1008627
1008627
عمان اليوم

منتدى عُمان يختتم بصياغة موجِّهات جديدة للإعلام البيئي ويضع توصيات تتناسب مع أجندة 2030

11 مايو 2017
11 مايو 2017

Untitled-1

بهدف إحداث تغيير سلوكي في مواقف الناس من البيئة وطريقة تعاملهم معها -

كتبت- خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

1008669

استهدف منتدى عمان البيئي أمس صياغة موجِّهات جديدة للإعلام البيئي كجزء من سياسة بيئية عامة، ترفع مستوى الوعي لدى قطاعات المجتمع المختلفة، وتتيح الفرصة أمامهم للمشاركة بفاعلية في تطوير السياسات والتدابير البيئية، وإحداث تغيير سلوكي في مواقف الناس من البيئة وتعاملهم معها، كما أتاح الفرصة للخبراء والمختصين، لتقديم بحوثهم حول آليات صون التنوع الأحيائي في السلطنة، وبيان مدى مساهمة ذلك في تحقيق الاستدامة البيئية مستقبلا، رعى عرض محاور المنتدى أمس معالي محمد بن سالم التوبي، وزير البيئة والشؤون المناخية.

توصيات حيوية متنوعة

وكان منتدى عمان البيئي الأول «الاستدامة في البيئة العمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية» قد خرج بالعديد من التوصيات التي شملت محاور مختلفة وزعت على المجالات التي تم مناقشتها في الندوة ومن هذه التوصيات على صعيد خطط الاستدامة البيئية الدعوة إلى مواصلة عقد هذا المنتدى بصورة سنوية، وتوسيع قاعدة المشاركين والجهات ذات الصلة بالشأن البيئي محليا وإقليميا ودوليا.

ووضع رؤية وطنية شاملة (استراتيجية وطنية) لتنفيذ البرامج الكفيلة بتحقيق التنمية البيئية المستدامة للأجيال القادمة، بما يتكامل مع الأجندة العالمية 2030 ، بالإضافة الى إجراء مسح وطني لكافة الاستراتيجيات والسياسات الوطنية لتحديد مدى تناسقها مع أهداف التنمية المستدامة، وصياغة استراتيجيات التوعية بناء على المناهج العلمية، بغية الوصول الى الأسباب الجذرية لضعف الوعي البيئي، حتى يمكن استهدافها ببرامج التوعية والتثقيف ، وكذا الدعوة إلى إعداد مؤشرات واقعية لرصد وتقييم أداء الحفاظ على البيئة، بما يحقق مراقبة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والدعوة لمجابهة المخاطر البيئية عبر استراتيجيات طويلة المدى لتحقيق الاستدامة المطلوبة، بتكاتف جميع الجهات المعنية، وتضمين جانب الاستدامة في مختلف الخطط التنموية والبرامج والاستراتيجيات، وإدخال الاعتبارات البيئية في مراحل التخطيط بهدف الوصول إلى اتخاذ أفضل القرارات التنموية التي تحقق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية وبأقل التأثيرات السلبية على البيئة، وبناء السياسات والاستراتيجيات الوطنية التي تحقق التنمية المستدامة بناءً على استخلاصات الدراسات البحثية وحث القطاع الخاص على المساهمة بإيجابية في دعم الخطط الحكومية من خلال زيادة مناشط المسؤولية.

وعلى صعيد «تطبيقات مفهوم الاستدامة في مجالات الطاقة وتدوير النفايات وتوليد الوقود الحيوي» صبت التوصيات باتجاه أهمية تشجيع المؤسسات العامة والخاصة على خلق فرص عمل خضراء لائقة للعمانيين، تأخذ بقواعد الاستدامة، وتشجيع تدوير النفايات وتوظيف الاستراتيجيات القائمة في إدارة المخلفات الصلبة والسائلة، عبر مرافق متخصصة بمختلف المحافظات وضمان التخلص الآمن من النفايات وفق أعلى المعايير العالمية والعمل بمبدأ توفير الطاقة من المصادر الطبيعية وفقا لقواعد الاستدامة وكذا تشجيع شركات القطاع الخاص لاستخدام الطاقة المتجددة في المشاريع المختلفة، وأهمية الاستعانة بمتخصصين يتمتعون بالموضوعية في مراكز اتخاذ القرار بالشركات وأهمية العمل بمبادئ الحوكمة البيئية في كل ما يتصل بالأنشطة التنموية.

