مرايا

بلوغها سن الأربعين يمثل بداية جديدة لحياتها - كيري واشنطن: الفن يفتح أفكارنا على المجتمع

03 مايو 2017
03 مايو 2017

القاهرة - مريم عاشور -

اشتهرت الممثلة الأمريكية السمراء كيري واشنطن بشغفها وعطائها الفني، فمنذ أن أطلت من الشاشة الفضية بأدائها الخاطف للأنظار في فيلم Our Song في عام 2001، مهدت بيدها طريقا من المجد في هوليوود، لمدة 16 عاما لاحقة جسدت فيها أدوارا مهمة مثل كاي أمين في فيلم The Last King of Scotland وبرومهيلدا فيDjango Unchained وأوليفيا بوب في مسلسل Scandal الناجح الذي وصل لموسمه السادس حاليا، وليس مفاجئا أن تترشح لـ4 جوائز إيمي وجائزتي جولدن جلوب.

ومن المعروف عن كيري أن التمثيل جزء من شخصيتها إذ أنها تسخر فنها من أجل توصيل صوت من لا صوت لهم، وهي تمثل الأقليات وتجمع الأموال من أجل حماية الحقوق المدنية لهم، وكذلك لدعم الفنون، إنها ناشطة شرسة، وعندما طُلب منها دعم مسيرة النساء في واشنطن لم تتردد لحظة للمشاركة لتصعد في هذا اليوم للحديث إلى مئات آلاف النساء، وألقت كلمة أيضا في مسيرة النساء بلوس أنجلوس، وقالت فيها: «بعد 6 أشهر، أو سنة من الآن إذا شعرت أن هناك أجندة معينة أو توجها معينا يجعل رأيك «لا يهم»، لمجرد أنك امرأة، أو لأنك مهاجرة، أو لأن بشرتك «ملونة» أو لأنك كبيرة في السن، أو صغيرة في السن، اعلمي أنك تمتلكين صوتا ورأيا، ورأيك يهم».

وفي سن الأربعين وبعد أن أصبحت إحدى أيقونات التمثيل من أصل إفريقي، تدرك كيري جيدا أن أفعالها تؤثر بالتأكيد على مستقبل طفليها الاثنين «إيزابيلا» و«كاليب»، وزوجها «نامدي أسوموجا» لاعب كرة القدم الذي انتقل للتمثيل.

وفي حوارها مع مجلة جلامور Glamour تحكي كيري عن حياتها كناشطة وعن فنها وحياتها الشخصية.

ـ لنبدأ بحياتك المهنية والشخصية، ما الذي يجعلك تستيقظين صباحا في هذه المرحلة من حياتك غير صوت أطفالك؟

في الحقيقة أحاول دائما أن أبدأ يومي بتطبيق عادة أوبرا وينفري وهي الحمد والشكر على النعم التي أحظى بها، فعندما لا أفعل ذلك أكون خائفة جدا ومرتعبة.

ـ في بعض الأوقات نفقد أعصابنا في الصباح ونرتبك.. ماذا عنك ؟

نعم، بالتأكيد وترغبين بشدة في النوم خصوصا إذا كان لديك طفل رضيع يوقظك في الخامسة والنصف صباحا، فاليوم يبدأ مبكرا جدا، ويجب أن نعد أنفسنا جيدا، فأنا أصبحت أعد نفسي لهذا الأمر الجديد في حياتي، وأعد نفسي لعلاقتي مع عائلتي، وأعد نفسي لعملي ولأكمل الموسم الجديد من مسلسل (Scandal)، بوجود طفلة صغيرة ورضيع، فالأمر يتطلب التريث والحفاظ على الحضور أيضا، وليس أن أجري بتهور وألا أظل متعلقة بالماضي.

ـ أكملتِ مؤخرا عامك الأربعين، كيف يختلف عن عامك الثلاثين والعشرين؟

الحياة تصبح أجمل، بالنسبة لي، الأربعين تمثل بداية جديدة، فأنا أقع في منتصف العديد من الأمور الجديدة في حياتي، في عملي وأطفالي، وزواجي، فأنا أعتبر نفسي ما زلت حديثة الزواج، وأنا سعيدة لبلوغي تلك المرحلة من حياتي.

- لنتحدث قليلا عن حياتك المهنية، هل هناك دور شعرت أنه كان نقطة تحول في حياتك؟

من المستحيل أن أقول إن دور أوليفيا بوب، لم يكن أهم دور مؤثر بالنسبة لي، فأنا لم ألعب دورا من قبل يستمر كل تلك المدة، أوليفيا أهدتني الشهرة، بعد أن كنت ممثلة مجهولة ولا أحد يصدق أن الفتاة التي مثلت في Save the Last Dance هي نفس الفتاة في The Last King of Scotland.

ـ إلى متى ترغبين في لعب دور أوليفيا؟

الأمر لا يعود لي، فالأمر يعود لشوندا رايمز «مؤلفة القصة»، وللشبكة المنتجة، إذ قالت من البداية أنها تعرف كيف ستنهي المسلسل، لذا فأنا أثق تماما في قيادتها لمركب العمل. ومن الجيد بالنسبة لي أن أقوم بأعمال أخرى فدور أوليفيا أتاح لي الفرصة أن أكون منتجة، فالهدف من شركتي للإنتاج «سمبسون ستريت Simpson Street» هو أن أحكي قصص الناس والأماكن والمواقف التي لن تلتفت إليها أنظار التيار العام، فالشمولية ليست عن البيض الذين ليس لديهم فرصة ليحكوا عن أنفسهم، بل الشمولية عن إيجاد عالم حيث «الكل» لديه الفرصة أن يتكلم ويتحدث عن نفسه، لذا فأنا سعيدة جدا بتجربة دخولي عالم الإنتاج.

