العرب والعالم

صالح يبدي استعدادا للتفاوض مع السعودية للتوصل إلى تسوية

10 مايو 2017
10 مايو 2017

جامعة الدول العربية تحذر من تفشي الكوليرا في اليمن -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد-(أ ف ب) -

أعلن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح حليف «انصار الله» أنه مستعد للتفاوض مباشرة مع السعودية الداعمة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، للتوصل إلى تسوية في اليمن الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من عامين.

وقال صالح خلال اجتماع لحزبه المؤتمر الشعبي العام في صنعاء التي يسيطر عليها «أنصار الله» إننا مستعدون أن نأتي إلى الرياض إلى خميس مشيط (جنوب السعودية) إلى مسقط (سلطنة عمان) أو أي مكان للحوار والتفاهم».

وبعد أن كرر عرضه للحوار الذي اقترحه مرارا قال صالح إن مثل هذا الحوار سيجري حصريا بشكل مباشر مع السعوديين. واستبعد أي وساطة لموفد الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي يأمل في استئناف مفاوضات السلام اليمنية نهاية مايو الحالي بعد أن توقفت منذ أغسطس 2016. وقال صالح: «لن نفاوضكم لا عن طريق ولد الشيخ ولا عن طريق الأمم المتحدة سنحاور صاحب الشأن المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي. هادي غير مقبول وحكومته غير مقبولة. أنا أحذر السعودية منهم هؤلاء يضرونكم أكثر مما ينفعونكم». واقترح على السعوديين تشكيل قيادة جديدة لإدارة اليمن.

ولا يزال صالح يحظى بنفوذ في اليمن منذ تخليه عن السلطة في فبراير 2012 إثر ضغوط من الشارع. ويأتي عرض صالح في وقت بدأت فيه «اتصالات غير رسمية منذ أسبوعين في برلين بين أوساط الرئيس السابق ومندوبين سعوديين» كما كشف مصدر حكومي يمني لفرانس برس.

وأضاف المصدر أن هذه الاتصالات بدأت قبل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نهاية أبريل الماضي للرياض حيث بحثت مطولا النزاع في اليمن. وقلل صالح من أهمية تورط إيران في اليمن المتهمة بدعم «انصار الله». وقال «ليس لدينا مد إيراني بتاتا وإذا وجدت علاقات فهي علاقة بأشخاص، لا علاقة لها مع الشعب». وأضاف «لا علاقة عسكرية ولا سياسية ولا اقتصادية لهم علاقة تعاطف».

وقال ردا على سؤال حول كون الصواريخ التي يطلقها «انصار الله»على السعودية أو مواقع للتحالف العربي في اليمن، إيرانية: إن «الصواريخ يمنية، روسية الصنع واليمنيون طوروها». وقال صالح إن التحالف العربي «حتى الآن قتل أكثر من 11 ألف شخص، وجرح أكثر من 25 ألفا منذ مارس 2015». وأوقعت الحرب في اليمن ما لا يقل عن 7700 قتيل معظمهم من المدنيين و42500 جريح بحسب تعداد لمنظمة الصحة العالمية.

ميدانيا قتل جندي يمني وأصيب ستة آخرون بينهم ثلاثة مدنيين أمس في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري ينتمي لتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت في جنوب غرب اليمن، حسبما أعلن مسؤول في أجهزة الأمن اليمنية. وأوضح المصدر نفسه أن السيارة المفخخة انفجرت عند نقطة تفتيش مستحدثة للقوات الحكومية في بلدة دوعن في محافظة حضرموت على بعد نحو 300 كم شمال غرب المكلا عاصمة حضرموت. وكانت القوات الحكومية وقوات التحالف العربي أطلقت عملية عسكرية في وادي حضرموت قبل يومين لطرد عناصر القاعدة من هذه المنطقة بعد قيام التنظيم بتفجير مقرين مهجورين لقوات الأمن، وتنتشر قوات للقاعدة في محافظة حضرموت مستفيدة من النزاع القائم بين الحكومة و«انصار الله».

وتشن طائرات أمريكية من دون طيار غارات على مواقع لتنظيم القاعدة خصوصا في جنوب اليمن.

من جانب آخر صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية الوزير المفوض محمود عفيفي أن أحمد أبو الغيط يتابع بقلق بالغ التقارير الدولية التي تشير إلى تفشي وباء الكوليرا في اليمن بما أدى إلى وفاة وإصابة المئات حتى الآن، مؤكدا أن وضع القطاع الصحي في مختلف المحافظات اليمنية يبعث على الانزعاج والقلق، وينذر بكارثة إنسانية يمكن تفاديها إن جاءت الاستجابة الدولية في الوقت المناسب.

وأوضح عفيفي في بيان صحفي أمس أن الأمين العام لجامعة الدول العربية ناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية سرعة التدخل للحيلولة دون تدهور الوضع الصحي والإنساني باليمن، كما دعا الدول المانحة إلى سرعة الوفاء بالتعهدات المالية التي أعلنت عنها في مؤتمر المانحين الذي عقد مؤخرا في جنيف من أجل توفير التمويل اللازم لعمليات الإغاثة الإنسانية، إنقاذا لحياة الملايين من أبناء الشعب اليمني المهددين بالأوبئة والأمراض المتفشية، فضلا عن التعرض لخطر المجاعة. وتبرعت المنظمة الدولية للهجرة بأكثر من ثلاثة أطنان من الأدوية والإمدادات الطبية إلى المستشفى الجمهوري في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك لعلاج أمراض الإسهال المائي الحاد بشكل خاص. وقامت المنظمة بالاستجابة العاجلة لطلب رسمي من المستشفى للحصول على الدعم، وذلك بسبب العدد المتزايد من المرضى الذين يصلون إلى المستشفى بحالات من الإسهال المائي الحاد. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية منذ أكتوبر الماضي تم تسجيل ما يقارب من 23 ألف حالة مشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا، شملت 108 وفيات مؤكدة من المرض في جميع أنحاء اليمن.

وفي حين أن الحالات آخذة في الانخفاض، ولا تزال هناك بعض الحالات الجديدة بسبب ضعف فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية ومحدودية قدرة العاملين الصحيين على القيام بعملهم في كل مكان بسبب الوضع الأمني الصعب. وأوضح المتحدث باسم المنظمة في جنيف جويل ميلمان «قامت المنظمة الدولية للهجرة في الأشهر الستة الماضية بفحص ما يقرب من 37 ألف مهاجر في اليمن لتحديد ما إذا كانوا مصابين بالكوليرا. وقد تأكدت تسع حالات إصابة في كل من عدن والحديدة.

ويصعب في هذه الأماكن توفير الأمن لعمل موظفينا، ولكنهم يقومون بعمليات الفحص المتعلق بالكوليرا». ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نظام الرعاية الصحية في اليمن على وشك الانهيار. وهناك 45% فقط من المرافق الصحية في اليمن تعمل بكامل طاقتها أو يمكن الوصول إليها، و38% منها تعمل جزئيا، و17% لا تعمل، وقد تضرر ما لا يقل عن 274 مرفقا من تلك المرافق أو دمرت خلال النزاع الحالي.