وفي محور«استراتيجية التوعية والتعليم البيئي» أوصى المنتدى بالتشجيع على تنظيم الرحلات المدرسية والأسرية إلى المحميات الطبيعية لزيادة التوعية بأهمية الحفاظ عليها من خلال التجربة المباشرة على أرض الواقع وعقد الملتقيات التوعوية في المدارس والمجالس العامة بصورة دورية للنهوض بالجانب التوعوي لدى المشاركين ووضع استراتيجية توعوية وتثقيفية للنهوض بإجراءات حماية البيئة ونشر المعارف الخاصة بآليات وسبل الحفاظ على البيئة وحمايتها وتحقيق التنمية المستدامة والدعوة لمواصلة جهود الجهات المعنية لنشر مظلة التوعية البيئية، لاسيما بين العاملين في المصانع وحقول النفط، وكذلك بالقرب من المحميات والشواطئ وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة والتوعية بالعقوبات المنصوص عليها في التشريعات المختلفة، بحق المخالفين ومنتهكي الحياة الفطرية. وكذا النهوض بالمواطنة البيئية عبر زيادة الحس الوطني بأهمية الحفاظ على البيئة وصون الطبيعة من الأضرار العديدة، وتشجيع سبل العيش المستدام.

وعلى صعيد «دور صون التنوع الأحيائي في تحقيق الاستدامة» تم التوصية بدعم إجراءات صون الموارد الوراثية النباتية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الوطني ودعم البحوث العلمية الخاصة بالتنوع الأحيائي وتنسيق الجهود البحثية بين مختلف الجهات.

البيئة في المناهج

وتناول المحور الثالث من المنتدى ورقة عمل بعنوان «التثقيف البيئي.. مطلب مرحلي»، قدمها سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، تطرق خلالها إلى مجالات التنمية المستدامة بالوزارة، والمتمثلة في المناهج الدراسية، من خلال مشروع كتاب «من أجل الوطن» الذي يهدف إلى مشاركة الطلبة في إيجاد حلول عملية لبعض الظواهر والمشكلات التي يلاحظها في البيئة كمشكلة استنزاف المياه العذبة، وتلوث البيئة في الأرض أو البحر أو الجو، ومشاكل المزروعات والحوادث المرورية وغيرها، وتناول قضايا التنمية المستدامة في المناهج الدراسية كقضية التغلب على الفقر والقيم ذات العلاقة بالسلام والتفاهم بين الثقافات وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن، وطرح قضايا الإنتاج والاستهلاك، موضوعات النمو الاقتصادي والتوظيف والمهارات الإدارية والمالية، وأشار الحارثي إلى قيام دائرة البرامج الإرشادية والتوعوية، بالعديد من برامج التوعية والإرشاد التي تحث على التمسك بالقيم والمبادئ التي تدعو للمحافظة على الموروث الوطني وتحقيق المواطنة الصالحة مثل حصص التوجيه والبرامج الإرشادية والمطويات والنشرات، وتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تسعى لغرس القيم والمبادئ للحد من السلوكيات السلبية والتحلي ببعض الصفات والقيم الإيجابية مثل الشراكة المجتمعية للأخصائيين الاجتماعيين وأكاديمية تطوير الذات ومشروع أفتخر بشخصيتي، ووضع خطة تدريبية وإنماء مهني تتضمن مواضيع وأوراق عمل تهدف إلى تدريب المستهدفين على كيفية التعامل مع بعض السلوكيات غير المرغوبة والظواهر السلبية مثل الإساءة بجميع أشكالها والإدمان على المخدرات والتحرش.

