الاقتصادية

شواطئ جزيرة مصيرة.. أفضل الوجهات للسلاحف

13 مايو 2017
13 مايو 2017

العمانية: تعد السلاحف من أقدم الحيوانات البحرية في العالم وتزخر السلطنة بخمسة أنواع من أصل سبعة موجودة في العالم أربعة منها تعشش على شواطئ السلطنة تتمثل في السلحفاة «الخضراء» والسلحفاة «الريمانية» والسلحفاة «الشرشاف» والسلحفاة «الزيتونية» أما بالنسبة للسلحفاة «النملة» إنها تجوب شواطئ السلطنة بحثا عن مصدر غذائها فقط.

وتعتبر السلاحف عاملا مهما في التوازن الأحيائي البحري فهي توفر المواد المغذية للشواطئ من خلال الأعشاش والبيض، وتعد صغار السلاحف المحاصرة على الشاطئ كنزا حضاريا للبيئة العمانية ومصدراً لجذب السياح وعشاق البيئة البحرية.

وبدأ الاهتمام على المستوى الوطني بالسلاحف وترقيمها في عام 1977 بجزيرة مصيرة بهدف معرفة انتشار وتوزيع السلاحف في البحر وتحديد خطوط هجرتها وتعشيشها بالإضافة الى التعرف على معدل النمو وعدد مرات التبييض في الموسم الواحد وهناك دوريات مستمرة لمراقبة أماكن تواجد السلاحف وصون شواطئ التعشيش إضافة إلى الحملات التوعوية والتثقيفية عن أهميتها في مختلف محافظات السلطنة.

وفي عام 2013م تم تشكيل لجنة مشروع حماية السلاحف في السلطنة بهدف تعزيز حماية السلاحف البحرية من قبل الجهات المعنية بالسلطنة، أما على المستوى الدولي فقد انضمت السلطنة عام 2006م الى مذكرة التفاهم لحماية السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا وقبل ذلك بدأ تنفيذ الفكرة في عام 2004م لبناء أفضل الأدلة والمعلومات العلمية لحمايتها من الانقراض مع الأخذ في الاعتبار بالخصائص البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للدول الموقعة.

وتعد شواطئ جزيرة مصيرة من أفضل الوجهات للسلاحف حيث تعشش في الجزيرة بداية من رأس حلف وانتهاء بآخر جزء فيها رأس أبو رصاص ويظهر ذلك من خلال خريطة اهم مواقع التعشيش المبينة في وزارة البيئة والشؤون المناخية. ومن السلاحف التي تعشش في جزيرة مصيرة سلحفاة «الريماني» ويبلغ عددها بما يزيد على 30 ألف سلحفاة وتختلف عن غيرها بكبر حجم الرأس بالمقارنة مع حجم رؤوس السلاحف الأخرى وتعيش في مناطق الشعاب المرجانية وتتغذى على الأصداف والمحار وسرطانات البحر وقنفذ البحر وتضع ما يقارب 125 بيضة في المرة الواحدة.

والسلحفاة «الزيتونية» أصغر أنواع السلاحف البحرية وهي أقل أنواع السلاحف تعشيشا في السلطنة حيث إن عددها يقدر بـ 150 إلى 200 سلحفاة تعشش في جزيرة مصيرة وتتميز بقشرتها الظهرية التي تأخذ شكلاً شبه دائري محدباً من الأمام ولونها الزيتوني الرمادي وتتغذى أيضا على الأصداف البحرية والسرطانات الصغيرة وتضع ما يقارب 190 بيضة في المرة الواحدة.

وتعشش السلحفاة الشرشاف (منقار الصقر) بكثافه في محمية جزر الديمانيات الطبيعية حيث قدرت أعدادها في أرخبيل جزر الديمانيات الصغير بحوالي 500 سلحفاة كما تعشش بأعداد اقل في جزيرة مصيرة واهم ما يميزها هو رأسها الصغير ومنقارها الذي يشبه منقار الطيور الجارحة كما أن قشور ظهرها زاهية الألوان الأمر الذي جعلها تستخدم لأغراض مختلفة منها صناعة الحلي من قبل حضارات عديدة، وتتغذى سلحفاة الشرشاف على الكائنات البحرية الإسفنجية وعلى المرجان اللين والصدفيات وأيضا على النباتات البحرية والطحالب وتضع السلحفاة الشرشاف ما يقارب 132 بيضة في المرة الواحدة.

والسلحفاة «الخضراء» التي تعشش بأعداد كبيره في معظم الشواطئ العمانية وتقدر أعدادها بما يزيد على 20 ألف سلحفاة في السنة الواحدة وهذا العدد يعد الأكبر على مستوى منطقة غرب المحيط الهندي وتعد منطقة رأس الجينز بمحمية السلاحف في رأس الحد من بين أهم مواقع تعشيش السلاحف الخضراء على مستوى العالم، وتتغذى السلاحف الخضراء على الأعشاب البحرية حيث تعتمد عليها في غذائها، وتضع السلحفاة الخضراء ما يقارب 132 بيضة في المرة الواحدة.

وأخيرا السلحفاة «النملة» التي لا تعشش في الشواطئ العمانية إلا أنها تتواجد في بحارها من اجل التغذية وعادة ما يعثر عليها في عمان إما ميتة على الشاطئ أو عالقة بشباك صيد وتتميز سلحفاة النملة بكونها أضخم أنواع السلاحف البحرية الموجودة كما أن قشرتها الظهرية تتميز عن بقية السلاحف الأخرى بكونها لينة وليست صلبة و الخطوط التي على ظهرها طويلة وشبه مستقيمة وزعانفها الأمامية والخلفية تتميز بالطول وبالقوة لتتمكن من السباحة لمسافة بعيدة في المحيطات حيث أن أماكن تعشيشها في المناطق الاستوائية وتبعد في العادة عن موطن تغذيتها في المناطق المدارية وتضع السلحفاة النملة ما يقارب 130 بيضة في المرة الواحدة.