ـ في أحد مشاهد المسلسل يقول والد أوليفيا لها «اكتسبِي بعض القوة»، هل ستصبح أوليفيا قوية وداخل دائرة القوة أم ستظل بالقرب من «القوة»؟

أوليفيا في رحلة بحث عن الذات، وهو ما يعني أنها قوية بالفعل، وليس فقط مجاورتها للقوة، وأنا لدي فضول قوي مثل أي شخص حيال علاقتها بالقوة، وكيف يمكنها أن تتطور.

ـ هل القوة أمر ترغبين في رؤيته بشخصية أوليفيا؟

أرغب أن تكون أوليفيا شخصا كاملا، ألا تكون معنية بمشاكل شخصية، ولا مشاكل في علاقاتها بالعمل، ولكن إذا تحقق هذا فلا أعتقد أن لدينا مسلسل في تلك الحالة.

ـ لدي مقولة مأثورة من الشاعر والكاتب المسرحي الألماني، بيرتولت بريشت أضعها على مكتبي تقول: «إن الفن ليس مرآة للواقع بل إنه مطرقة تشكله» فهل تعتقدي أن الفن من المفترض أن يكون مرآة أم مطرقة؟

أعتقد أنه الاثنان، الفن يصنع التعاطف، وهو بالنسبة لي كسر لحوائط كثيرة، ويسمح لي بالدخول في حياة شخص آخر.

ـ مَن مِن فناني الأجيال السابقة يبهرك؟

جين فوندا، وسيسيلي تايسون، ودياهان كارول هؤلاء بالنسبة لي هم أشبه بمنارة، لأنه أينما يشع ضوئهن أتوجه، إذ ظللن يدافعن عن فنهن، وقيمهن مما جعلني أشعر أنني أستطيع أن أسخر نفسي أيضا من أجل الفن.

ـ كيف ترين أنهن وقفن من أجل فنهن وقيمهن؟

إذا أجبرك المجتمع على سلوك طريق معين والالتفات لقضايا معينة وأنت مثل أي أحد ينتمي لمجتمع يعاني من الحرمان وترين أن قصتك مهمة فأن هذا هو ما يسمى «عمل ناشط»، فعندما خرجت سيسيلي تايسون بشعرها الإفريقي المجعد الحقيقي على شاشة التلفاز، لم يعتبر أحد أن هذا جمالا، لم يرغب أحد لامرأة إفريقية الأصل أن تخرج بجمالها الأصلي، ولكنها استطاعت أن تجعل من هذا الفعل تيارا عاما، وفكرا سائدا، وكذلك العمل الناشط الذي قامت به دياهان كارول، عندما أصبحت هي البطلة الرئيسية لمسلسل «جوليا». الفن يدفع دائما نحو انفتاح أفكارنا على المجتمع.

ـ في الوقت الحالي، ما الذي تفعليه لتعتني بنفسك؟

أحيانا، عندما نشعر بالتحدي والضغوط، نحتاج لننعزل، وبالنسبة لي جزء من سعادتي هو كوني زوجة وأم، وأنني أحظى بمحيط من الأصدقاء يمنحونني مساحة من الحب، لذا أنفتح على العالم، كما أن حب النفس ـ بالنسبة لي ـ يمثل أن أتساءل: هل آكل جيدا، وأنام بشكل كاف؟ أم أنني آكل حتى أرتدي ذلك الجينز الضيق؟ بل إنني أتناول طعامي جيدا من أجل أن أمتلك صحة جيدة وقوة بدنية. السعادة هي أن تتعرف على الإيجابيات لأن هناك الكثير من الإيجابية.

ـ لنتحدث قليلا عن الجمال، هل لديك أي نصائح عن الجمال أورثتها لك أمك أو جدتك؟

نحن من سكان الجزر، فقد هاجر أجدادي من جزيرة إليس في جامايكا، معظمنا في العائلة كان يعمل في حراسة الشاطئ، لذا لدينا خبرة «مائية» كبيرة، فأنا أشرب أطنان من المياه، وقمت بتمارين مائية أثناء حملي في ابني، ودائما ما أستخدم المواد التجميلية التي تحتوي على مكونات المياه.

ـ مشروعك الناشط هو عبارة عن شعور من التفاؤل، فمن أين تحصلين على تفاؤلك وكيف لنا أيضا أن نحصل عليه؟

شغفي الأكبر هو أن أصنع مساحة تسع الكل، مع اختلافنا، حيث لا يهم من أين جئت، حيث يمكنك أن تستيقظ في الصباح وتعلم أنك ذو قيمة، هذا هو العالم الذي أرغب أن أعيش فيه. يجب أن أقوم بالعمل الذي يستحقني. يجب أن أعمل على حب ذاتي، وثباتها، والقول بصوت عال «أنا امرأة، أنا سمراء، أنا سليلة مهاجرين، أنا أيضا حفيدة عبيد، أنا أم، أنا سيدة أعمال، أنا فنانة، أنا مبتهجة» وربما عندما ترين «بهجتي» ستقولين «أنا أيضا مبتهجة».