صحافة

الوقت : العلاقات الروسية الألمانية: بين التوتر البارد والمصالح المشتركة

07 مايو 2017
07 مايو 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «الوقت» مقالًا نقتطف منه ما يلي: شكلت المحادثات الألمانية الروسية في سوتشي منذ أيام، بين الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» محور اهتمام المحللين الدوليين. حيث لم تستطع المحادثات الأخيرة، تخفيف الخلاف بين الزعيمين حول عدد كبيرٍ من قضايا السياسة الخارجية، خصوصًا وأن العلاقات الروسية الألمانية تمر بفترة من التوتر، لأسباب عديدة، بينها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وأثر ذلك في زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا والخلاف الداخلي في ألمانيا حول العلاقة مع روسيا، حيث تواجه ميركل معارضة داخلية متزايدة من قبل الطبقة السياسية الألمانية ونخبة رجال الأعمال، حيث يتفاقم الانقسام بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، حول العديد من القضايا التي تتأثر بالعلاقة الألمانية الروسية لا سيّما مسألة اللاجئين.

وقالت الصحيفة: إن سياسة بعض الدول الأوروبية ومنها ألمانيا تجاه الأزمة الأوكرانية، تشكل مصدر قلق لروسيا. حيث راهنت هذه الدول على الانقلاب في كييف عام 2014، عسى أن يؤدي ذلك لجعل الغرب ملجأً لأوكرانيا عبر السعي لمنحها عضوية الاتحاد الأوروبي، على حساب التكامل الاقتصادي الذي تسعى له روسيا والذي يحقق منفعة متبادلة للطرفين، معربة عن اعتقادها بأن أهم ما أغضب موسكو هو استخدام برلين لمعايير مزدوجة في التعاطي مع الأزمة الأوكرانية وعدم مراعاتها لنتائج الاستفتاء في شبه جزيرة القرم، عندما صوت 95% من السكان على الانضمام إلى روسيا الاتحادية.

ولفتت الصحيفة إلى التبادل التجاري بين ألمانيا وروسيا والذي وصل إلى 89.8 مليار دولار في عام 2012، في حين ونتيجة للعقوبات، تقلصت الصادرات الألمانية إلى روسيا إلى حدود 25 مليار دولار، ما دفع رئيس لجنة العلاقات الاقتصادية الألمانية «ولفجانج بوشيل» للتحذير من أن المواجهة المستمرة بين الدول الأوروبية وروسيا ستكون مكلفة بالنسبة لبلاده ويجب التنسيق مع موسكو لتسوية هذا الأمر.

واعتبرت الصحيفة العلاقات الروسية الألمانية بأنها تشكل واحدة من أهم التحديات الخارجية التي تواجه ميركل التي ستخوض انتخابات صعبة في سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى التحديات الداخلية ومنها الآثار الاقتصادية للعقوبات الأوروبية ضد موسكو والتي باتت تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الألماني. وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأنه وعلى الرغم من التوتر البارد بين روسيا وألمانيا، مازالت تجمع الطرفين العديد من المصالح المشتركة، ما يجعل التنبؤ بمستقبل العلاقة بين الجانبين أمرًا صعبًا وأكثر تعقيدًا في ظل المصالح المتشابكة والمتناقضة في آن واحد.