صحافة

شعور بالندم وشروط صارمة وبريطانيا ترفض

01 مايو 2017
01 مايو 2017

وقد أظهر استطلاع الرأي الذي أجري على عينة من 1590 شخصا أن غالبية من البريطانيين، عبروا وللمرة الأولى، عن ندمهم على نتيجة استفتاء 23 يونيو 2016  لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث قال 45% ممن شملهم الاستطلاع بانهم نادمون على خيار بريكست، فيما قال 43% أنه كان قرارًا صائبًا. واعتبرت الصحيفة ان ذلك يشير إلى أن هذا الموضوع «لا يزال يثير انقساما في البلاد».

وأظهر الاستطلاع أن 85% ممن صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يزالون راضين عن خيارهم، فيما لا يزال 89% من المؤيدين لأوروبا يعتبرون أن الاستفتاء كان يجب أن يعطي نتيجة مغايرة.

أما بخصوص التداعيات الاقتصادية، فاعتبر 39% من الأشخاص أن بريطانيا خارج الاتحاد ستكون في وضع «أسوأ» مما كانت عليه ضمن صفوفه، فيما رأى 28% العكس أن مالية البلاد ستتحسن.

ورأى 36% من البريطانيين أيضًا أن نفوذ بلادهم في العالم سيتراجع بعد بريكست مقابل 19% عبروا عن رأي معاكس.

وبعد مرور شهر على إبلاغ بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميا بعزمها الخروج من صفوفه، وبعد عشرة اشهر على الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد، تجرى أول الاستعدادات من الجانب الأوروبي لمفاوضات الخروج، حيث أقر القادة الأوروبيون بالإجماع خلال اجتماع استثنائي عقدوه بمقر الاتحاد في بروكسل السبت الماضي وثيقة قواعد إرشادية تتضمن ثلاث نقاط محورية صارمة لطرحها في مفاوضات انسحاب بريطانيا التي ستبدأ عقب انتخابات 8 يونيو المقبل.

ونشرت صحيفة «الصانداي تلجراف» تقريرًا أشارت فيه الى النقاط الثلاثة التي وصفت بالصارمة تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ركزت الاولى منها على السعي إلى اتفاق يؤمن حقوق ثلاثة ملايين أوروبي يقيمون في بريطانيا.

وركزت الثانية على دفع بريطانيا «فاتورة البريكست» حوالي 50 مليار جنيه استرليني، قبل مناقشة اتفاق تجاري في المستقبل.

فيما ركزت الثالثة على تفادي زعزعة استقرار السلام، وان بريطانيا يمكنها زرع  الانقسامات بين الدول الاتحاد التوصل إلى اتفاق أفضل بإقامة حدود بين دول الاتحاد وبريطانيا على جزيرة أيرلندا.

وفي سياق التقرير قالت الصحيفة: إن ماي ترفض مطالب بروكسل المتشددة تجاه خروجها من الاتحاد، مشيرة إلى أن سياسيون من الطرفين حذروا من أن المحادثات يمكن أن تتحول إلى مفاوضات سيئة. وفي إجابة على سؤال وجهته الصحيفة لرئيسة الوزراء تريزا ماي حول التخوف من بروكسل في المفاوضات قالت انه لم يكن هناك اتفاق للخروج من الاتحاد وان لدى الاتحاد مبادئه التفاوضية ولدينا مبادئنا التفاوضية من خلال رسالة تفعيل المادة 50 وخطاب لانكستر هاوس الذي شمل «السيطرة على الهجرة» من خلال إنهاء حرية الحركة، و«السيطرة على القوانين» من خلال إنهاء اختصاص محكمة العدل الأوروبية.

وأضافت: إن المهم في هذه المفاوضات وجود رئيس وزراء قوي للمملكة المتحدة، وبدعم الشعب لنا في الانتخابات العامة المقبلة يمكن أن تعزيز مكانتنا في التفاوض لضمان الحصول على افضل صفقة ممكنة. وفي السياق نفسه نشرت صحيفة «صانداي تايمز» تقريرًا أبرزت فيه اتهام بروكسل لتريزا ماي بأنها «تعيش في كوكب آخر».

وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي ينزع قفازاته استعدادًا لبدء معركة البريكست، في إشارة إلى رفض بروكسل موقف تيريزا ماي التفاوضي.

وذكرت الصحيفة أن الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم يستغرقوا سوى اربع دقائق فقط للاتفاق على موقف متشدد من خروج بريطانيا من الاتحاد في اجتماع قمة بروكسل الأخير.

موضحة أن وثيقة المبادئ الإرشادية تنص على عدم جواز أي مفاوضات منفردة بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول حيثيات خروجها من الاتحاد، ولا تستبعد الوثيقة سيناريو فشل مفاوضات الانسحاب الذي يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدا لمواجهة تداعياته. وحددت الوثيقة 29 مارس 2019 موعدًا لاستكمال مفاوضات انسحاب بريطانيا.

ونقلت الصحيفة تحذير مراقبين غربيين من ألا يسود الشعور بانتفاع بريطانيا بخروجها من الاتحاد لتفادي تشجيع دول أخرى على أن تحذو حذوها.

وفي الوقت نفسه يرون أن إقرار وثيقة المبادئ الإرشادية يشكل عرضًا قويًا لوحدة الاتحاد الأوروبي عشية البدء في التفاوض مع لندن.

ونشرت صحيفة «الديلي تلغراف» مقالًا كتبه جون ريدوود بعنوان «إنه ليس طلاقًا بين بريطانيا والاتحاد، لذلك على الاتحاد التخلي عن فكرة الحصول على نفقة»، قال فيه إن «اقتراح وجوب دفع بريطانيا أموالا لبروكسل بعد خروجها من الاتحاد، لا أساسًا قانونيًا له»، مضيفًا: «لذا فنحن لن ندفع أي مبلغ الي». وأن بريطانيا لا تسعى للطلاق من أوروبا، إنما تتخلى عن عضويتها في الاتحاد فقط، مع توقع الحفاظ على روابط قوية وإيجابية مع باقي الدول الأوروبية بعد الخرج رسميًا من الاتحاد الأوروبي.