salem
salem
أعمدة

نوافـذ :بوابة الخصخصة

08 مايو 2017
08 مايو 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

الجنوح إلى التخصص أو كما يعرف عند الاقتصاديين بالخصخصة، أمر لا بد منه في المرحلة المقبلة لإدارة بعض المرافق التي يمكن أن تضيف عائدا ماديا إلى خزانة الدولة، فهناك بعض المشاريع في الوقت الراهن بحاجة إلى طرحها بهذا التوجه.

فمثلاً مشاريع مطاري صحار وصلالة يمكن أن يكونا مطارين دوليين إذا تمكنا طرحهما للتخصيص أمام الشركات العالمية التي تتمتع بالخبرة الدولية لجذب المزيد من شركات الطيران الدولية وجعلهما وجهتين للسياحة والعبور.

ناهيك عن إدارة بعض المناطق السياحية التي يمكن تطويرها، والتي بها العيون المائية الطبيعية أو الجروف الصخرية أو الأودية والحارات والبيوت القديمة التي يمكن أن تكون نزلاً للسياح، كما هو في بعض أحياء نزوى.

أضف إلى التوجه إلى مدن الترفيه التي نفتقد لها في السلطنة والتي يمكن أن تكون ضمن أولويات الإنشاء والإدارة والتشغيل للشركات الدولية، والتي تؤسس لتكون مقصدا للسياح والزوار من داخل السلطنة وخارجها، ناهيك عن حدائق الحيوانات والمتنزهات والمرافق التي يمكن أن تجذب المزيد من الناس إليها.

كذا إمكانية الاعتماد على القطاع الخاص أيضا في إنشاء المزيد من مشاريع التلفريك والتي بدأت بعض بشائرها في صلالة، لأن هناك مواقع أيضا مهمة وجاذبة في الجبل الأخضر وشمس، وجبال حجر عمان بشقيها الغربي والشرقي، وإلى تطوير الكهوف الكبيرة ككهفي مجلس الجن والهوته.

الكثير من الشركات الدولية ترغب في الاستثمار في الترفيه والاقتصاد بالسلطنة، لكنها تحتاج إلى المزيد من المرونة في الإجراءات والتسهيل والتبسيط والتعاون، هذه المؤسسات لا ترغب أن تصل إلى قناعة أنها ند لأحد، بل مكمل لمسيرة التنمية في السلطنة، لذلك نحتاج إلى تعامل أقل تعقيداً ودعما وتشجعيا وتسخير كل الإمكانيات لإنجاح مهمتها.

ما يحدث لنفس الشركات هذه في دول أخرى هو ليس معجزة، بل هو القدرة على الاستفادة منها في إضافة المزيد على اقتصاد هذه الدول، والإحساس أن وجودها عامل مساعد وليس تنافسيا أو ضد أي أحد، لذلك لا ضير أن ننقل نفس التجربة.

الكثير من المستثمرين العالميين يرغبون في عمان لاستقرارها الأمني وهدوءها ورغبتها في التطوير وتكوين الشراكات مع الآخرين وتنمية قطاع الترفيه، لكنهم لا يرغبون في إجراءات طويلة لا نهاية لهم في ضوء النفق، ولنعلم أن كل مستثمر يأتي برأس ماله من أجل أن يكسب منه ويطوره ويضاعفه وهذه حقيقة أي تاجر وإذا كنا نرغب، في جذب تلك الاستثمارات علينا أن ندرك هذه الحقائق.

لذلك لدينا من الفرص السياحية والاقتصادية والترفيهية وفي البنية الأساسية الكثير التي تساهم في تحقيق أحلامنا وأحلام المستثمرين، لكن علينا أن نغير مسارات العمل مع المستثمر الخارجي وأن نجعل عمان وجهة مهمة له، وأن نشجعه ونقدم له أكثر مما هو موجود حتى يمكن أن يضع رأس ماله في المكان الصحيح والآمن.

ومن هنا فإنه من المهم أن نعي أن تبسيط الإجراءات أمام المستثمرين في كل المجالات وليس فقط التي ذكرت، هي مسألة تحد، فكلما كانت أقل تعقديا كلما تضاعف الراغبون في الاستثمار، لكن ذلك يحتاج إلى إرادة تختلف عن الحالية ويحتاج إلى قدرة أكبر على استيعاب هذه الفئة من المستثمرين، وأن نضعهم كشركاء في التنمية، نحقق معهم في النهاية نجاحات أي كانت الدول التي أتوا منها وأن نفهم أن الشراكة دائما مصالح.