1004881
1004881
العرب والعالم

فرار مئات العائلات الأفغانية بعد دخول طالبان منطقة استراتيجية في قندوز

07 مايو 2017
07 مايو 2017

باكستان: مقتل 50 جنديا أفغانيا في اشتباك حدودي وكابول تنفي -

عواصم - (أ ف ب - العمانية): هربت مئات العائلات الأفغانية من القتال بين حركة طالبان والقوات الحكومية قرب مدينة قندوز الشمالية في وقت سيطر المتمردون على منطقة استراتيجية في ولاية قندوز بعد بدء هجومهم الربيعي السنوي.

وبدأ المسلحون هجومهم على منطقة قلا زال في ولاية قندوز أمس الأول حيث تمكنوا من السيطرة على معظمها. وأدى الهجوم إلى وقوع معارك عنيفة مع القوات الحكومية ما دفع المدنيين إلى الفرار نحو عاصمة الولاية التي تحمل كذلك اسم قندوز.

وأفاد مجلس اللاجئين النرويجي الذي لديه مكاتب في قندوز أن بعض العائلات اضطرت إلى النوم في العراء فيما انتقل آخرون إلى منازل لأقربائهم.

ونقل بيان المجلس عن عبد الكريم (31 عاما)، الذي هرب مع عائلته من قلا زال إلى مدينة قندوز، قوله «حوالي الساعة 2,30 صباحا قدم مقاتلو طالبان إلى منازلنا وطلبوا منا إخلاءها. طبلوا منا ألا نصدر أي صوت. كنا خائفين». وقال رحمن غيردي (29 عاما) وهو أحد السكان كذلك «أطلق مقاتلو طالبان النار من أحد أطراف منزلنا فيما أطلقت قوات الأمن الوطنية الأفغانية النار من الطرف الآخر. سقط صاروخ في فناء البيت. قالت لي زوجتي إن لم أهرب فستغادر هي وحدها مع طفلتينا».

ويؤذن الهجوم الربيعي السنوي عادة ببدء موسم القتال رغم أن مقاتلي طالبان لم يتوقفوا الشتاء الفائت عن مهاجمة القوات الحكومية. وأسفر هجوم على قاعدة عسكرية في مدينة مزار شريف المجاورة الشهر الماضي عن مقتل 135 جنديا على الأقل. وأعلن المتمردون كذلك سيطرتهم في مارس الماضي على إقليم سانغين الاستراتيجي في ولاية هلمند، في إشارة إلى تنامي قوتهم.وسيطرت طالبان لوقت قصير في سبتمبر 2015 على مدينة قندوز في أكبر نصر حققته منذ الإطاحة بحكمها عبر تدخل عسكري أمريكي في 2001. وتمكنت في أكتوبر 2016 من الدخول مجددا إلى المدينة لوقت قصير قبل أن يتم طردها.

ميدانيا أعلن الجيش الباكستاني أمس أنه قتل أكثر من 50 جنديا أفغانيا في اشتباك وقع قبل يومين على معبر حدودي رئيسي، الأمر الذي نفته كابول.

ووقع تبادل إطلاق النار الجمعة الماضية عند معبر شامان الذي يفصل بين ولايتي بلوشستان الباكستانية وقندهار في جنوب أفغانستان في وقت كان مسؤولون باكستانيون يجرون تعدادا سكانيا.

وبحسب الحصيلة التي أعلنها مسؤولون حينها، قتل 8 مدنيين على الأقل 7 منهم في الجانب الباكستاني وواحد في الأفغاني.وكانت كابول اتهمت مسؤولي التعداد الباكستانيين، الذين يرافقهم عناصر من قوى الأمن، بالدخول إلى الجانب الأفغاني من الحدود، وهو ما نفته إسلام أباد.وأمس صعدت القوات الباكستانية لهجتها بالحديث عن خسائر ضخمة في صفوف القوات الأفغانية.وفي هذا السياق، قال نديم أحمد قائد قوات حرس الحدود شبه العسكرية، «نأسف للقول أنه تم تدمير 5 نقاط تفتيش أفغانية بشكل كامل، وأن أكثر من 50 من جنودهم قتلوا وأصيب أكثر من 100 بجروح». وأضاف «نأسف لخسائرهم ولكننا اضطررنا للرد» مشيرا إلى أن جنديين باكستانيين قتلا وأصيب 9 في المواجهات.إلا أن كابول سارعت إلى النفي وأشار المتحدث باسم الحكومة صديق صديقي على موقع «تويتر» الى «ادعاءات كاذبة بشكل كبير من قبل حرس الحدود الباكستاني مفادها ان 50 جنديا أفغانيا قتلوا في رد لهم»، معتبرا ان هذه المعلومات «مرفوضة تماما».من جهته، أوضح صميم خبالواك المتحدث باسم محافظ قندهار أن جنديين قتلا في الهجوم، إضافة إلى مدني.

وبقيت الحدود مغلقة منذ الجمعة.

وأكد الجنرال أمير رياض للصحفيين أنها ستبقى كذلك حتى «تغير أفغانستان سلوكها».

وشهد «خط ديورند» الحدودي الذي يبلغ طوله 2400 كم ورسمه البريطانيون عام 1896 وترفض كابول الاعتراف به، توترا متصاعدا منذ بدأت باكستان بحفر خنادق على امتداده العام الماضي.

وهذه المنطقة ليست الوحيدة التي تشهد نزاعا بين البلدين الجارين.

ولطالما اتهمت أفغانستان جارتها بدعم عناصر حركة طالبان في حين تصر إسلام أباد على أنها توفر ملاذا آمنا لحضهم على الانخراط في محادثات السلام.

وبدأت باكستان في مارس إحصاء سكانها في مهمة عسيرة تأخرت 10 سنوات.

في حادث مختلف أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أمس عن مقتل 19 مسلحا على الأقل في سلسلة من الغارات الجوية، نفذتها القوات الأفغانية بثلاثة أقاليم.

وقالت الوزارة في بيان بثته وكالة أنباء «خامة برس” الأفغانية، إن ما لا يقل عن 8 مسلحين، لقوا حتفهم في غارة جوية في منطقة آشين بإقليم نانجرهار.

وأضافت الوزارة، أن ما لا يقل عن 6 من المسلحين المنتمين لحركة طالبان، قتلوا، ومن بينهم 4 مسلحين أجانب، إثر غارة جوية شنت في منطقة زباك بإقليم باداخشان بشمال شرق أفغانستان”. وبينت أن سيارة تابعة لمسلحي طالبان، دُمرت أيضا خلال الغارة نفسها، وأن ما لا يقل عن 5 مسلحين آخرين قتلوا في غارة أخرى شنت في منطقة خانشين بإقليم هلمند.