تحذير من موجة «كوليرا» جديدة و«المجاعة» تهدد حياة 7 ملايين يمني

«حكومة صنعاء» ترحّب بالجهود الدبلوماسية والسياسية لإنهاء الحرب -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد-(د ب أ) -

حذّرت وزارة الصحة العامة والسكان «في حكومة الإنقاذ الوطني» من ظهور وباء الكوليرا في عدد من المحافظات مع دخول فصل الصيف وموسم الأمطار.

وأوضح بيان صادر عن الوزارة أن الأيام الأخيرة شهدت تزايداً في بلاغات الاشتباه بحالات كوليرا جديدة في بعض المحافظات، مشيرةً إلى أنه تم خلال الأيام القليلة الماضية تسجيل 15 حالة مؤكدة في كل من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء والمحويت وعمران وحجة وبلاغات من عدن ولحج.

وقالت الوزارة «إن موجة وباء الكوليرا الشديدة التي بدأت في أكتوبر 2016 انحسرت والتي أعلنت عنها الوزارة بتصريح رسمي في حينه وتوالت التصريحات تباعاً عن الوضع الوبائي والذي انتشر في عام 2016 في 52 مديرية موزّعة بين 16 محافظة». وأضاف:وبالتعاون بين كل من وزارة الصحة العامة والسكان ووزارة المياه والبيئة ممثّلة بهيئة مياه الريف والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي ومنظّمتي الصحة العالمية واليونيسيف والشركاء المحليين، أدّى إلى انحسار الموجة تلك وبقي النظام الوطني للترصّد الوبائي يسجّل حالات كوليرا لكنها متفرّقة بين الحين والآخر». ولفت إلى أن فرق الترصّد رصدت ظهور حالات جديدة خلال الأسبوعين الأخيرين خاصةً مع دخول فصل الصيف، مهيباً بالمواطنين رفع مستوى الحيطة والحذر من حدوث موجة وبائية جديدة متزامنة مع دخول فصل الصيف ومع موسم الأمطار الراهن وما قد ينتج عنه من سحب للقاذورات والمخلّفات وتلويث مصادر مياه الشرب.

وسجّلت الموجة السابقة لوباء الكوليرا أكثر من 26 ألف حالة اشتباه و207 حالات كوليرا مؤكدة، منها 16 وفاة.

ووعدت منظّمة الصحة العالمية ومنظّمة اليونيسيف بتقديم الأدوية والمحاليل لهذه المستشفيات وكذلك للمحافظات التي سجّلت حالات جديدة.

ودعت الوزارة المواطنين في بيانها الجميع إلى الحرص على النظافة الشخصية والنظافة العامة وغسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد قضاء الحاجة وعدم تناول الأطعمة المكشوفة والاهتمام بغسل الخضروات والفواكه قبل أكلها وتجنّب الأطعمة الباردة في المطاعم والأسواق.

من جانبها حذرت منظمة إغاثية أمس من أن حياة سبعة ملايين يمني معرضة للخطر بسبب «المجاعة». وقال جان إيجلاند رئيس «مجلس اللاجئين النرويجي»، بعد جولة في اليمن إن «العالم يترك نحو سبعة ملايين من الرجال والنساء والأطفال يسقطون ببطء ولكن بصورة مؤكدة في مجاعة غير مسبوقة».

وقال: إن الأزمة تؤكد على «فشل ذريع للدبلوماسية الدولية»، مضيفا:«من يحملون السلاح والسلطة في اليمن وكذلك العواصم الإقليمية والدولية يقوض ونكل الجهود التي تسعى إلى تجنب حدوث مجاعة شاملة لا يمكن إيقافها، وكذلك انهيار خدمات الصحة والتعليم لملايين الأطفال». وأضاف:«لا يوجد مكان في الأرض به مثل هذا العدد الكبير من الأرواح المعرضة للخطر». ووفقا للمنظمة فإن 60% من إجمالي 27 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ما يجعل اليمن أكبر أزمة أمن غذائي على مستوى العالم.

على الصعيد السياسي رحّب وزير الخارجية «في حكومة الإنقاذ الوطني» المهندس هشام شرف عبد الله بأي جهود دبلوماسية أو سياسية لإنهاء الحرب التي يقودها التحالف العربي وإنهاء الفوضى التي جاءت نتيجة للحرب وأهمها انتشار الجماعات المسلّحة والإرهابية والمتشددة.

وأعرب وزير الخارجية في تصريح نقلته أمس وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» عن ترحيبه بما ورد في تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارتها الأخيرة للسعودية والإمارات، من تأكيد على الحل السلمي لإنهاء الحرب المفروضة على اليمن وأنه لا يمكن الوصول إلى السلام بقوة السلاح أو العمل العسكري، وعرض ألمانيا الاتحادية دعم جهود الأمم المتحدة للسلام.

وأشار إلى أن برلين يمكن أن تلعب دوراً مهمّاً في هذا الإطار لاسيّما وأنها تحظى بعلاقات جيّدة مع مختلف الأطراف في اليمن.

وجدّد شرف ترحيب «حكومة الإنقاذ الوطني» بكل خيارات السلام العادل والمنصف للشعب اليمني، مستطرداً بأنه «في الوقت نفسه فإن كل الشعب وجيشه ولجانه الشعبية ورجال القبائل والمتطوّعين على أتم الاستعداد لمواصلة مواجهة الحرب والحصار الجائر المفروض على اليمن». ولفت شرف نظر العالم إلى أن الوقت قد حان لإحلال السلام في اليمن، لاسيّما في ظل التدهور الخطير الذي وصل إليه الوضع الإنساني والمعيشي للشعب اليمني بفعل الحرب والحصار الشامل والحرب الاقتصادية، حيث أضحت الأزمة الإنسانية في اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم من صنع البشر وليس من صنع الطبيعة.

ونوّه إلى أن دروس التاريخ تؤكد على أن الحروب والاستقواء عسكرياً لا يمكن أن تحقّق أي نتيجة إلا المزيد من الدمار والأحقاد وتمزيق النسيج الاجتماعي وانتشار الفوضى والإرهاب والجماعات المسلّحة والمتطرّفة التي لا تعترف بالدولة والنظام والقانون ولا حتى بالشعوب صاحبة القرار والسلطة الحقيقية في حكم نفسها.

من جانبها أعلنت القيادة العامة للقوات المسلّحة الإماراتية في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات «وام» أمس الأوّل مقتل «حسن عبد الله محمد البشر» أحد جنودها المشاركين في عملية «إعادة الأمل» مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.