشجع فريقك على الإبداع.