مشاريع بيئية

وأشار الحارثي إلى تركيز مناهج التعليم المستمر على تنمية القيم والاتجاهات في نفوس الدارسين لجعلهم قادرين على ممارسة أدوارهم الأسرية والمجتمعية بنجاح وتوظيف المهارات والمعارف في الحياة اليومية من خلال التطبيق العملي وحل المشكلات تماشيا مع مستجدات العصر الحديث، والاستعانة بخريجي شهادة دبلوم التعليم العام للقيام بالتدريس في فصول محو الأمية للتأكيد بأن المشاركة في مجال محو الأمية مسؤولية وطنية تضامنية وتشجيع المبادرات التطوعية الفردية والجماعية، ومشروع «القرية المتعلمة»، وأوضح الحارثي دور دائرة برامج المواطنة والتنمية المستدامة في تنفيذ برامج تدريبية على المستوى المركزي واللامركزي لتحقيق أهداف التربية على المواطنة مثل برنامج «المواطنة وقيم الوظيفة التربوية» وبرنامج «قيم المواطنة في المناهج الدراسية وطرق التدريس» وبرنامج «استراتيجيات تعزيز ثقافة الحوار لدى الطلبة»، وتنفيذ العديد من المشاريع لنشر ثقافة المواطنة لدى جميع شرائح الحقل التربوي والتعريف بمناشط وفعاليات الحقل التربوي مثل مشروع الصفحة الإلكترونية «التربية على المواطنة» المرتبطة بالبوابة التعليمية ومشروع نشرة «التربية على المواطنة»، إضافة إلى تم تنفيذ برنامج «سفير الوطن» والذي يعنى بالطلبة المرشحين لتمثيل السلطنة بالمشاركة في المناسبات والفعاليات والمحافل الإقليمية والدولية والذي يؤكد على أهمية الاعتزاز بالهوية الوطنية والمحافظة عليها في الخارج.

ثراء البيئة العمانية

وتطرق المنتدى أمس إلى جهود وزارة البيئة والشؤون المناخية في نشر الوعي البيئي، قدمته موزة بنت علي المعولية مديرة دائرة التوعية والإعلام بوزارة البيئة والشؤون المناخية، تناولت خلال الورقة، نبذة عن البيئة العمانية وما تتميز بها من تنوع في البيئات الطبيعية كونها تطل على بحر العرب والخليج العربي، وبحر عمان ويبلغ طول سواحلها 3165 كم، وتغطية 15% من مناطقها سلاسل من الجبال، وثرائها الأحيائي، واحتضانها لـ 18 محمية طبيعية، وأشارت إلى ثراء السلطنة بـأكثر من 207 أنواع من التجمعات المرجانية، و461 نوعا من الطيور، وأكثر من 20 نوعا من الحيتان والدلافين، 99 نوعا من الثديات، و104 أنواع من الزواحف، و5 أنواع من السلاحف البحرية، إضافة إلى تميزها بالكثبان الساحلية، والمسطحات الطينية، وغابات أشجار القرم.

وتطرقت المعولية خلال الورقة إلى التحديات البيئية في السلطنة والمتمثلة في استنزاف الموارد الطبيعية، وزحف الصحراء (التصحر)، واستنزاف طبقات المياه الجوفية، والتغيرات المناخية وآثارها السلبية، انقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات، وتلوث البيئة، كما أكدت على دور الوزارة في نشر الوعي وحماية البيئة من خلال مرتكزات العمل التوعوي والإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي، للمساهمة في تعزيز الاتجاهات والميول والقيم الإيجابية وتوضيح السلبيات، وإشراك الجمهور في رقابة وحماية البيئة ووقف تدهورها، ورفع مستوى الوعي بقضايا البيئة المحلية والإقليمية و الدولية.

خطة التوعية

وناقشت الجلسة المصاحبة للمحور الثالث، خطة التوعية والتعليم البيئي والتثقيف البيئي في وزارة التربية والتعليم من خلال دائرة التعليم المستمر من خلال جهود دائرة برامج المواطنة والتنمية المستدامة، شارك في الجلسة النقاشية المكرَّم الدكتور أحمد بن علي المشيخي رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة، والمكرَّم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرُّؤية، إلى جانب مقدّمي أوراق العمل، وأدار الجلسة الإعلامي يوسف بن عبد الكريم الهوتي رئيس قطاع الأخبار في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

تناول الباحث هيثم بن سليمان الرواحي خبير بيئي بوزارة البيئة والشؤون المناخية، خلال المحور الرابع، دراسة سلوكيات الوعل العربي بمحمية السرين الطبيعية، حيث أوضح أن الكثير من الثدييات وأهمها حيوان الوعل العربي، تستخدم الإفرازات الكيميائية، وتبين قيامه بسلوك جرف الجسم في الحفر التي يستخدمها، الأمر الذي دفع فريق الدراسة لافتراض وظيفة هذه الحفر وأهميتها للوعل العربي واختبار صحتها ومن خلال تجارب الاختيار المختلفة تبين أن الوعل العربي يفضل استخدام الحفر المستخدمة مسبقا من وعل آخر مما يوضح أهمية هذه الحفر كوسيلة للتواصل بينها، وقد أوضحت التجربة أن الذكور تتواصل مع الإناث وكذلك مع الذكور الأخرى من خلال جرف الجسم بالحفر بينما لم تتوفر الأدلة على تواصل الإناث مع بعضها بهذه الطريقة، بعد ذلك تم اختبار الاختلاف في تكرار سلوك جرف الجسم بالحفر بين المواسم.

