999174
999174
الاقتصادية

حكاية متبقيات المبيدات الزراعية كما يرويها المتخصصون

01 مايو 2017
01 مايو 2017

لا حصاد للجزر المرشوش بالمبيدات إلا بعد مرور 30 يوما -

كتب - زكريا فكري -

تعتبر المبيدات الزراعية سلاحا ذا حدين، فهي من ناحية، تحمي النباتات والمحاصيل من الآفات، ومن ناحية أخرى، فإن سوء استخدامها يؤدي إلى خطر كبير على الصحة العامة.

وهناك أنواع عديدة من المبيدات المستخدمة في السلطنة وجميعها تخضع لرقابة ومتابعة قسم المبيدات الزراعية التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية .. ونحاول من خلال هذه السطور أن نلقي الضوء على نوعية المبيدات الزراعية المستخدمة في السلطنة وارتباطها بالحصاد وفترة الأمان والمحاذير المرتبطة بسوء الاستخدام أو الإفراط في الاستخدام أو حصادها عقب رشها بساعات.

التقى «عمان الاقتصادي» مع المهندسة الكيميائية حنان بنت حمود الزكوانية رئيسة قسم إدارة المبيدات الزراعية بوزارة الزراعة والثروة السمكية.

في البداية تقول المهندسة حنان فيما يتعلق بتصاريح المبيدات المستخدمة في السلطنة: أن الوزارة هي صاحبة الحق في منح أو منع دخول المبيدات الزراعية .. فنحن نعطي تصاريح للمبيدات التي تدخل البلاد وهناك قائمة بالمحظورات دخولها البلاد من المبيدات ننشرها لكل الشركات ليكون ذلك معلوما لديها .. هناك مبيدات محظورة ويمنع منعا باتا دخولها للسلطنة، وهناك مبيدات مقيدة يسمح لها بالدخول ولكن بشروط أو مبيدات يسمح لها بالدخول لصالح جهات بعينها فقط . والمبيدات المصرح بدخولها يجب أن تكون مستوفية الشروط العالمية ومسموحا باستخدامها وفقا للمنظمات الدولية المعنية ومنظمة الصحة العالمية .. والشركات المستوردة لهذه المبيدات عليها أن تقدم البيانات والمعلومات اللازمة الخاصة بالمبيدات المستوردة مصحوبة بنتائج التحاليل ونحن نقارن هذه البيانات بالمواصفات العالمية . وكل ما يتم استيراده يجب أن نتأكد أنه مسجل في الاتحاد الأوروبي أو منظمة الصحة العالمية.

وأضافت المهندسة حنان الزكوانية : نحن لا نصرح إلا إذا كانت المبيدات سليمة .. أما استخدامها في الداخل فهو أيضا يخضع لشروط وترتيبات لأنه وببساطة كل شيء إذا زاد عن حده أو استخدم خطأ يعطي نتيجة سلبية وغير سليمة.. علينا التأكد من الملصق ومعدلات الاستخدام وما قبل الحصاد ثم نعطي التصريح الذي يسلم للمحجر الذي يسمح بدخول المبيدات .. ثم يأتي بعد ذلك دور العمال في المزارع.. وهنا على العامل دور كبير ومهم .. وقد بدأنا منذ العام الماضي في توعية هذا العامل بشكل مكثف.

فترات ما قبل الحصاد

تعتبر المهندسة حنان فترة ما قبل الحصاد هي الأهم والأخطر بالنسبة للنبات، لأنها تؤثر في بقاء المبيد في المحاصيل أو الخضروات من عدمه .. لذلك يمنع منعا باتا رش المحاصيل قبل حصادها إلا بفترات زمنية بعيد يطلق عليها فترات الأمان .. وهي تختلف وفقا لنوع المبيد ووفقا لنوع المحصول .. فالجزر على سبيل المثال يحتاج في حالة رشه إلى فترة أمان لا تقل عن 30 يوما .. فكما قلنا أقل شيء هو ثلاثة أيام رش قبل الحصاد.. وإذا قام المزارع أو العامل بالرش اليوم لابد أن ينتظر مدة أمان أقلها 3 أيام في بعض المحاصيل وأقصاها 30 يوما في محاصيل أخرى .. وكما سبق وأشرنا أن الأمر يختلف أيضا حسب نوع المبيد المستخدم في الرش .

