الإيطالية: التفاعل السياسي ضرورة اجتماعية

كتبت جريدة « الجيورنال» الإيطالية أن الأحزاب المتطرفة باتت عنصرا لا بد منه في الحياة السياسية. إنها الأحزاب التي باتت أيضاً تشكِّل حافزاً ومنبِّها كي تتصرف الأحزاب التقليدية بشكل مغاير لما كانت تتصرف به سابقاً. الأحزاب المتطرفة ستستمر كضرورة سياسية طالما أنها تتيح المقارنة السياسية وطالما أنها تجعل الطروحات السياسية قابلة للمناقشة بشكل أعمق و أدق.

لكن إذا كانت هذه الأحزاب ما تزال غير قادرة على تسلُّم الحكم و ممارسته فهذا لا يعني مطلقاً أن لا فائدة منها أو أنها غير ضرورية، بل على العكس تماماً. إنها الأحزاب التي تدل على اتجاه البوصلة السياسية والاجتماعية لأنَّ لها القدرة على الإشارة السريعة الى ما يقلق. لقد برهنت الأحزاب المتطرفة عبر تاريخها أنها تصل الى الحكم في البلدان التي لا يتَّعِظ فيها المسؤولون الحاكمون، ويفقدون العلاقة مع الواقع المعيش من قِبَلِ مواطنيهم.

إنَّ العملية الاقتراعية التي جرت في فرنسا الأحد الماضي برهنت أنَّ الشعبوية لا تموت، لكنها في حياتها لا تزال غير قادرة على الائتلاف مع القوى السياسية المعتدلة و لا تستطيع لوحدها أن تشكِّل أكثرية برلمانية أو شعبية. السبب في ذلك شديد الوضوح وهو يشبه قطاراً لا تستطيع قاطراته السير بمفردها أوبمعزل عن بعضها البعض لكن الطاقم العامل على متن القطار لا يستطيع و لا يجب إلَّا أن يكون متمكِّناً، قديراً، مؤهَّلاً، محترفاً، كي يجنب القطار أي خروج كارثي عن سكَّته وخطِّ سيره.