العرب والعالم

نادي الأسير: الأسرى يتعرضون للتنكيل خلال إضرابهم عن الطعام

09 مايو 2017
09 مايو 2017

السلطة الفلسطينية تطلب تدخل الأمم المتحدة -

رام الله - عمان - نظير فالح - (د ب أ):-

طلبت السلطة الفلسطينية أمس من الأمم المتحدة التدخل لتلبية مطالب مئات الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية لليوم الثالث والعشرين على التوالي.

جاء ذلك لدى لقاء رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ في مدينة رام الله مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف. وذكر بيان صادر عن مكتب الشيخ أن اللقاء «ركز على قضية الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى في سجون إسرائيل وحالة الخطر الشديد التي باتت تهدد حياتهم». وحسب البيان، طلب الشيخ من ملادينوف «ضرورة التدخل لدى الحكومة الإسرائيلية والضغط عليها للاستجابة للمطالب الإنسانية العادلة للأسرى»، وحذر الشيخ حكومة إسرائيل من مغبة الاستمرار في سياسة «التجاهل والتنكر للحقوق الإنسانية وعدم المبالاة» تجاه حياة الأسرى المضربين.

من جهة أخرى، أفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن محامي نادي الأسير خالد محاجنة تمكّن يوم أمس، من زيارة سجن «نفحه»، للمرة الأولى منذ بدء إضراب الأسرى الجماعي بتاريخ 17 أبريل 2017، ووثّق تفاصيل تعرّض الأسرى للتنكيل بهم خلال إضرابهم وإقامة مستشفى ميداني لمساومتهم على تقديم العلاج.

وأوضح المحامي محاجنة أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال سمحت له بزيارة الأسير المضرب منذ (23) يوماً مجاهد حامد من بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة، بعد أن تقدّم بطلب لزيارته لعدّة مرات، قوبل فيها بالرفض، فلجأ إلى تقديم التماسات خاصة باسم الأسير لمحكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع، مضيفاً أن جلسة للنظر بالالتماسات كانت قد تعيّنت يوم أمس الأول الاثنين، وبعد مفاوضات طويلة سمح له بالزيارة مقابل سحب الالتماسات. ونقل المحامي محاجنة عن الأسير حامد عقب زيارته له، أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال نقلته قبل عدّة أيام من سجن «عسقلان» إلى سجن «نفحه» مع عدد من الأسرى من بينهم: أمير أبو رداحة، مازن القاضي، أيمن جعيم، معمر الصباح ومصطفى عرار، مشيراً إلى أنه وعند تواجده في سجن «عسقلان»، اقتحمت وحدة خاصة أقسام المضربين لإخضاعهم للتفتيش العاري، إلّا أن الأسرى رفضوا ذلك، فردّت عليهم عناصر الوحدة بالضّرب المبرح، وهو ما يزال يعاني من آلام في صدره ولم يتلقّ العلاج، كما وحاولت إدارة السجن ابتزازه بعرض تقديم العلاج له مقابل إنهائه للإضراب.

وأضاف أن الأسرى في «نفحه» يضطرون لتناول المياه السّاخنة من صنابير الحمامات، وهم يتعرّضون لعمليات نقل يومية لزنازين داخل السّجن نفسه وخارجه أيضاً، كما وأن إدارة السّجن فرضت عليهم عقوبات تمثلت بدفع غرامات مالية، وحرمان من الزيارة وحرمان من الكنتينا، بذريعة أنهم لا يقفون على العدد.

وأوضح أن إدارة السجن قامت بسحب جميع الأغراض الشخصية من الأسرى منذ اليوم الأول للإضراب؛ باستثناء بطانية وفراش لكل أسير، وزوّدتهم بملابس «الشاباص»، ومعجون وفرشاة أسنان غير صالحة للاستعمال.

وقال الأسير حامد إن: «إدارة السجن تقوم بتفتيشات يومية بداخل الغرف بساعات النهار والمساء، حيث يتم إجبار الأسرى على الخروج من الغرف لغرف أخرى، وفي حالة إن كان أحد الأسرى لا يستطيع الوقوف بسبب التعب والإرهاق وعدم قدرته على الحركة يتم الاعتداء عليه وإخراجه بالقوة، وهناك عدد من الأسرى الذين تعرضوا للضرب وقت التفتيشات ولم يقدّم لهم أي علاج حتى الآن».

ولفت الأسير حامد إلى أن الأسرى المضربين في سجن «نفحه» موزّعون على خمسة أقسام مفصولة عن بعضها البعض، وواحد منها جرى تحويله لمستشفى ميداني لعلاج الأسرى المضربين، موضحاً أن إدارة السجن تقوم بنقل الأسرى الذين تدهورت أوضاعهم الصحية أو تعرّضوا لاعتداءات إلى المستشفى الميداني، وهناك تتمّ مساومة الأسرى بتقديم العلاج لهم والعناية الطبية وتقديم لهم وجبات الطعام مقابل إنهائهم للإضراب، كما ويتمّ فيه بثّ الإشاعات التي تستهدف معنويات الأسرى.

ونقل المحامي عن الأسرى أن إدارة سجن «نفحه» تحاول الضغط على الأسرى لدفعهم على التفاوض على إنجازات بسيطة في داخل السّجن نفسه، ولكن الأسرى رفضوا أية عروض جزئية لا تكون تحت إطار قيادة الإضراب.