شراكة مجتمعية

وناقش الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الميداني في مجال حفظ البيئة، تكاملية العلاقة بين التوازن الأحيائي والشراكة المجتمعية، حيث أوضح أن السلطنة تزخر بتنوع حيوي فريد بحكم موقعها الاستراتيجي، وأكد على ضرورة تفعيل الجانب البحثي الميداني الذي يسبر أغوار الطبيعة والنزول عند المفردات الطبيعية وهي في أماكن عيشها وتكاثرها لحماية التنوع الحيوي، وأشار إلى أن التشريعات والدراسات والبحوث ساهمت في الحفاظ على المفردات البيئية وخففت من وطأة التهديدات الداخلية والخارجية ومن عرضة الانقراض مما حقق مكاسب علمية واجتماعية واقتصادية وسياحية.

وأشار الدكتور علي بن حسين اللواتي خبير الموارد الوراثية النباتية بمجلس البحث العلمي إلى ضرورة دعم إجراءات صون الموارد الوراثية النباتية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الوطني من قبل مختلف جهات الاختصاص من خلال الشراكة والتعاون فيما بينها، ولاستدامة صون الموارد الوراثية النباتية وتفعيل مفهوم الصون من خلال الاستخدام وإضافة القيمة الاجتماعية والاجتماعية لها، أكد على أهمية دعم البحوث العلمية الخاصة بالموارد الوراثية النباتية.

بيئتي الجميلة

وفاز في مسابقة «بيئتي الجميلة» التي أطلقتها جريدة «الرُّؤية» على هامش المُنتدى عن الفئة (1-4) في المركز الأول الطالبة روز بنت عيسى الحراصية من مدرسة سمائل للتعليم الأساسي بولاية سمائل بمحافظة الداخلية، وفي المركز الثاني فازت الطالبة حواء بنت أحمد بن حمد الحميدية من مدرسة رفيدة الأنصارية للتعليم الأساسي في ولاية قريات بمحافظة مسقط، وحاز الطالب حكيم بن سعيد جمعان من مدرسة السلطان قابوس (1-10) من ولاية صلالة بمحافظة ظفار على المركز الثالث، وفي فئة الصفوف (5-8) جاءت في المركز الأول الطالبة شهد بنت حمود بن عزان الزكوانية من مدرسة المعالي للتعليم الأساسي من محافظة شمال الشرقية، والمركز الثاني حصلت عليه الطالبة هبة بنت خالد بن أحمد الأنصارية من مدرسة أم كلثوم بنت عقبة للتعليم الأساسي بمحافظة جنوب الباطنة، وحصلت الطالبة حور بنت محمد بن إسماعيل البلوشية من مدرسة ريحانة بنت زيد للتعليم الأساسي من ولاية شناص بمحافظة شمال الباطنة على المركز الثالث، وفي فئة الصفوف من الصف التاسع إلى الثاني عشر جاء في المركز الأول الطالب إبراهيم بن عبيد الحوسني من مدرسة الحواري بن مالك للتعليم الأساسي من ولاية الخابورة بمحافظة شمال الباطنة، وفي المركز الثاني الطالبة مروج بنت سعيد البلوشية من مدرسة خولة بنت ثعلبة للتعليم الأساسي من ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، وحازت الطالبة وعد بنت عوض المشيفرية من مدرسة أم كلثوم بنت عقبة للتعليم الأساسي من محافظة جنوب الباطنة على المركز الثالث، وتم منح الطالبين محمد بن موسى الزعابي من مدرسة عاتكة بنت زيد للتعليم الأساسي بمحافظة مسقط، وسارة بنت سعيد اليحيائية من مدرسة التربية الفكرية بمحافظة مسقط جائزتين تشجيعيتين.