1009573
1009573
المنوعات

صادق جواد يتطرق إلى أسس العلاقة بين الإنسان وفكره ومحور سلامته في الحياة

12 مايو 2017
12 مايو 2017

بعد غد.. «الكتاب والأدباء» تقيّم «الذاتية في أدب محمد بن عيد العريمي» -

مسقط - عمان -

1009574

تقيم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس الندوة العلمية الأدبية بعنوان «الذاتية في أدب محمد عيد العريمي» وذلك مساء بعد غد الموافق 15 من مايو الجاري بمقر الجمعية بمرتفعات المطار، وسيشارك في الندوة التي يقدمها الدكتور محمد زروق كل من الدكتورة فاطمة الشيدية بورقة عمل بعنوان «المسكوت عنه في سرديات محمد العريمي» والباحثة شيخة البلوشية بورقة عمل بعنوان «الزمان والمكان في مذاق الصبر»، والدكتور صلاح الدين بوجاه بورقة عمل بعنوان «من سلطة السرد إلى سلطة الجسد»، كما سيشارك الدكتور عمر صديق بورقة عمل بعنوان «صحراء العريمي بين نسغ الوحد وتجليات الإلهام». تأتي هذه الأمسية بعد أن تم تأجيلها نظرا لظروف فنية خارجة عن الإرادة الأسبوع قبل المنصرم.

في الإطار ذاته أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة الفكر الأربعاء الماضي جلسة حوارية مفتوحة مع الباحث والكاتب صادق جواد سليمان بعنوان: «كيف تضمن سلامة فكرك». أدار الجلسة الحوارية أحمد بن علي الحارثي الذي تناول عددا من المحاور حيث علاقة الإنسان المبدع بنتاجه الفكري ومتقضيات الأدب.

وهنا تطرق الباحث صادق جواد إلى عالم الفكر فهو حسب قوله عالم متحرك، وإن بدا أنه راكد فهو إزاء ما نشهد من صخب عالم الحركة، مشيرا إلى تاريخ الفكر الذي هو تاريخ الإنسان منذ أن وعى على نفسه وبدأ يتأمل محيطه الأرضي والكوني في مراحلها المبكرة تلك، الحضارات عامة أودعت تأملاتها في صياغات دينية.

مشيرا بصورة أكثر وضوحا إلى أن الفكر هو ما نشعر به بوجودنا، ونهتدي به إلى وجود ما حولنا، هو ما ننطلق منه في تعاملنا مع كافة أمور الحياة، وما نحاول، استنباطا به، استكشاف خفايا الوجود.  فإن كان فكرا سليما جاء نظرنا وأداؤنا  سليما وفق نسقه، وإن كان فكرا معتلا جاء نظرنا وأداؤنا معتلا على شاكلته.

وأضاف صادق جواد من خلال طرحه تساؤلا مشروعا إنه هل يمكن تشخيص عناصر التفكير السليم، وأجاب جواد: بنظري يمكن: عناصره على ما أرى واضحة، وهي ثلاثة: المعرفة العلمية، المنطق العقلي، الضابط الخلقي ،ومن ترافد هذه العناصر الثلاثة، وتلازمها تكامليا، يتشكل المنهج المعرفي الصائن سلامة التفكير، فالعنصر الأول يراه الباحث المفكر صادق جواد في المنهج المعرفي هو المعرفة العلمية ذاتها، أي الإحاطة بالشيء أو الشأن الذي نتعامل معه إحاطة موضوعية وافية.

ثاني عناصر المنهج المعرفي الصائن سلامة التفكير، هو المنطق العقلي وبالمنطق العقلي نتعامل مع العلاقات بين الأشياء، وأيضا مع العلاقات بين الأمور. ثالث عناصر المنهج المعرفي الصائن سلامة التفكير هو الضابط الخلقي، فالضابط الخلقي كما يراه المفكر الباحث صادق جواد يرشد للغاية والوسيلة معا، وبذلك يدفع الفرد والمجتمع، بترافد، للارتقاء، فمسعى الارتقاء كثيرا ما يتعرض لمزالق الهوى والحمق، الضابط الخلقي يحصن المسعى بتوطيد مبادئ العدل، والمساواة، وكرامة الإنسان، والشورى، تلك المبادئ الأربعة المؤصلة قرآنيا التي منها تتفرع جميع حقوق الإنسان عالميا، وتستمد أو يجب أن تستمد حقوق المواطنة ضمن كل دولة.   ذلك أنه حيثما تُوفّى حقوق المواطنة تُوفّى حقوق الإنسان، والعكس صحيح. ثم ذهب الباحث صادق جواد ليوجد ست أفكار أوجزها تلخص لما يؤدي إليه العمل بالمنهج المعرفي، الفكرة الأولى هي فكرة وحدة الإنسانية، والفكرة الثانية هي فكرة الحرية: الحرية ليس بالمطلق، وإنما بالقدر الذي لا ينال من حرية الآخر، والفكرة الثالثة هي فكرة المساواة بين الناس كافة، ذكورا وإناثا، متساوية، والفكرة الرابعة هي فكرة العدالة، وأن كل تعامل بين الناس يجب أن يكون بميزان العدل، مرجحا بالإحسان، والفكرة الخامسة هي فكرة كرامة الإنسان، أن لا يهان شخص أو يدان في ذاته، إنما يدان جرمه، والفكرة السادسة والأخيرة هي فكرة الشورى الممكنة مؤسسيا من المشاركة العامة في تقرير الأمر العام، بهذه الأفكار المثلى على مر العصور ذكر الأنبياء، وإليها ندب الحكماء، وبها استقامت الحضارات، وبهديها جرى تطور الإنسانية على مسارات النماء المعرفي، والاقتدار العملي، والارتقاء الحضاري.