وتظهر المتبقيات إذا العامل لم يلتزم بفترة الأمان المحددة قبل الحصاد .. يعني اليوم يرش ثم يحصد بعد ساعات، هذا لا يجوز وله أضرار كبيرة .

وهناك أنواع عديدة من المبيدات الزراعية منها مبيد معدي ومبيد جهازي وآخر يستخدم فقط على السطح .. وكلما طالت فترة الأمان كلما خرجت المتبقيات وزالت من المحصول بالتبخير.

المحاصيل الورقية، المفروض الحصاد يعتمد على نوع المبيد وعلى الآفة لأن هناك في هذا الصدد أكثر من مبيد.. مثلا إذا كانت الآفة الذبابة البيضاء يختلف الأمر في المعالجة عما إذا كانت الدودة .

وهناك أمثلة عديدة لفترات الأمان التي يجب أن تمر على المحاصيل بعد رشها وبعد ذلك يمكن حصادها. فالعنب مثلا يجب أن تمر عليه بعد الرش 7 أيام وبعد ذلك يمكن حصاده وكذلك الحال بالنسبة للخضروات بينما الجزر يجب أن يمر عليه 30 يوما بعد رشه بالمبيدات ثم يتم حصاده .

كيفية المراقبة

وحول التفتيش والمراقبة على المبيدات وطرق استعمالها تقول المهندسة حنان: نقوم بعمليات التفتيش والمراقبة حيث نفتش على المزارع من ناحية المبيدات الموجودة في المزارع وما داخل المخازن هل هي مبيدات مصرح بها أم لا؟ وكذلك من ناحية الاستخدام والرش هل يتم بطريقة سليمة وفقا للبيانات أم لا؟ وفي حالة ضبط أي مبيدات مخالفة يتم التحفظ عليها فورا .

ونقوم بعملية التوعية اللازمة للجهات التي تتولى الرش . أما بالنسبة للأيدي العاملة، كانت فيه خطط أن تتم توعيتهم على نهاية العام الماضي وتم ذلك بالفعل بعد فصل الرقابة والتفتيش والترخيص عن قسم المبيدات وهم حاليا يتولون التوعية. والتفتيش يمر على المزارع بصفة دورية وكذلك على المخازن وأي شيء محظور من المبيدات أو يتم استخدامه بطريقة خاطئة، يتم فورا التحفظ على المكان وتتخذ الإجراءات وتصادر المبيدات.. ولا ترى المهندسة حنان أي سبب للرش المخالف للمحاصيل سوى أن العامل مستعجل ويريد أن يحصد بسرعة أو يجهل طريقة استخدام المبيد ولا يقرأون الملصق.

حجم المبيدات المستوردة

بالطبع المبيدات أنواع، فمنها المبيدات الحشرية وبلغ جملة ما تم استيراده العام الماضي 258 ألف كيلوجرام.. وهناك المبيدات الفطرية وبلغ ما تم استيراده العام الماضي 170 ألف كيلوجرام .. إضافة إلى أنواع أخرى من المبيدات منها مبيدات الصحة العامة والبيطرية والقوارض والعناكب. وقد بلغ إجمالي المبيدات المستوردة العام الماضي 922 ألف كيلو جرام وهو يشمل كل الأنواع من صحة عامة، وزارعي والمواد الفعالة والحيوي والتبخير والهرمونات والفرمونات ومنظمات النمو.

وكانت كميات المبيدات المستوردة في تزايد ولكنها آخر سنتين أخذت في التراجع لأننا بدأنا نطبق القانون باستيراد وتصدير وتصنيع المبيدات، وعندما بدأنا نطبق القانون تقلصت كمية المبيدات المستوردة للسلطنة وأصبح هناك (كنترول) في الاستيراد ولم يعد مسموحا باستيراد الكميات التي يريدها البعض دون حساب .. الحين قنّنا الكمية .. كما نتوجه حاليا وبشكل كتوسع إلى الاعتماد على الأسمدة العضوية .. فهذا هو التوجه القادم، فنحن نشجع هذا النوع من الأسمدة اكثر من الكيميائي، ولدينا اكثر من طلب لمبيدات حيوية يتم حاليا إنهاء المستندات المطلوبة خاصتها وستدخل السلطنة .